صحافة دولية

الجزائر.. حين تصبح إعلانات الترشح للرئاسة مهزلة سياسية

على مواقع التواصل الاجتماعي، تتراوح ردود فعل الجزائريين بين الضحك والاستهزاء وحالة من الاستياء والحزن- جيتي

نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الجدل الواسع الذي أثارته التصريحات التي أدلى بها المرشحون للانتخابات الرئاسية بالجزائر لسنة 2019، حيث بدت وعودهم بعيدة المنال ولا تمت للواقع بصلة.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وزارة الداخلية الجزائرية فتحت أبوابها يوم الخميس 18 نيسان/ أبريل أمام الراغبين للترشح لسحب الاستمارات من مقر الوزارة.

في الواقع، استقبلت الوزارة يوم 22 كانون الثاني/ يناير ما لا يقل عن 61 ملف ترشح، من بينهم 11 ملفا عن أحزاب سياسية معترف بها، و50 ملفا آخر عن مرشحين مستقلين. ومما لا شك فيه أن هذا الرقم سيشهد ارتفاعا كبيرا خلال الأيام القادمة.

ونوهت المجلة بأن مرحلة سحب استمارات التسجيل تعد بمثابة الخطوة الأولى على طريق طويل من تنافس المترشحين نحو حشد الدعم.

 

وينص القانون الانتخابي على ضرورة جمع المترشح لما عدده 600 توقيع عن الممثلين المنتخبين الموزعين على 25 ولاية، أو 60 ألف توقيع من طرف الناخبين، مع الحرص على ألا تقل التوقيعات المطلوبة للولاية الواحدة عن 1500 توقيع.


اقرا أيضا :  قيادي في الإنقاذ الجزائرية: الجبهة منتشرة في كامل البلاد


وأشارت المجلة إلى ضرورة أن يتقدم المترشحون بملفاتهم كاملة إلى المجلس الدستوري بحلول الخامس من آذار/ مارس.

 

في هذا الصدد، يتولى المجلس التثبت مما إذا ما كانت الترشحات للانتخابات الرئاسية صالحة، أم أنها لا تستجيب للشروط المطلوبة.

 

في الأثناء، تحولت عملية سحب استمارات الترشح إلى مهزلة سياسية تتخللها جملة من التصريحات السخيفة والوعود الواهية، علاوة على البرامج الانتخابية المثيرة للسخرية.

 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تتراوح ردود فعل الجزائريين بين الضحك والاستهزاء من جهة، وحالة من الاستياء والحزن من جهة أخرى.

ويعيد المشهد السياسي الحالي إلى أذهان الشعب الجزائري، قصة الفيلم التلفزيوني "كرنفال في دشرة" حيث يعكس نوعا من الهجاء السياسي حول الوعود الانتخابية الطريفة التي قدمها مترشح لرئاسة المجلس الشعبي البلدي.

وتحدثت المجلة عن المترشحة عزيزة نصيرة، التي تزعم أنه على الرغم من مستواها التعليمي المتواضع، إلا أن تعاملها المتواصل مع السياسيين، مكنها من اكتساب خبرة في المجال السياسي.

 

وصرحت عزيزة أنه "بعد التوكل على الله عز وجل، جئت لتقديم مطلب ترشحي. لا تتفاجأ من مستواي المتواضع إذ أني مطلعة، بصفة غير مباشرة، على المجال السياسي.

 

أما بالنسبة لبرنامجي، فأنا أحب الناس والبلاد ولا شيء آخر يهمني. أنا أدعم الطبقة الفقيرة، فلنتوكل على الله أولا، ثم نتحدث في التفاصيل لاحقا".


اقرأ أيضا :  32 طلب ترشح لرئاسة الجزائر في 3 أيام.. هؤلاء من بينهم


وسلطت المجلة الضوء على التصريح الذي أدلى به المترشح المستقل، صالح قرماش، حيث قال: "برنامجي يقوم على بناء الدولة وتطوير الإصلاحات التي تعود بالنفع على الشعب.

 

سأواجه من يقف ضدي وسأغلق الأبواب في وجه كل من يغلق في وجهي الباب، أنا لا آكل سوى "شرائح اللحم"، شرائح اللحم لا غير. بفضل الله، سنثق بالشعب وسيبادلنا الشعب الثقة، وسأفوز بالانتخابات بنسبة 100 بالمائة".

كما أفادت المجلة نقلا عن المترشح مصطفى مولا قوله: "لاحظت أنني قادر على تحمل المسؤوليات وسيأتي النجاح بمساعدة من الله أولا، ثم من الشعب الجزائري.

 

لقد تقدمت بطلب الترشح بعد جهد متواصل في مجال تكنولوجيا المعلومات وفي محاولة مني لتطوير البرامج الرقمية.

 

وسنعمل على توظيف كل ما نملك لتطوير هذا المجال ومجال الصناعة أيضا. لقد بدأت بالفعل في صناعة طائرة ثابتة الأجنحة.

 

ويجب أن نحرص على أن نكون رائدين في مجال تكنولوجيا المعلومات. ليس الأمريكيون فقط من بإمكانهم أن يتزعّموا هذا المجال، نحن أيضا سيكون لنا وزن في هذا العالم. برنامجي؟ أنا البرنامج في حد ذاته".

أما بالنسبة لعياش حفايفة، فأردف قائلا: "برنامجي يركز، أولا وقبل كل شيء، على استمرارية الدولة. ويتمثل التغيير الذي أجريته على ملف الترشح الخاص بي، مقارنة بملف ترشحي لانتخابات 2009 و2014، في السعي إلى تحسين المجتمع الجزائري من أجل تعزيز ثقة المواطن بالسلطة.

 

لا يمكنني مدكم بمعلومة إضافية، ولكن ما أستطيع قوله هو أنني مصنف ضمن العشر مرشحين الأوائل".

وفي الختام، نقلت الصحيفة تعليق شفيق صنهاجي الذي قال: "حرص فريقنا على إعداد برنامج يسعى إلى إطلاق الطاقة السياسية للشعب، والتنديد بسياسة الإقصاء، علاوة على إدماج جميع الفئات في الإبداع من أجل ضمان ديمقراطية استراتيجية وذكية".