سياسة عربية

كيف يستغل السيسي دعم ترامب له مُجددا؟

سياسيون قالوا إن مواصلة ترامب كيل المديح للسيسي هو الضوء الأخضر لمزيد من القمع والتنكيل- الأناضول

وصف سياسيون ومراقبون مصريون مواصلة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كيل المديح لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بأنه الضوء الأخضر لـ"ديكتاتوره المفضل".

وكانت مظاهرات، غير مسبوقة، عمت عدة مدن مصرية، الجمعة والسبت الماضيين، مطالبة برحيل السيسي، فيما سجلت عمليات قمع واعتقال بحق متظاهرين في عدد من المحافظات.

وأثنى ترامب على السيسي، قائلا إنه "بالفعل قائد حقيقي، ولقد فعل شيئا مذهلا في فترة قصيرة، رغم أن البلد كانت في فوضى".

وفي تعليقه على المظاهرات الأخيرة، قال ترامب: "أعتقد أن الجميع لديهم تظاهرات واحتجاجات، حتى في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، كان هناك تظاهرات في الشارع".

وأردف: "لست قلقا من المظاهرات .. مصر بها قائد عظيم، ويحظى بالاحترام الشديد، وتمكن من استعادة النظام بعد الفوضى".

والتقى ترامب، الاثنين، السيسي، الذي وصل إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

"الديكتاتور المفضل"

وقبل أيام، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن حديث خاص بين الرئيس الأمريكي ودبلوماسيين مصريين، على رأسهم وزير الخارجية سامح شكري، وصف فيه ترامب السيسي بالديكتاتور.

وداخل غرفة فندق "Hotel du Palais" خلال قمة مجموعة السبع التي عقدت الشهر الماضي في بياريتز بفرنسا، وفي أثناء انتظاره السيسي، سأل ترامب ممازحا: "أين ديكتاتوري المفضل؟".

ونظمت المعارضة المصرية سلسلة وقفات احتجاجية مناوئة للسيسي في نيويورك؛ للمطالبة بتنحيه عن الحكم، ودعما للمتظاهرين في الميادين المصرية، في حين غابت الحشود المؤيدة بما فيها القبطية، للمرة الأولى منذ 2014، ما أذكى التكهنات بتراجع شعبيته.

"دعم السيسي لا يحميه"

من جهته، قال الرئيس السابق للجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشوري المصري، رضا فهمي لـ "عربي21": "لا يمكن التقليل من شأن دعم أمريكا للسيسي؛ لأنها تبقى دولة عظمى، وتأثيرها في الإقليم كبير، لكن السؤال: متى تخلت أو رفعت أمريكا يدها عن الحكام المستبدين في كل الدول التي وقعت فيها ثورات؟".

وتابع: "يحدث ذلك عندما تتيقن أنه غير قابل للاستمرار"، مشيرا إلى أن "حركة الشارع ضد السيسي ما زالت في البدايات، والوقت كفيل بالإجابة عن سؤال ما إذا كان بمقدور الدعم الأمريكي تثبيت أركان نظام السيسي، أعتقد أنه سابق لأوانه".

 

اقرأ أيضا: ترامب: لم تعد الفوضى موجودة بمصر بعد قدوم السيسي

ووصف الدعم الأمريكي بهذا الشكل "بالفج"، قائلا: "هذا الدعم يعزز حقيقة أن نظام السيسي لا يعمل لصالح امتلاك الإرداة الوطنية، ولا تفيد لدى الشعب المصري الذي ترسخت في ذاكرته حقيقة نظامه بعد أن تكشفت الكثير من الحقائق بشأن فساده".

وإذا ما كان سيحاول السيسي الانتقام لدى عودته من أمريكا، أكد فهمي  أن "السيسي سيحاول الانتقام بكل تأكيد، لكن هل هو قادر على فعل ذلك في ظل الأجواء الموجودة؟ هذه مسألة فيها نظر، أعتقد أن الحراك الأخير واللعبة الموجودة بين أجنحة النظام في ضوء موقف بعض القيادات في مؤسسة الدولة سوف يواجه صعوبات كبيرة".

"لا جديد ولا مستغرب"

وعلق مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، بالقول إن "دعم ترامب للسيسي ليس بجديد، ولا مستغرب، وكان متوقعا، ولكنه يأتي في وقت السيسي أحوج إليه أكثر من أي وقت مضى".

وأوضح لـ"عربي21" أن "رسالة ترامب من دعم السيسي هي أن امش في طريقك، ولا تكترث للشعب المصري، ما دمت تحافظ على مصالحنا، فلا تثريب عليك".

وحذر الأشعل من أن "السيسي سيعود لممارسة قمع أكبر بحق المعارضة والمتظاهرين بعد الدعم الذي حظي به من ترامب في البيت الأبيض"، مشيرا إلى أن ترامب يرى في السيسي "أنه رجله المفضل في الشرق الأوسط".

واستهجن الأشعل، موقف ترامب المتخاذل من قضايا حقوق الإنسان في مصر، قائلا: "رغم سؤاله عن المظاهرات لم يكترث ترامب بملف حقوق الإنسان؛ لأنه يرى أن الشعب المصري يجب سحقه لاستمرار بقاء السيسي والحفاظ على مصالح أمريكا".