سياسة عربية

عملية عسكرية رابعة لـ"حفتر" في الجنوب الليبي.. هل تنجح؟

هل تكون مهمة حفتر في الجنوب سهلة؟ جيتي

بدأت قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر رسميا عملية عسكرية جديدة في الجنوب الليبي بهدف السيطرة عليه وتأمينه، وسط تساؤلات عن مدى نجاح الأمر وما إذا كانت ستلقى العملية دعما دوليا خاصة من قبل إيطاليا التي تهتم بقضية الهجرة غير الشرعية.

وأكد "حفتر" في بيان له أن "العملية العسكرية الشاملة في مناطق الجنوب الغربي تهدف إلى حماية وتأمين السكان هناك من إرهاب تنظيم داعش أو القاعدة" وكذلك العصابات الإجرامية المنتشرة في المناطق الجنوبية"، بحسب تعبير البيان.


الهوية والنفط

وأشار البيان، الذي وصل "عربي21" نسخة منه إلى أن "العملية تستهدف المخربين والمجرمين والعصابات التي تعمل مع دول أجنبية لإحداث تغيير "طوبوغرافي" كبير يهدد الهوية الليبية ومستقبل البلاد والنيل من استقلال ليبيا وسلامة إقليمها الجغرافي"، حسب زعمه.

كما أكد أن "حماية النفط والغاز وحماية منظومة النهر الصناعي التي تغذي كافة المناطق الليبية، ودعم المواطن هناك الوقود والغذاء والدواء ستكون من مهام العملية الجديدة، مطالبا بعدم نشر أي معلومات أو أخبار عن القوات والعملية في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حتى "لا يستفيد منها العدو"، وفق تعبيره.

"نقل المعارك للجنوب"

من جهته، قال رئيس اللجنة التسييرية للتجمع الوطني التباوي بالجنوب، حسين شكي: "لقد سمعنا عن عمليات عسكرية كثيرة من قبل في الجنوب لكن لم نر أي نتائج على الأرض، لذا لا يوجد لدى المواطن الجنوبي أي أمل في نجاح هذه العمليات، والتخوف العام عندنا هو نقل المعارك ما بين الكرامة ومناوئيه من الإخوان وغيرهم إلى الجنوب".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "القوات العسكرية في الجنوب ستقف مع "الجيش" الذي ليس له أجندة معينة أو معادية لطرف معين حتى لا تخلق مشكلات عندنا"، وفق قوله.

وتابع: "القضاء على الهجرة غير الشرعية تحتاج إلى عدة معطيات وإمكانيات كون الجنوب لا توجد به تنمية أو مشروعات ونسبة البطالة مرتفعة جدا وهذا إشكال كبير ..كون الشباب هناك لا توجد لديهم أي فرص أخرى غير العمل في هذا المجال"، حسب ما رأى.

نجاح ودعم إيطالي

الناشط والمدون من الجنوب الليبي، علي سعيد نصر رأى أن "العملية تأخرت كثيرا لكن مع ذلك ستكون محل ترحيب ودعم أغلب أهالي الجنوب وأتوقع نجاحها إذا صدقت النوايا وتحصلت على الدعم المادي الجيد، ولا شك أنها ستزيد من أسهم "المشير" حفتر إذا نجح في تحقيق المهمة"، حسب قوله.

وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "عملية "حفتر" العسكرية ستحظى بالدعم الدولي وخاصة من قبل "إيطاليا" لما يشكل الجنوب من خطر عليهم بسبب عبور المهاجرين غير القانونين، كما أن هذه المنطقة أرض خصبة لتحرك المجموعات "الإرهابية" ونشاطاتها"، كما صرح.

مهمة "عسيرة ومعقدة"

لكن المحلل السياسي المتابع للملف الليبي، عباس محمد صالح رأى أن "إطلاق عملية عسكرية ناجحة في الجنوب الليبي ليس بالأمر السهل كونها ستكون ضد خصوم متعددين في آن واحد، وقدرة "حفتر" على حشد الدعم من القوى المحلية قد تبدو عسيرة، عكس نجاحه في عملية "الكرامة".

وأضاف لـ"عربي21": "لكن مؤكد أن "حفتر" سيحظى بدعم الغرب ولو على حساب حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، كون الجنرال يغازل المجتمع الدولي بمحاربة الإرهاب والهجرة غير المشروعة"، حسب رأيه.

طريق إلى "طرابلس"

وأشار الكاتب من الشرق الليبي، نصر عقوب إلى أن "السيطرة على الجنوب الغربي لليبيا هو هدف وغاية يطمح إليها "حفتر" منذ زمن، اعتقادا منه بأن الطريق إلى العاصمة "طرابلس" وحكم ليبيا بوابته ستكون الجنوب الغربي، وأنها بداية النهاية للمشاريع المناوئة والمعارضة له" .

وأوضح أن "حظوظ حفتر للسيطرة على الجنوب الغربي ضعيفة جدا، نظرا لتعدد القوى واختلاف أهدافها، ولعدم توافق القوى المحلية والإقليمية والدولية على شخصية "حفتر" كقائد عام للعسكر، فضلا عن أن يكون حاكما مدنيا أو عسكريا للبلاد"، وفق تقديراته وتصريحاته لـ"عربي21".

زيارة "سلامة"

وقال الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد إن "حفتر يبحث لنفسه عن إنجاز عسكري يثبت به ضرورة وجوده، لذا أطلق عملية الجنوب والتي جاءت كرد فعل على زيارة المبعوث الأممي، غسان سلامة للجنوب ليؤكد أن أي عمل أمني أو عسكري يجب أن يتم التنسيق فيه مع قواته، حسب كلامه.

وحول مدى نجاحها، قال لـ"عربي21": "لا أعتقد أنها ستقدم جديدا ولن تعدو كونها فقاعة إعلامية، وذلك لأن إمكانياته الحالية لا تسمح له بذلك إضافةً إلى تراجع الدعم المصري الإماراتي له، ولا أعتقد أن الأوروبيين خاصة إيطاليا ستدعمه لأن حليفها في الجنوب حكومة الوفاق وهي لا تريد التورط مع حليف سابق لفرنسا".