صحافة دولية

WP: النائبات لا يكرهن وطنهن بل من تملق لديكتاتور كوريا

واشنطن بوست: النائبات يكرهن سياسات ترامب لكن هذا لا يعني كراهيتهن لأمريكا- جيتي

دافعت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها عن النائبات الديمقراطيات الأربع، قائلة إن "الفرقة"، كما يطلق عليهن، تكره سياسات دونالد ترامب، لكن هذا لا يعني كراهيتهن لأمريكا. 

وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "الرئيس دونالد ترامب لم يعتذر عن تغريدته التي طالب فيها النائبات بالعودة إلى بلادهن المحطمة، التي تستشري فيها الجريمة، وبدلا من ذلك فإنه حرف المسار إلى التشهير، وحصل بالنتيجة على دعم الكثير من الجمهوريين، الذين لم يتجرأوا على ترديد هجومه العنصري الأصلي". 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن ترامب يقول إن النساء الملونات "يكرهن بلادنا"، في الوقت الذي أكد فيه السيناتور عن ساوث كارولاينا ليندزي غراهام، أن النساء مواطنات أمريكيات وفزن في انتخابات، إلا أنه وصفهن بـ"حفنة من الشيوعيات، يكرهن إسرائيل ويكرهن بلادنا"، أما السيناتور الجمهوري عن لويزيانا جون نيلي كيندي، فقال: "في أمريكا لو كرهت بلادنا فلك حرية المغادرة"، فيما كتب السيناتور ستيف داينز (ولاية مونتانا) تغريدة قال فيها إنه دعم ترامب لأن "سكان مونتانا سئموا من الاستماع للراديكاليات الديمقراطيات المعاديات لأمريكا والسامية، ويقمن بهدم بلادنا ومثلنا". 

 

وتعلق الافتتاحية قائلة إن "هذه الاتهامات تقوم شكليا على تصريحات قوية صدرت من الرباعي أعضاء مجلس النواب الديمقراطيات، ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز عن نيويورك، ورشيدة طليب عن ميتشيغان، وإلهان عمر عن مينيسوتا، وأيانا بريسلي عن ماساتشوستس، بما فيها التصريح الذي شبهت فيه أوكاسيو-كورتيز مراكز الاحتجاز للمهاجرين بـ(معسكرات الاعتقال)، وهذه التصريحات ليست دليلا على أنها والبقية يكرهن الولايات المتحدة، إنهن فقط لا يدعمن سياسات الحكومة بقوة". 

 

وتقول الصحيفة: "كان الأمر مدعاة للسريالية الاستماع إلى الجمهوريين وهم يصفون زميلات لهم في الكونغرس بالشيوعيات دون دليل، وبعد أشهر من تملق ترامب للستاليني الحقيقي، ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ-أون".

 

وتؤكد الافتتاحية أن "حق الخلاف مع الحكومة، وبأشد العبارات، من أهم القيم التي يعتز بها الأمريكيون ويحافظون عليها، ويجب على أعضاء الكونغرس الجمهوريين، الذين ظلوا يهاجمون بوحشية الرئيس باراك أوباما لثماني سنوات، الاعتراف بأن الخلط بين قلة الإعجاب برئيس معين وسياساته وإدارته أو حزبه مع قلة الاحترام لأمريكا ذاتها يخرق المبادئ التأسيسية للأمة، فالولاء للبلد لا يتطلب الالتزام بموقف غير ناقد لتاريخها أو حاضرها، وكل ما هو مطلوب هو الالتزام برفاهية الأمة". 

وتقول الصحيفة: "مع أننا نختلف بقوة مع بعض التصريحات والسياسات التي تدافع عنها هؤلاء النسوة، لكننا لا نشك أبدا في ولائهن، ونرحب بالنقاش الذي يقمن بتعزيزه".

 

وتنوه الافتتاحية إلى أن "الرد الوحيد المقبول على تغريدات ترامب هو (الشجب دون تبريرات مرفقه له)، فقد افترض الرئيس أن النائبات الأربع هن مهاجرات، مع أن الوحيدة التي تجنست منهن هي عمر، فما الذي دفعه للتفكير بهذه الطريقة غير لون بشرتهن أو أسمائهن؟ وإصرار ترامب على عودتهن لبلادهن (المحطمة) التي جئن منها يقوم على فكرة أن أصل الشخص لا محتوى شخصيته هو أساس الحكم على شرعية مساهمته في الشؤون الوطنية، والتشهير بأنهن (يكرهن) بلدهن لا يمكن التسامح معه أبدا". 

 

وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "محاولة الجمهوريين ربط الحزب الديمقراطي كاملا بهؤلاء النساء اليساريات الصريحات هي محاولة غير شريفة، لكنها ليست جديدة على عالم السياسة، وما هو مدهش ومخيف هو استعداد الجمهوريين للمشاركة في حملة التشهير الحقيرة ضدهن، والحملة كلها لا تقول لنا الكثير عن النساء الأربع، بل تكشف لنا عن طبيعة الذين يهاجمونهن".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)