صحافة إسرائيلية

مسؤول إسرائيلي: لدينا سجل حافل من الإخفاقات الإعلامية

فاتيكاي: أزمتا تقرير غولدستون وسفينة مرمرة أسفرتا عن استخلاصات ودروس كبيرة تحضيرا لحرب 2014 الجرف الصامد في غزة

قال مسؤول إسرائيلي بارز إن "إسرائيل تواجه حملات إعلامية ودعائية مكثفة من الداخل والخارج؛ بسبب سياستها الإعلامية الفوضوية، لأنها لا تنجح بتسويق نفسها كما ينبغي، وشرح عملياتها، وإحباط المبادرات المعادية لها، وفي الوقت ذاته لا تستطيع عرض نجاحاتها، وكما أن هذا الكلام ينطبق في العصر القديم حين كان العالم في معظمه ضدنا، فهو يلائم عصر ثورة المعلومات وشبكات التواصل". 


وأضاف ياردين فاتيكاي في لقاء مطول بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل لديها قائمة طويلة من الإخفاقات الدعائية والإعلامية خلال سنواتها الواحدة والسبعين، من بينها حرب لبنان الثانية 2006 التي ظهرت كحالة فوضى، ليس فقط في الأداء القتالي، بل في التسويق الإعلامي، وشكلت صدمة للرأي العام الإسرائيلي، حينها تم اتخاذ قرار بإنشاء مكتب الإعلام الوطني في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية". 


وأشار فاتيكاي، رئيس شعبة الإعلام بمكتب رئيس الحكومة، إلى أن "المكتب يحدد الاستراتيجيات الإسرائيلية، وينسق بين الجهات ذات العلاقة، وبات ذراعا تنفيذية للمستوى الأعلى: رئيس الحكومة والحكومة والكابينت، ويقود عملية الإعلام في إسرائيل والخارج، وتحول مسؤول المكتب لأحد الشخصيات المهنية الأكثر قربا لرئيس الحكومة، يشارك في النقاشات والاستشارات والمشاورات الأمنية والسياسية، وحتى الاجتماعية والاقتصادية". 


وأوضح ياردين، الذي عمل في السابق في عدة مجالات حساسة في الدولة، بينها الناطق العسكري الإسرائيلي، ومستشار إعلامي لدى وزير الحرب، ومنسق شؤون المناطق الفلسطينية، وناطق باسم الوكالة اليهودية، أن "إسرائيل تبعث برسائل إعلامية مركبة، فنحن نبث ما يفيد بأننا أقوياء، ومن جهة ثانية نعلن للعالم أننا نتعرض للهجمات، وأننا "فيلا وسط الغابة"، ونحتاج المساعدة". 


وأكد أن "هذه عملية معقدة للرسائل الإعلامية الإسرائيلية، في حين أن الرسالة الإعلامية للفلسطينيين أكثر بساطة وأقل تعقيدا من الإسرائيليين لأنهم يعلنون "نحن مساكين، نحتاج المساعدة، أنقذونا"، حياة الإسرائيليين أكثر تعقيدا، ما ينعكس بالضرورة على رسالتهم الإعلامية". 


وكشف النقاب أن "إسرائيل تواجه هذا التعقيد الإعلامي إبان العمليات العسكرية والحروب، فنحن نخاطب الإسرائيليين في الداخل باللغة العبرية أن الجيش يهاجم بقوة، ويضرب بصرامة، لكن الرسائل بالإنجليزية للخارج أن إسرائيل تعمل بصورة جراحية ومتناسبة، صحيح أن شبكات التوصل وثورة المعرفة تمكننا من العمل بسهولة أكثر، لكنها تتطلب منا مزيدا من المهنية، خاصة القدرة على التغير السريع".

 

وأوضح أن "حرب الرصاص المصبوب في غزة في 2008-2009 شكلت أحد أخطر التحديات الإعلامية لإسرائيل، لأنها جاءت بعد حرب لبنان الثانية 2006، وتمثلت أهم استخلاصاتها بتكثيف الرسائل الإعلامية المختلفة، ورغم أن حرب غزة الأولى اعتبرت نجاحا بعد فشل حرب لبنان الثانية، لكن أول تحد أمامنا تمثل بصدور تقرير غولدستون للتحقيق فيما زعمه جرائم حرب منسوبة لإسرائيل في غزة". 


وأشار إلى أن "تقرير غولدستون جعل إسرائيل تواجه جبهة قتالية جديدة، تمثلت بزيادة الانتقادات الدولية، وحملات نزع الشرعية عنها، ما شكل لنا أزمة في حينه، ورغم أن القرار الإسرائيلي الأولي تمثل بعدم التعامل مع غولدستون، لكن تبين لاحقا أنه لا يمكن تجاهله، رغم أن ذلك استغرق منا سنوات حتى تراجعنا عن قرارانا بمقاطعته، رغم أن التقرير زاد حاجة إسرائيل للمزيد من الانخراط في عمل المنظمات الدولية: المحايدة والمعادية". 


وكشف النقاب أن "مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي يعمل بمشاركة: الجيش ووزارة الحرب والموساد والشاباك ووزارات الخارجية والقضاء والمالية وغيرها، ما يعني أن معركتنا الإعلامية لم تنته بعد، لأنها تستمر في المستقبل".


وأوضح أن "إسرائيل ما لبثت أن واجهت أزمة سفينة مرمرة التركية عند شواطئ غزة في 2010، فقد استعددنا لذلك، وعقدنا جلسات التحضير لمواجهتها، وحضرنا روايتنا عن إمكانية الصدام مع القادمين على متنها ، لكننا أخطأنا جميعا: رئيس الحكومة كان خارج البلاد، والجنود لم يستعدوا لمواجهة المتضامنين على السفينة، حتى نحن تأخرنا بإصدار بياناتنا الإعلامية، واستغرق الأمر منا ساعات طويلة للرد على الدعاية المضادة".


وختم بالقول إن "أزمتي تقرير غولدستون وسفينة مرمرة أسفرتا عن استخلاصات ودروس كبيرة تحضيرا لحرب 2014 الجرف الصامد في غزة، من بينها أننا نظمنا جولة لرئيس الحكومة مع العديد من السفراء الأجانب نحو الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، وعرضنا أمامهم نماذج من الوسائل القتالية التي تستخدمها حماس، كي يفهموا أنه ليس لدينا خيارات إلا مواجهتها، ورغم ذلك فإن مسيرة نزع الشرعية عن إسرائيل لم تتوقف حتى الآن".