سياسة دولية

أزمة بين "إسرائيل" وبولندا بعد الاعتداء على سفير الأخيرة

تأزمت العلاقة أكثر بعد إصرار نتنياهو على أن بولندا شاركت النازيين بالهولوكوست وأن عليها أن تدفع تعويضات- جيتي

تتأزم يوما بعد يوم العلاقات الدبلوماسية بين بولندا ودولة الاحتلال، فمنذ اتهام تل أبيب لوارسو بالمشاركة "بالهولوكوست"، ومطالبتها بدفع تعويضات عن الممتلكات اليهودية، والعلاقة تسير من تأزم إلى آخر، زادتها مؤخرا حادثة الاعتداء على السفير البولندي بتل أبيب أمس .

 

وفي هذا الصدد قالت وزارة الخارجية البولندية اليوم الأربعاء، إنها استدعت سفيرة "إسرائيل" في البلاد، لشرح سبب الاعتداء على السفير البولندي في تل أبيب وإهانته في الشارع .


وقالت إيوا سوارة، المتحدثة باسم الوزارة، إن السفيرة الإسرائيلية آنا أزاري استدعيت إلى الوزارة "للتوبيخ"، بسبب الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء على السفير ماريك ماغيروفسكي.

 

وكان نتنياهو استفز البولنديين خلال مؤتمر وارسو الذي عقد في شباط/ فبراير الماضي، واتهمهم بالتعاون مع النازيين ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

وقال نتنياهو حينها "أنا هنا أقول إن البولنديين تعاونوا مع النازيين، أعرف التاريخ ولا أغيره وإنما أكشف عنه".

واستفزت التصريحات حينها أيضا الرئيس البولندي، أندريه دودا، لتتوتر العلاقات بين الجانبين رغم مرور ساعات قليلة على التقاط صور للحظات ودية تجمع الرجلين على هامش المؤتمر.

وبرزت خلافات بين الجانبين العام الماضي على خلفية رفض وارسو الربط بين البلاد وجرائم النازية، وهو ما اعتبرته تل أبيب "تنصلا من المسؤولية".

ودفعت الخلافات بوارسو لإلغاء زيارة كانت مقررة لمسؤولين إسرائيليين في 13 أيار/ مايو الجاري، على خلفية نيتهم إثارة مسألة استعادة ممتلكات ليهود صودرت خلال المحرقة النازية، وهي المسألة التي تصر وارسو على أنها أغلقت لأن بولندا كانت خاضعة اثناء الحرب العالمية الثانية للاحتلال الألماني الذي كان يتصرف بمقدرات البلاد بما فيها ممتلكات اليهود.


اقرأ أيضا :  بولندا تلغي زيارة مسؤولين إسرائيليين لهذا السبب


وقالت وزارة الخارجية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني "قررت بولندا إلغاء زيارة مسؤولين إسرائيليين بعد أن أجرى الجانب الإسرائيلي تغييرات في اللحظة الأخيرة في تركيبة الوفد مقترحا أن تركز المحادثات بشكل أساسي على مسائل متعلقة بإعادة ممتلكات".

من جهته، كتب يائير لابيد الرجل الثاني على لائحة تحالف "أزرق أبيض" ثاني قوة سياسية في الكنيست، في تغريدة: "إذا لم يكف نتنياهو والقائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي، كاتس، عن المساومة على المحرقة، فإن العالم سيرى أن ذكرى المحرقة ليست مقدسة لدى الحكومة الإسرائيلية".

وتظاهر آلاف القوميين في العاصمة البولندية السبت احتجاجا على قانون أمريكي بشأن إعادة ممتلكات يهودية صودرت خلال المحرقة النازية، وهي المسألة التي تبرز قبيل انتخابات برلمانية في بولندا في وقت لاحق هذا العام.

وقلل حزب "القانون والعدالة" اليميني الحاكم في بولندا وكذلك المعارضة الوسطية والليبرالية من أهمية القانون الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أيار/ مايو 2018، مشددين بأنه لن يؤثر على بولندا.

وبولندا في فترة ما قبل الحرب كانت معقلا لليهود الذين بلغ عددهم قرابة الـ3.2 مليون، أي نحو 10 بالمئة من عدد السكان في بولندا آنذاك. وعادت مؤخرا مخاوف من معاداة السامية في بولندا.

وصادقت العام الماضي بولندا على قانون يمنع اتهام البولنديين أو الدولة بالتواطؤ في جرائم الحرب النازية. وأثارت هذه الخطوة تنديدا في إسرائيل التي اعتبرت القانون سعيا لمنع الناجين من مناقشة جرائم البولنديين ضدهم.