صحافة دولية

وزير الدفاع التركي يكشف: هذه خطط أنقرة شرق الفرات

انتقد أكار الولايات المتحدة موضحا أنها غير جدية في شراكتها مع تركيا بتأسيس المنطقة الآمنة- خبر ترك

كشف وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، عن خطط بلاده في شرق الفرات بسوريا، مؤكدا على أن عزم بلاده باللجوء إلى الخطط البديلة إن لم توف الولايات المتحدة بوعودها، ليست مجرد تهديدات.

وأشار أكار، في مقابلة أجرتها معه وكالة إخلاص التركية، ونقلتها صحيفة "ملييت"، وترجمتها "عربي21"، إلى أن بلاده ستعكف على إنشاء قواعد عسكرية دائمة في شرق الفرات، مشابهة لتلك التي في شمال العراق. 

وحول عدد وأماكن تلك القواعد العسكرية، نوه إلى أنها منوطة بتقدم مسار المفاوضات مع الولايات المتحدة، إلا أن تلك القواعد ستغطي كامل مساحة 440 كم هناك. 

وانتقد أكار الولايات المتحدة، موضحا أنها غير جدية في شراكتها مع تركيا بتأسيس المنطقة الآمنة، ولا تبدي تجاوبا سريعا مع المطالب التركية.

ونوه إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحث مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، مسألة عمق المنطقة لـ20 ميل، و"بعبارة أخرى جرى البحث بينهما على ممر سلام بعمق 30 كم، ومرحلة ما بعد انسحاب القوات الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: كاتب تركي: هل سنشهد ذوبان الجليد بين أنقرة ودمشق قريبا؟

وأضاف: "لقد كانت لنا تجارب مع الولايات المتحدة ليس في منبج فقط بل أيضا بالرقة.. لدينا تجارب عدة معهم في ثلاثة أو أربع أماكن، لكن للأسف لم يفوا بوعودهم سابقا". 

وحول المفاوضات الجارية في تأسيس المنطقة الآمنة، نوه أكار، إلى أن الأمور لا تسير على ما يجب عليه، ومن المفترض أن تسير الأمور وفق وفق جدول زمني، ومن وقت لآخر، يحدث تقاعس من الولايات المتحدة، وتجري المفاوضات حولها مرة أخرى"، مستدركا أن هناك تقدما نسبيا في المباحثات.

 

وأوضح أن بلاده "خاضت مفاوضات طويلة مع الولايات المتحدة، من ضمنها مناقشات مع ممثلين عن مجلس الشيوخ وآخرين عسكريين، وفي نيسان/ أبريل الماضي، كانوا يصرون على أنهم لن يسمحوا لجندي تركي واحد دخول شرق الفرات، وقد وصلت المفاوضات إلى نقطة معينة، وجرى الاتفاق على بعض القضايا، ووعدوا في أخرى، ولم يتم التوصل على اتفاق في نقاط أخرى، ولكن الآن تم الموافقة على تشكيل مركز عمليات، وتسيير دوريات برية مشتركة، وتحليق بالطائرت المسيرة والمروحيات". 

وأشار إلى أنه خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة، "اخترنا أنسب مكان بالنسبة لنا لتأسيس مركز العمليات المشتركة، وهو في منطقة أقجة قلعة بولاية أورفا جنوب شرق تركيا، حيث لا نستطيع تأسيسه في مدينة تل أبيض السورية في الوقت الذي ينتشر فيه الارهابيين هناك، فكيف سنتمكن من الدخول إلى المنطقة؟". 

وكشف أن الولايات المتحدة اقترحت أماكن مختلفة في البداية، "ولكن نحن قمنا باختيار المكان الأنسب بالنسبة لنا، وبعد عملية تحضير ناجحة بدأ مركز العمليات بالعمل في أقجة قلعة وحاليا نعمل سويا". 

 

اقرأ أيضا: أردوغان يهدد بتحرك أحادي في شمال سوريا خلال أسبوعين

وأضاف أن "القوات الأمريكية أبلغتنا بمعلومات حول المنطقة، وذكروا لنا أن الوحدات الكردية تم سحبها، وجرى تدمير تحصيناتهم، إلا أننا أصررنا على أن نرى بأعيننا.. وبدأنا بتسيير الطائرات بدون طيار والمروحية، ورأينا بعض الأماكن التي قيل لنا أنها دمرت ولكن لم يكن ذلك صحيحا، وقلنا لهم بأن الإرهابيين مازالوا هناك، وكل مرة يقولون سنخرجهم، وكل مرة نذكرهم بأن يتصرفوا وفق الشراكة بيننا، وبعضهم فهم ذلك وآخرون لا". 

وكشف أن بلاده ستنشئ قواعد عسكرية هناك، و"سيتم تقديم الدعم اللازم، ولن يتوقف الأمر على ذلك فقط، هدفنا إنشاء منطقة آمنة من 30 إلى 40كم، على طول الشريط الحدودي، لضمان عودة اللاجئين السوريين، ولضمان أمن الحدود". 

ولفت إلى أن الخطوات التالية، بعد سحب الوحدات الكردية من شرق الفرات، تكمن في بناء منازل للسوريين في تلك المنطقة، موضحا أن القواعد العسكرية التي سيجري إنشاؤها ستكون بالتعاون مع الولايات المتحدة. 

وتابع: "ستكون هذه القواعد دائمة بالاشتراك مع القوات الأمريكية، سيتم تحديد أعدادها حسب الحاجة، وحسب ظروف الأرض، وستكون مشابهة لتلك القواعد في شمال العراق".

 

اقرأ أيضا: غضب تركي بعد تسيير الدوريات المشتركة شرق الفرات.. لماذا؟

وأكد على أن نقاط المراقبة التي جرى تأسيسها في إدلب تختلف تماما عن التي تعكف بلاده على تأسيسها في شرق الفرات، مشددا على أنها ستكون "قواعد عسكرية". 

وشدد أكار، على أن الولايات المتحدة إن قامت بالتباطؤ أو الإلهاء، فالتهديدات التركية باللجوء لخطط بديلة، حقيقية، منوها إلى أن الاستعدادات اللازمة حول ذلك جارية على قدم وساق.