حول العالم

الجرأة والنجاح تدفعان بفتاة فلسطينية لمهنة "ترويض الكلاب"

نبعت فكرة تدريب الكلاب لدى الشابة "ثابت" بعد أن تعرض منزل عائلتها للسرقة- الأناضول

رغم حاجتها للجرأة، ومعاكستها للأعراف المجتمعية التي تجعل من ترويض الكلاب مهنة خاصة بالرجال، استطاعت الشابة الفلسطينية تاليا ثابت، أن تحول هواية تدريب الكلاب إلى مهنة لها.

 

ونجحت الفلسطينية تاليا ثابت، في ترويض عدد من الكلاب معتمدة على تخصصها في علم النفس، عبر رحلة تعلم ذاتي أوصلتها لامتهان "تدريب الكلاب"، في ظل ندرة توفر فرص العمل بغزة، بفعل الحصار الإسرائيلي وأحداث الانقسام.



حادثة ملهمة


نبعت فكرة تدريب الكلاب لدى الشابة "ثابت"، منذ أشهر قليلة، بعد أن تعرض منزل عائلتها للسرقة من قبل عدد من اللصوص.

قررت العائلة آنذاك، تبنى تلك الكلاب، من باب تأمين المنزل، وتوفير الحماية الشخصية لسكانه.

بذلك، بدأت الشابة "ثابت" بتدريب كلبيْن من خلال قدرتها على تبسيط المعلومة لهما، بطرق تطورت مع مرور الوقت، وفق ما ذكرت لـ"الأناضول".

 

كانت الشابة تخصص 15 دقيقة أو يزيد يوميا لكل كلب من أجل ترويضه وجعله أقل شراسة وأكثر طاعة.

وتمكنت "ثابت" من تعليم الكلاب الكثير من الحركات الترويضية مثل "الطاعة، والشراسة، والحراسة، وحماية الشخصيات، والبحث عن المتفجرات، وتعديل السلوك".

 

اقرأ أيضا: مدرّب الكلاب

وتحاول ثابت، إيصال هذه الحركات للكلاب من خلال تبسيط المعلومة إليهم وترجمة الكلمة إلى حركات يسهل عليهم التقاطها.

وتقول: "موضوع تدريب الكلاب سهل جدا، وهو يعتمد على مدى تبسيط المعلومة للكلب بحيث يفهم أن هذه الحركة تعني كلمة معينة".

وتوضح بأنها "تلقنت هذه الأساليب عبر المواقع الإلكترونية، أو من خلال تواصلها مع مدربين أجانب للكلاب".

صعوبات ومخاطر


ولم تخل رحلة ثابت نحو تعلم هذه المهنة من صعوبات ومخاطر، حيث تعرضت لعدد من الإصابات خلال تدريبها للكلاب، والتي تصفها بـأنها "إصابات نابعة من سلوك المحبة لا من الشراسة".

وكانت أخطر تلك الإصابات التي تعرّضت لها الشابة "عضة في اليد"، لكن ذلك لم يثنها عن فكرة مواصلة تدريبها للكلاب.

وتقول: "دائما أحاول أن أكون حذرة في تعاملي مع الكلاب، لكن معظم إصاباتي كانت نابعة من سلوك محبة يسلكه الكلب، فدائما ما تربطني بهم علاقة محبة".

الشغف بتربية الكلاب، هو الدافع الوحيد الذي تمسّكت به ثابت من أجل مواصلة مسيرتها التدريبية، بحسب قولها.

وواجهت المدرّبة ثابت عددا من التحديات خلال رحلة تدريبها للكلاب جراء استمرار فرض الحصار على قطاع غزة، للعام الـ13 على التوالي.

هذا الحصار أثّر على دخول الأدوية البيطرية إلى قطاع غزة، فهي "غير متوفرة بالقطاع"، وفق ثابت.

كما أن بعض الأجهزة المخبرية اللازمة لإجراء التحاليل الطبية للكلاب، أيضا غير متوفرة في غزة، ما يجعل قضية تشخيص الأمراض التي يصاب بها الكلب أمرا صعبا للغاية.

 

اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: الوضع بغزة قد يتدهور لحرب رابعة لهذه الأسباب

وبهذا الخصوص، توضح ثابت: "لدي كلب اسمه أوسكر، يزيد عمره على العام، تعرض في فترة لمرض، لم يتم تشخيص المرض أو معرفة الفايروس المسبب بفعل نقص الأجهزة، ولم أجد له علاجا بسبب عدم توفر الأدوية البيطرية".

واضطرت الشابة للتواصل مع مدربين أجانب للكلاب، ووصفوا لها أدوية بشرية فيها مواد فعالة قادرة على معالجة الكلاب.

وحوّلت الشابة ثابت آنذاك، كلبها أوسكر، كما وصفته إلى "حقل تجارب"، من أجل التوصل إلى المادة الفاعلة في علاجه.

وتضيف: "عانيت كثيرا للوصول إلى العلاج المناسب، والآن أصبحت على دراية ببعض العلاجات التي تناسب الأمراض التي يتعرض لها الكلاب، من باب التجربة والبحث والتقصّي".

وفي حديثها عن المستقبل، تتمنى ثابت أن تخضع لدورة تدريبية واسعة ومتقدمة في دراسة الجانب النفسي للكلاب، وهو التخصص الغائب في قطاع غزة.

وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارا على قطاع غزة، منذ عام 2007، نتج عنه تدهور كبير في الأوضاع المعيشية للسكان، ونقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، والأجهزة الفنية والتقنية في جميع المجالات الأخرى، فضلا عن الارتفاع الضخم بمعدلات البطالة.