سياسة عربية

إصابات بمسيرات العودة بغزة.. ودعوة لتحديد "قواعد اشتباك"

قالت هيئة مسيرات العودة إن "المرحلة الحالية تحمل في طياتها تحديات كبيرة وخطيرة"- جيتي

أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، برصاص الاحتلال، خلال قمعه للمشاركين في فعاليات مسيرات العودة المستمرة منذ 81 أسبوعا.


وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان لها، وصل "عربي21" نسخة منه، إن "طواقمها تعاملت مع 96إصابة بجراح مختلفة، العشرات منها بالرصاص الحي".

 

وفي الذكرى 102 لهذا الوعد، أطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، على اليوم؛ جمعة "يسقط وعد بلفور"، تأكيدا منها "تمسك شعبنا بحقه في العودة إلى أرضه، وبطلان هذا الوعد".


وأوضحت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أنها "تعمل على تطوير أدوات مسيرات العودة، وتحديث برامجها وفعالياتها وأنشطتها، إضافة لمحاولات توسيعها ونقلها للضفة الغربية، من أجل التصدي لمشاريع ضمها للكيان ولحماية البيوت من الهدم".


وأفادت الهيئة بأن "المرحلة الحالية تحمل في طياتها تحديات كبيرة وخطيرة، تحتاج منا إلى استمرار الضغط الشعبي من أجل الوصول إلى حوار وطني شامل، يهدف إلى ترتيب أوضاع البيت الفلسطيني وتنفيذ اتفاق المصالحة".

 

اقرأ أيضا: قصف إسرائيلي لموقعين بغزة وسقوط صاروخ بمستوطنة


وشدد على وجوب أن تكون هذه الذكرى، "يوما للتحشيد الوطني الكفاحي المميز في جميع أماكن وجود شعبنا، ويوما للمسيرات والاعتصامات الغاضبة في مدن وعواصم العالم، وخاصة أمام السفارات الصهيونية والبريطانية".


ودعت الهيئة الوطنية جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة الحاشدة والواسعة في فعاليات اليوم، التي ستقام بعد صلاة العصر على أرض مخيمات العودة الخمسة شرقي القطاع.


بدوره، أكد عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، أن "الشعب الفلسطيني مع مرور هذه السنين، لن ينسى هذا الوعد المشؤوم الذي بموجبه منحت بريطانيا ما لم تملكه؛ وهو وطننا القومي فلسطين، لمن لا يستحق؛ وهي الحركة الصهيونية، على حساب حقوق شعبنا".


وعد بلفور


وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "وعد بلفور لم يجلب لشعبنا سوى الكوارث، حيث استغلته العصابات الصهيونية لتهجير وطرد شعبنا الفلسطيني من أرضه ووطنه"، مشددا على أن "هذه السياسية التي بموجبها هجّر شعبنا، لن تثنينا عن التمسك بحق العودة لديار الآباء والأجداد، ومسيرات العودة الشعبية تؤكد هذا الحق".


ونوه أبو ظريفة إلى أنه "على بريطانيا التي ساهمت في تمويل هذه العصابات وتوفير جملة من القوانين تمكنها من السيطرة والهيمنة على فلسطين، أن تتحمل المسؤولية التاريخية، والسياسية، والحقوقية والقانونية عن هذه الجريمة النكراء التي اقترفت بحق الشعب الفلسطيني"، مطالبا بريطانيا بـ"التكفير عن هذه الجريمة؛ بالاعتراف بالحقوق الوطنية لشعبنا، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يعلن اعتراض طائرة مسيرة في أجواء قطاع غزة

ولفت إلى ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي من أجل "إنصاف الشعب الفلسطيني الذي يناضل على مدار هذه السنوات وتمكينه من تقرير مصيره، وضمان عودة اللاجئين لقراهم وديارهم"، مؤكدا عزم الشعب الفلسطيني على "المضي قدما لإسقاط هذا الوعد والتداعيات التي ترتبت عليه كافة".


وحول التهديدات المتواصلة للاحتلال ضد قطاع غزة، ذكر عضو الهيئة الوطنية، أن "هذه التهديدات ليست الأولى، وفي كل مرة يمر الاحتلال بأزمات يحاول أن يصدرها على قطاع غزة"، محذرا "الاحتلال من مغبة الإقدام على أي خطوة باتجاه شعبنا في القطاع".


وفي حال لجأ الاحتلال لمثل هذه الخطوات العدوانية، فإن قوى المقاومة، بحسب القيادي، "لن تقف مكتوفة الأيدي، وستدافع عن أبناء شعبنا"، مشددا على أن "الاحتلال لن ينعم بحالة الهدوء التي يعشيها، ما لم يرفع الحصار الظالم عن شعبنا في قطاع غزة".


قواعد اشتباك


من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن "مسيرات العودة، أصحبت جزءا من المقاومة الشعبية الفلسطينية المتواصلة، التي تؤكد كثيرا من الثوابت الفلسطينية وتناهض الاحتلال في سياساته المختلفة".


ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هذه المسيرات تأتي بكل ما هو جديد كل جمعة من حيث المسميات السياسية التي تعكس قضايا مهمة؛ مثل جمعة اليوم التي تؤكد رفض وعد بلفور المشؤوم".


وبرغم هذه الأهمية، رأى البسوس، أنه "يؤخذ على هذه المسيرات، حجم الإصابات الصعبة في صفوف الشباب جراء قنص قوات الاحتلال لهم كلما اقتربوا من الحدود، من ثم وجب تحديد قواعد اشتباك في هذا السياق واضحة وآلية عمل، بحيث لا يقع شهداء أو إصابات في صفوف الشباب الفلسطيني".


ومع ذلك، أكد الأكاديمي أن "مسيرة العودة أضافت الكثير لمسيرة المقاومة الفلسطينية، في رسائل واضحة الاحتلال تؤكد الحقوق والثوابت الفلسطينية".


واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس، موقعين للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، بعد وقت قصير من سقوط قذيفة صاروخية على بمستوطنة تقع بالقرب من القطاع.


يذكر أن قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة التي انطلقت بتاريخ 30 آذار/ مارس 2018، أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء لـ 314 شهيدا؛ بينهم 61 طفلا، وأكثر من 33 ألف مصاب بجراح مختلفة، نقل منهم نحو 19 ألف إصابة لمستشفيات القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.