اقتصاد دولي

ستراتفور: مستقبل العملات المشفرة إلى أين؟

موقع أمريكي يرجح أن تكون العملات المشفرة بديلا للبلدان التي تعاني من عدم الاستقرار عن الدولار أو عملاتها المحلية- جيتي

نشر موقع "ستراتفور" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن مستقبل العملات المشفرة، باعتبارها بديلا محتملا للمعاملات المصرفية التقليدية، خاصة في البلدان التي تعاني من انعدام الاستقرار الجيوسياسي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه مرت أكثر من 10 سنوات على أول عملية مبادلة بيتكوين علما بأن قيمة هذه العملة المشفرة بلغت حاجز 20 ألف دولار منذ حوالي السنتين. وفي حين تعتبر بعض الحكومات هذه العملات تهديدا لها، يبحث آخرون عن الطرق المثلى للاستفادة من مزاياها.

وذكر الموقع أن "الكثيرين يواجهون عدة صعوبات على مستوى فهم التطورات التي تحدث في مجال العملات الرقمية".
 
وأشار إلى أن من أبرز الدلائل على سوء الفهم تجاه العملات الرقمية هو تحذير النائب الأمريكي براد شيرمان لزملائه وحثهم على احتواء البيتكوين لأنها قادرة على الإخلال بقوة الدولار الأمريكي.

وردا على هذا التصريح، أفاد المستثمر أنتوني بومبلانو بأن شيرمان لا يجهل سمات العملات الرقمية، لكنه يعرف بالضبط ما يحدث. أما بالنسبة لرد وسائل الإعلام الرئيسية، يمكن القول إنه كان أقل حدة، فهي لم تنشر شيئا بخصوص هذا الأمر.

 

اقرأ أيضا: هل تنجح "بيتكوين" بفك الحصار المالي عن المقاومة الفلسطينية؟

ولفت الموقع بأنه لا يمكن لوسائل الإعلام تجاهل إعلان شركة فيسبوك عن اقتراب موعد إطلاق عملتها الخاصة "ليبرا" في 2020. 

أما فيما يتعلق باختلاف الآراء حول إصدار فيسبوك لعملته الخاصة، فأوضح الموقع أن "مجتمعات العملات الرقمية لا تزال تنظر إلى ليبرا بتفاؤل على الرغم من إخلالات الشركة الأم بخصوصية المستخدمين في أكثر من مناسبة".

وألمح إلى ما يشعر به المشرعون ومحافظو البنوك المركزية من قلق إزاء هذا الأمر، منوها إلى أنه "سبق وطلبت رئيسة لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأمريكي، ماكسين واترز، من شركة فيسبوك إيقاف تطوير عملتها الرقمية الجديدة حتى توضح الأسئلة المتعلقة بانتهاكات الخصوصية".

وتجدر الإشارة إلى أن خطط فيسبوك لإطلاق عملتها عادت بالنفع على عملة بيتكوين. وعلى الرغم من تقلب سعرها المستمر، إلا أن البيتكوين وفرت خيارات متعددة للدول التي ضاقت ذرعا بهيمنة الدولار.

وأورد الموقع أنه خلال فعاليات "الخط المباشر" التي تقام سنويا، سُئل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عما إذا كانت روسيا تملك عملة رقمية خاصة بها، فأجاب بأنه "لا يمكن لروسيا أو أي دولة أخرى أن تملك عملة رقمية خاصة بها، والسبب هو أن العملات الرقمية تتجاوز الحدود الوطنية". 

كما أوضح بوتين أن الحكومة الروسية لا تقوم بتنظيم المعاملات باستخدام العملات الرقمية ولكنها تتعامل مع عديد المجالات ذات الصلة، مثل تعدين العملات الرقمية، بحذر شديد.

وذكر الموقع أنه على الرغم من ضعف التطور التكنولوجي في زيمبابوي، إلا أن الكثير من مواطني زيمبابوي ملمون بأمور التكنولوجيا كما أن معظمهم يستخدمون عملة البيتكوين. 

