صحافة دولية

واشنطن بوست: لماذا يتمسك ترامب بحماية السعوديين؟

واشنطن بوست: الإنجاز الوحيد لترامب في السياسة الخارجية هو دفاعه عن السعوديين- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق إيشان ثارور، يقول فيه إن السياسة المتناسقة والوحيدة لترامب هي دفاعه المستميت عن السعودية

ويقيم ثارور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، عام ترامب قائلا: "يدخل ترامب العام الأخير من ولايته بسجل متقلب في السياسة الخارجية، فقد شن حربا تجارية على حلفائه، وكان لينا مع الديكتاتوريين، وتحدث بقوة عن تفوق أمريكا، لكنه وقف متفرجا على الدول الأخرى التي قامت بإعادة تشكيل المشهد السياسي، وتحدث كثيرا عن صفقات دون نتائج، وكانت هناك حالة من الفوضى". 

ويشير الكاتب إلى أن "أحداث الأسبوع الماضي تذكرنا أن واحدا من أهم ملامح سياسته الخارجية كان عناقه الشديد للسعودية، ففي يوم الثلاثاء مرر مجلس الشيوخ ميزانية النفقات الدفاعية، التي مررها مجلس النواب الأسبوع الماضي، ومن بين ما أقرته 739 مليار دولار للسياسة الدفاعية لإنشاء ما يرغب بعمله ترامب قوة فضاء، لكن الميزانية الدفاعية جردت من عدة إجراءات يأمل المشرعون من خلالها بتقييد دعم ترامب للحرب السعودية في اليمن".

ويقول ثارور إنه "بحسب عدد من التقارير، فإن هذه الأحكام لا تلبي رغبة البيت الأبيض في حجب رقابة الكونغرس على مبيعات السلاح إلى السعودية". 

ويرى الكاتب أن "هذا ليس حدثا معزولا؛ لأن معظم القرارات التي استخدم فيها الفيتو خلال رئاسته تتعلق بمحاولات الكونغرس فرض الرقابة على السعودية، ففي نيسان/ أبريل استخدم ترامب الفيتو ضد قرار حظي بدعم الحزبين، واستند إلى قانون صلاحيات الحرب، ودعا إلى وقف المشاركة الأمريكية في العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، وفي تموز/ يوليو استخدم الفيتو للتصويت ضد قرارين حاولا منعه من تجنب الرقابة على مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى أن مبعوثة ترامب في الأمم المتحدة أوقفت قبل عام مشروع قرار تقدمت به بريطانيا لإدانة جرائم الحرب في اليمن". 

ويلفت ثارور إلى أنه "عندما لا يقوم ترامب بإلغاء قرارات يرى أنها معادية للسعودية فإنه يتحدث نيابة عن المملكة، وكان هذا واضحا بعد قيام متدرب سعودي بقتل زملاء له هذا الشهر في قاعدة جوية أمريكية في فلوريدا، فقد سارع ترامب، الذي عادة ما يقفز لمهاجمة أي عملية يرتكبها مسلم والبلد الذي جاء منه، للدفاع عن السعودية، فقال: (إنهم يشعرون بالتحطم في السعودية.. سيقوم الملك برعاية العائلات والأبناء الأعزاء، وهو محطم لما حدث، وكذلك ولي العهد، فهما محطمان مما حدث)". 

ويستدرك الكاتب بأنه رغم تعامل مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" مع الحادث على أنه عمل إرهابي، وانتقاد عدد من المشرعين الجمهوريين للسعودية، إلا أن ترامب لم ينتقد المملكة إلا بقدر قليل. 

ويؤكد ثارور أن "ترامب يعول كثيرا على العلاقة الأمريكية السعودية، فهو يرى المملكة مشتريا مهما للأسلحة، ودولة وكيلة مفيدة في حرب واشنطن مع إيران ومحاولات احتوائها، وكانت السعودية المحطة الأولى لزيارته بعد دخول البيت الأبيض، وكشف فيها عن مركز لمكافحة الإرهاب تديره العائلة المالكة، أما صهره جارد كوشنر فقد طور علاقة قوية مع العائلة المالكة، خاصة مع ولي العهد محمد بن سلمان". 

وينقل الكاتب عن مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جون ألترمان، قوله: "قرر ترامب ومنذ وقت أنه سيكون معهم.. لا أرى أن هناك ظروفا ستجبره على إعادة التفكير في موقفه". 

وينوه ثارور إلى أن "هذا يشمل الغضب في الكونغرس على مقتل الصحافي جمال خاشقجي، والدور الذي قالت (سي آي إيه) إن محمد بن سلمان أداه في الجريمة، فقد ناقض كلام المخابرات والنواب والشيوخ في الكونغرس، وشكك في دور محمد بن سلمان في اختطاف وقتل صحافي (واشنطن بوست) العام الماضي في القنصلية السعودية في إسطنبول". 

ويفيد الكاتب بأن "ترامب واصل هذا الشهر حمايته لولي العهد من خلال حذف المتطلبات التي وضعها الكونغريس على الميزانية الدفاعية، التي تضمنت إلغاء تأشيرات زيارة المسؤولين السعوديين المتورطين في قتل خاشقجي، لكن على مدير وكالة الامن القومي تقديم قائمة بأسماء المتورطين في قتل خاشقجي بعد 30 يوما من توقيع ترامب على الميزانية، وقال مصدر في الكونغرس لـ(سي أن أن): (هي قائمة دون تداعيات.. نريد أكثر من هذا)". 

ويبين ثارور أن "ترامب لم يحصل رغم الدعم الذي قدمه للسعوديين كله إلا على القليل، فقد فقدوا الاهتمام بخطة جارد كوشنر للتسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكما لاحظت (نيويورك تايمز)،فليست هذه هي المنطقة الوحيدة التي فشل فيها ترامب في الحصول على منافع من السعوديين، بل صفقات السلاح التي يتغنى بها أيضا".

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "بعد الإعلان عن استثمار 100 مليار دولار في البنى التحتية الأمريكية، عاد السعوديون وخفضوا المبلغ إلى 20 مليارا، بالإضافة إلى أن مركز مكافحة الإرهاب يظل محلا للشكوك".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)