علوم وتكنولوجيا

التقليل من استخدام هاتفك يمكن أن يساعدك على العيش لفترة أطول

يقضي العديد ساعات على هواتفهم لتصفح السوشيال ميديا- جيتي

يمكن أن يساعد التقليل من استخدام هاتفك على العيش لفترة أطول، حيث إن الوقت الذي نقضيه محدقين بشاشات هواتفنا يرفع من مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالإجهاد، ما يهدد صحتنا على المدى الطويل.


ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن الوقت الذي نقضيه يتداخل مع أوقات نومنا، واحترامنا لذواتنا، وعلاقاتنا، وذاكرتنا، ونطاقات اهتماماتنا، والإبداع والإنتاجية، ومهارات حل المشكلات، واتخاذ القرارات.

 

ولكن ومع كل هذا، هناك سبب آخر علينا أن نعيد من خلاله ترتيب علاقتنا مع هذه الأجهزة، حيث إن رفع مستويات الكورتيزول المزمن -وهو الهرمون الرئيسي المسؤول عن الإجهاد- قد يهدد صحتنا ويقصر من أعمارنا.

 

وحتى الآن، ركزت معظم المناقشات حول التأثيرات الكيميائية الحيوية للهواتف على الدوبامين -وهي مادة كيميائية في المخ تساعدنا في تكوين العادات والإدمان- صممت الأجهزة الذكية والتطبيقات بشكل صريح لتحرر من إصدار الدوبامين، وهدفها الأول صعوبة تخلينا عن الهواتف.

 

هذا التلاعب بأنظمة الدوبامين لدينا هو السبب وراء اعتقاد العديد من العلماء بأننا نعمل على تطوير الإدمان السلوكي لهواتفنا، لكن تأثير الهواتف على الكورتيزول قد يكون أشد خطرا.

 

ويؤدي إطلاق الكورتيزول إلى إحداث تغييرات فيزيولوجية مثل الطفرات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والسكر في الدم، والتي تساعدنا في التغلب على التهديدات الجسدية التي نتعرض لها.


وقد لا يكون ارتفاع الكورتيزول الناتج عن الهاتف أمرا مهما، لكن قضاء الكثير من الوقت بمعدل أربع ساعات يوميا لتفقد وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات يمكن أن "يخلق" إحساسا دائما بالالتزام؛ مما يولد ضغوطا شخصية غير مقصودة".

 

وقد تم ربط مستويات الكورتيزول المرتفعة والمزمنة بزيادة خطر حدوث مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك الاكتئاب، والسمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومرض السكري من النوع 2، وقضايا الخصوبة، وارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية، والخرف والسكتة الدماغية.


لكن إذا قمنا بكسر هذه الدورة التي تحركها القلق، فيمكننا تقليل مستويات الكورتيزول لدينا، التي بدورها قد تحسن من حكمنا على المدى القصير، وتقلل من مخاطر المشاكل الصحية طويلة الأجل المرتبطة بالتوتر.

 

ويقول الدكتور ماكوين، رئيس مختبر هارولد ومارغريت ميليكين هاتش لعلم الغدد الصم العصبية، إنه مع مرور الوقت قد يكون من الممكن إعادة تدريب أدمغتنا؛ حتى لا تعود ردود أفعالنا مثارة بشكل كبير.

 

وحتى تجعل من هاتفك مصدر قلق أقل لك، قم بإيقاف تشغيل جميع الإشعارات غير اللازمة، خذ استراحات منتظمة من الهاتف، وحاول ألّا تستجيب للإشعارات التي تسبب لك القلق.

 

ليس من السهل إنشاء حدود صحية مع أجهزة صممت بشكل متعمد لتجعلنا مدمنين، ولكن خفض مستويات القلق والتوتر لديك لن يجعلك تتحسن فحسب، بل سيطيل من حياتك.