واعتبر "التضخم الذي تعاني منه البلاد من بين العوامل التي تقف وراء تبنيها للعملات الرقمية". مستدلا على ذلك بما حدث سنة 2009، حيث تخلت الحكومة عن عملتها الوطنية مما سمح باستخدام العملات الأجنبية بما في ذلك الدولار الأمريكي واليورو وراند جنوب أفريقيا.

وبيّن الموقع أن البلاد أعادت تقديم دولار الزيمبابوي إلى جانب إجراء تغييرات مالية أخرى مما عزز الاهتمام بعملة البيتكوين. 

واستدرك أن "القرار تسبب في خلق مشاكل أخرى مثل النقص في النقد الأجنبي". وأنه لإيجاد حل لهذه المشكلة "قامت الحكومة بوضع قيود على عمليات السحب بالدولار الأمريكي، لذلك بدأ السكان في البحث عن طرق أخرى للتحكم في أموالهم، حيث كانت عملة البيتكوين الحل الأنسب بالنسبة للكثيرين".

وأشار الموقع إلى أنه مع ارتفاع نسبة التضخم إلى حدود 50 بالمئة وتراجع قيمة البيزو، أظهرت الحكومة الأرجنتينية ولاسيما المواطنون الذين يعملون في مجال التكنولوجيا اهتماما متزايدا بالعملات الرقمية.

 

وفي شهر آذار/ مارس، صرح نائب وزير المالية الأرجنتيني فيليكس مارتين سوتو بأنه يتعين على الحكومة استخدام العملات الرقمية والبلوكتشين لتخفيض الطلب على الدولار الأمريكي وتشجيع الاستثمار العالمي.

وذكر الموقع أن "الرئيس ماوريسيو ماكري التقى بالمستثمر في العملات الرقمية تيم درابر، الذي أخبره أن الأرجنتين قادرة على إيجاد حل لتقلب قيمة البيزو من خلال تبني عملة البيتكوين وتقنية البلوكتشين".

ونتيجة لذلك، استثمرت الحكومة الأرجنتينية في مشاريع البلوكتشين كما شجعت على استخدام البيتكوين.

 

اقرأ أيضا: بيتكوين بعد خسائرها الكبيرة إلى أين تتجه؟

وحسب الموقع، فإن فنزويلا كانت أول دولة تقدم عملتها الرقمية الخاصة بها "البيترو". 

وأضاف: "فبعد انهيار الاقتصاد الفنزويلي، تراجعت قيمة العملة الوطنية "البوليفار" إلى أدنى مستوى لها، مما شجع البلاد على تبني عملة البيتكوين، التي تعد أكثر استقرارا مقارنة بعملة البوليفار". 

وتابع الموقع "كان من المفترض أن تساعد عملة البيترو فنزويلا في التغلب على العقوبات الأمريكية وحل الأزمة الاقتصادية، لكن يبدو أنها لم تنجح في ذلك كما كان متوقعا. وقد انتقد الخبراء عملة بيترو مشيرين إلى أنها تفتقر إلى الشفافية".

وأفاد الموقع بأنه في سنة 2018، "أعلنت جمهورية جزر مارشال عن خطتها لإنشاء عملة رقمية خاصة بها تحمل اسم "سوف".

وأكمل "في شهر حزيران/ يونيو، صرحت حكومة جزر مارشال بأنها أسست منظمة خاصة لتطوير هذه العملة الرقمية، التي سيتم تداولها إلى جانب الدولار الأمريكي".

وأكد أن نجاح هذه العملة في جزر مارشال قد يثبت أن العملات الرقمية يمكن أن تحل محل الدولار الأمريكي.

وفي الختام، خلص الموقع إلى أنه "يمكن للبلدان أن تستفيد من هذه العملات الرقمية لاسيما الدول الصغيرة". 

وتوقع أن إنشاء الدول الصغيرة لعملة رقمية خاصة بها أو اعتماد عملة البيتكوين كعملة رئيسية يمكن أن يمثل وسيلة لجذب الشركات ورجال الأعمال، الأمر الذي سيعزز بدوره التنمية الاقتصادية والتكنولوجية.

 

اقرأ أيضا: الرعب يضرب سوق العملات الرقمية بعد خسائر "بيتكوين"