سياسة دولية

كاتب سعودي يدعو تركيا إلى كشف صور منفذ هجوم نيوزيلندا

كاتب سعودي يتساءل عن سر زيارة منفذ هجوم نيوزيلندا الإرهابي ضد المسلمين إلى تركيا عام 2016 (الأناضول)
دعا كاتب سعودي السلطات التركية إلى الكشف عن سر تواجد منفذ العملية الإرهابية في مسجدي نيوزيلندا، من خلال كشف تسجيلاتها الأمنية وملاحقات كاميراتها الأمنية، في إشارة إلى الصور والتسجيلات التي كشفتها السلطات الأمنية التركية، بخصوص المتهمين السعوديين بالضلوع في عملية اغتيال جمال خاشقجي في تشرين أول (أكتوبر) الماضي.

وتساءل الكاتب السعودي، محمد الساعد في مقال له اليوم نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، قائلا: "ما الذي جرى في إسطنبول قبيل قيام الإرهابي النيوزيلندي بجريمته، وكيف قضى أيامه فيها وبمن التقى ومع من نسق؟ لماذا لا تعلن تركيا عن تسجيلاتها وملاحقات كاميراتها الأمنية منذ دخوله المطار وحتى مغادرته؟".

ورأى الساعد أن هذه الأسئلة كلها مشروعة، وقال: "ماذا يعني أن يقضي قاتل المصلين عدة أسابيع في تركيا وصلت لأكثر من 45 يوما، ماذا كان يفعل في عاصمة الإخوان المسلمين الجديدة؟ كيف يمكن إقناعنا أن شخصا يدعي كراهية الإسلام يبقى في إحدى الدول المحسوبة على المسلمين تلك الفترة الزمنية الطويلة؟".

وقال الساعد: "نحن أمام رغبة ملحة لحزب الموت الذي هو خليط من أجهزة أمنية ودول ممولة ومنظمات غير شرعية عاشت لفترة زمنية طويلة تتحكم في خيوط اللعبة السرية في العالم، تسير الجماعات والمتطرفين لتنفيذ مخططاتها وتستفيد من نتائجها".

وشبه الساعد "إسطنبول اليوم ببيروت في السبعينيات والثمانينيات عندما كانت عاصمة للمخابرات الدولية وملتقى الإرهابيين والمنظمات العابرة"، وقال: "في تلك الفترة الحرجة والصعبة من تاريخ الشرق الأوسط كانت شوارع بيروت ومقاهيها وفنادقها متنفسا لصراعات دول وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية متعددة ومتنافسة وتعمل ضد بعضها ومع ذلك تلتقي مصالحها في ظروف وأحداث معينة".

ودعا الساعد إلى البحث عن المستفيد من هجوم نيوزيلندا الإرهابي، وقال: "إذا أردت أن تعرف من الذي صنع جريمة نيوزيلندا، عليك أن تجول بعقلك قليلا لتعرف من مول القاعدة ومن صنع داعش ومن رعى الإرهاب والإرهابيين إعلاميا وماليا، ومن تراجع دوره في إدارة الإرهاب والاستفادة منه في السنوات الثلاث الماضية، ليحاول العودة من نافذة الموت".

وأجاب عن ذلك قائلا: "يبدو أن أجهزة المخابرات النشطة في مشاريع إذكاء الصراعات والعيش عليها تريد إعادة العالم للمربع رقم واحد، وإحياء مشروعها الأبدي القائم على صرف المليارات من أجل ملاحقة أعداء وهميين وإعادة المنطقة إلى مناخ ما قبل ظهور داعش لتهيئة المناخ لاستنساخ تنظيم إرهابي جديد يكون محرقة للشباب ووأد الأحلام ومشاريع النهضة في المنطقة العربية"، على حد تعبيره.




وكشفت قناة "تي آر تي وورلد" التركية الحكومية، أن الإرهابي "برينتون هاريسون تارنت"، أحد المشاركين في مذبحة نيوزيلندا، الجمعة الماضي، جاء إلى تركيا مرتين عام 2016.

ووفقًا لتقرير القناة الناطقة بالإنكليزية، فإن الإرهابي الأسترالي "تارنت" تواجد بتركيا بين 17 و20 آذار/ مارس، وبين 13 أيلول/ سبتمبر و25 تشرين الأول/ أكتوبر 2016.

وقال مسؤولون أتراك إن "تارنت" بقي في تركيا 43 يومًا في زيارته الثانية، وإنه ربما كان يعتزم القيام بهجوم إرهابي أو عملية اغتيال.

وكانت نيوزيلندا قد شهدت هجوما على مسجدين أثناء أداء صلاة الجمعة، خلف أكثر من مائة ضحية بين قتيل وجريح.