سياسة عربية

سياسيون: لهذه الأسباب يدير "الأمن الوطني" الانتخابات بمصر

معارضون مصريون قالوا إن نظام السيسي يمضي قُدما في عسكرة كل مناحي الحياة- أرشيفية

قال سياسيون معارضون إن نظام رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي يمضي قُدما في عسكرة كل مناحي الحياة في مصر؛ بهدف تكريس الحكم العسكري في البلاد، وتأمينه من أي تمرد شعبي محتمل.

وفي إطار عسكرة الأحزاب السياسية في مصر، قرر حزب الحرية (عضو ائتلاف دعم مصر)، قبل يومين، تعيين اللواء أحمد العزازي أمينا لحزب الحرية المصري بالقاهرة، وعضوا بالهيئة العليا للحزب.

و"العزازي" ليس لواء عاديا، فهو أحد قيادات جهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سيئ السمعة سابقا) في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وكانت تقارير صحفية ومصادر مطلعة كشفت لـ"عربي21"، في وقت سابق، أن إعادة نفوذ "أمن الدولة" على الأحزاب السياسية كما كانت على عهدها في "مبارك" ضرورة حتمية، وذلك من أجل "إنقاذ المشاهد الانتخابية المقبلة من عبث تنظيم الأجهزة الأخرى (المخابرات العامة)، التي شهدت خروقات فجة، وحشودا هزيلة، وأداء مضطربا"، بحسب ما تم نشره سابقا.

ورغم اللغط الذي أثير حول دستورية استمرار انعقاد البرلمان المصري حتى 9 كانون الثاني/ يناير 2021، إلا أنه من المقرر أن تتم الدعوة لإجراء الانتخابات للبرلمان المقبل قبل نهاية مدة البرلمان الحالي بـ60 يوما.

"المخابرات تخفق أيضا"

وقال موقع مختص بالشأن المصري، نقلا عن مصادر في جهاز المخابرات المصرية، إن عبد الفتاح السيسي أصدر قرارا بانتداب ابنه محمود الضابط في الجهاز، "للقيام بمهمة عمل طويلة في إحدى بعثات مصر الدبلوماسية".

وأوضح موقع "مدى مصر" أن القرار هو إرسال نجل السيسي ضمن البعثة المصرية في العاصمة الروسية موسكو، وجاء ذلك بعد "تأثير زيادة نفوذ محمود السيسي بشكل سلبي على والده"، حسبما رأى بعض المنتمين للدائرة المحيطة بالسيسي، بالإضافة لعدم نجاح الابن في إدارة الملفات التي تولاها.

"تبادل أدوار المخابرات وأمن الدولة"

وقلّل عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان المصري السابق، محمد جابر، من أهمية تبادل الأدوار، قائلا: "الأحزاب السياسية الموجودة هي صنيعة السيسي، فلا نستطيع أن نسميها أحزابا، بل يمكن القول بأنها حزب السلطة، لكن بأسماء مختلفة"، مشيرا إلى أنه "لا فرق بين أن يقودها قياده أمنية أو عسكرية أو مدنية أو ملتحية؛ لأنها في النهاية تعبر عما يريده النظام فقط، وليس لها برامج ولا أهداف تسعى لتحقيقها".


مضيفا لـ"عربي21": "الأحزاب الحقيقية التي كان من الممكن أن يكون لها دور في عمل سياسي حقيقي ومؤثر تم حلها وتجميد أنشطتها، وبالتالي جُمدت الحياة السياسية في مصر لصالح النظام القمعي وأدواته، وبات الشعب يدرك ذلك جيدا؛ لذلك هو يأبي أن يشارك في تلك المسرحيات الهزلية التي يسمونها انتخابات".

وفيما يتعلق برحيل الضابط محمود السيسي أو ترحيله، رأى أنه "ربما أتى استجابة لنصائح بعض الدول المقربة للسيسي، في محاولة منه لتخفيف حالة الاحتقان المتزايدة داخل أجهزة الدولة، خصوصا أن جهاز المخابرات ما زال تحت إدارة عباس كامل، الذراع الأقوى للسيسي، وبالتالي فإن ترحيله لا أتوقع أن يكون له علاقة بالانتخابات القادمة أو بفشله في السابق".

"عسكرة الدولة"

بدوره، علق رئيس مركز الحوار بواشنطن، عبدالموجود الدرديري، بالقول: "العسكر ينتقل من فشل لفشل؛ لأنه يفتقد مقومات الإدارة السياسية المبنية على الحوار والتنوع والإبداع، وهذه خصائص لا يملكها قائد أتى بانقلاب، ومن دون برنامج، ودون منافسة".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "كل ما يميز قائد الانقلاب هو امتلاكه صندوق الرصاص، وتغييبه لصندوق الاقتراع. عسكرة السياسة بعد عسكرة الاقتصاد والإدارة مصيره لمزيد من الفشل".

وأضاف: "نظام لا يؤمن بالتخطيط العلمي ودراسة الجدوى، ويعتمد على الفهلوة والكذب، لن يكتب له نجاح يذكر. الفشل والفساد هما عنوان حكم العسكر، وعلى الشعب المصري أن يعد نفسه للتخلص من هذا الكابوس إذا أراد أن يحيا حياة كريمة".

 

اقرأ أيضا: هكذا تتفاوت معاشات العسكريين والمدنيين في مصر

"تمثيلية الفرعون"

من جهته، قال المحلل السياسي، حاتم أبو زيد، لـ"عربي21": "لا توجد حياة سياسية في مصر، يوجد في مصر فرعون وحاشيته، وهم يريدون أن يمثلوا أن لديهم سياسية ونظاما سياسيا، وبرلمانا وأحزابا، ومنظمات مجتمع مدني... إلخ. يعني هي محاولة لإخراج فيلم وإحراز لقطة".

مضيفا: "أما مسألة انتقال اللعبة أو جزء منها لأمن الدولة بدلا من المخابرات، فهذه في الحقيقة مسألة ترتيب داخلية بينهم كعصابة واحدة تريد المحافظة على بقائها. وربما محاولة لتغيير الصورة بعد بروز حالة الاستياء العامة لدى الشعب المصري، وهي ليس مرجعها لطريقة الإدارة بصورة مباشرة".

واستطرد أبو زيد قائلا: "هذا الترتيب يشير إلى أن أمن الدولة أقرب لملفات الشارع، وأقرب احتكاكا بها من جهة ألاعيب الانتخابات، وتوزيع الأموال، وحشد الجماهير من المخابرات، بحكم التعامل السابق منذ أيام المخلوع".

واختتم أبو زيد حديثه بالقول: "أما مسألة رحيل محمود السيسي، فربما كان سفره كنوع من الدورة التدريبية، وفرصة للتعرف على قيادات خارجية، خاصة لو كانت قيادات الصف الثاني، فمستقبلا ستكون هذه هي قيادات الصف الأول المناظرة له حين يرجع مرة أخرى ويتصدر المشهد".