صحافة دولية

إندبندنت: لماذا تقود روسيا حملة تشويه ضد "الخوذ البيضاء"؟

إندبندنت: استمرار الحملة التشويهية ضد الخوذ البيضاء- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلتها بيل ترو، تقول فيه إن منظمة الدفاع المدني السورية ظهرت على المشهد في الحرب الأهلية السورية في عام 2013، وصار أفرادها يعرفون بأصحاب الخوذ البيضاء.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه تم تدريب كادرهم على يد الضابط السابق في الجيش البريطاني ومؤسس منظمة "مي دي رسكيو"، جيمس ليو ميسوريه (48 عاما)، الذي عثر عليه ميتا في شقته في إسطنبول. 

وتفيد ترو بأن أصحاب الخوذ البيضاء، الذين كانوا أول من يرد على نداءات الاستغاثة في مناطق النزاع السوري، واجهوا حرب تضليل إعلامية قادتها روسيا ونظام بشار الأسد، لكنها أسهموا بإنقاذ أكثر من 100 ألف سوري. 

وتقول الصحيفة إن وفاة ليو ميسوريه جاءت بعد يوم من اتهام وزارة الخارجية الروسية له بالتجسس، التي هاجمت أيضا منظمة الخوذ البيضاء، لافتة إلى أن التقارير الأولية أشارت إلى أنه سقط من شرفة شقته. 

 

ويلفت التقرير إلى أنه في العام الذي أعلن فيه عن منظمة الخوذ البيضاء كانت الثورة السورية في طريقها للدخول في مرحلة الحرب الأهلية، ولم تكن هناك منظمات دولية أو محلية تستطيع الوصول إلى المناطق التي سيطرت عليها المعارضة، وتعرضت لقصف جوي ومدفعي من النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين.

وتستدرك الكاتبة بأن المنظمة تطورت منذ ذلك الوقت، وأصبح عدد أفرادها 2900 متطوع ومتطوعة، مشيرة إلى أن مؤسس المنظمة رائد صالح قال إنها أسهمت في إنقاذ أكثر من 119 ألف شخص، وخسرت أكثر من 270 من العاملين فيها.

 

تذكر الصحيفة أن المنظمة كانت واحدة من مجموعات قلة استطاعت توثيق القصف العشوائي على المدنيين، ولهذا السبب حصلت على دعم دولي وتمويل من الولايات المتحدة والحكومات الغربية، بمن فيها بريطانيا، مشيرة إلى أن وزير شؤون الشرق الأوسط أندرو موريسون التقى مع مدير المنظمة في الأسبوع الماضي؛ لمناقشة الوضع في مدينة إدلب، وأثنى على عمل الخوذ البيضاء. 


ويفيد التقرير بأن المنظمة رشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2016، وفي العام ذاته منحت جائزة نوبل البديلة، وفي العام الذي يليه حصل فيلم عن عمل المنظمة في مدينة حلب على جائزة أفضل فليم وثائقي في احتفالات الأوسكار. 

وتنوه ترو إلى أنه مع صعود نجم المنظمة وشهرتها العالمية فإنها تعرضت لحملة تشويه شرسة من نظام بشار الأسد وحلفائه، حيث اتهم أفرادها بدعم الإرهاب وتزوير الغارات الجوية وتصويرها وتزوير الهجمات الكيماوية. 

وتشير الصحيفة إلى أنه بعد الإعلان عن فوز الفيلم الوثائقي نشرت السفارة الروسية في بريطانيا تغريدة، قالت فيها: "في الحقيقة هم ممثلون وليسوا منقذين"، وتم نشر عدد من الصور ولقطات الفيديو على الإنترنت دليلا على زيف عمل المنظمة. 

ويفيد التقرير بأن عمل المنظمة زاد تعقيدا مع اختراق المقاتلين الجهاديين صفوف المعارضين لنظام الأسد، وهم من يديرون الآن الأمور في محافظة إدلب، إلا أن الخوذ البيضاء أكدت أن مهمتها في الحرب هي إنقاذ أرواح الضحايا مهما كانوا. 

وتنقل الكاتبة عن صالح، قوله إن "الحملة الدعائية تستهدف عملنا الذي لا يعجب النظام، ونقوم بتوثيق جرائم الحرب". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا فتحت النار يوم الجمعة على المنظمة، واستهدفت ليو ميسوريه، وقالت إن تعليقاتها جاءت ردا على المسؤول البريطاني الدكتور موريسون، الذي قال إن الجماعة تعرضت "لحملة تضليل هائلة من النظام السوري والحكومة الروسية". 

وينوه التقرير إلى أن المسؤول البريطاني انتقد دمشق وموسكو، بعد لقائه مع صالح، وقال إن "الأساليب الخادعة هي محاولة وقحة لحرف الانتباه عن الهجمات الواسعة ضد الشعب السوري، التي ضمت هجمات بالسلاح الكيماوي". 

وتقول ترو إن زخاروفا اتهمت ليو ميسوريه بالعمل لصالح المخابرات البريطانية (أم آي6) وتنظيم القاعدة، وقالت إن الخوذ البيضاء تقوم بتزوير الهجمات وتدعم أخطر الجماعات الإرهابية، مشيرة إلى أن الخبراء العارفين بالمنظمة ينفون مزاعم النظام السوري وروسيا. 

وتورد الصحيفة نقلا عن الخبير في مجال الأسلحة الكيماوية هاميش دي بريتون، الذي قام بالتحقيق في الهجمات الكيماوية داخل سوريا، قوله إن الانتقاد "مقصود".

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول دي بريتون: "عندما يتم قصف الناس كل يوم وتدمر المستشفيات فإن الخوذ البيضاء هم من يقدمون المساعدة، ولهذا السبب تمت مهاجمتهم بطريقة شرسة، وهذا جزء من محاولة تحطيم معنويات الرأي العام السوري.. هم أول من يرد وأشهد بهذا الأمر". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)