علوم وتكنولوجيا

لوتون: هل يُصغي فيسبوك إلى كل ما نقوله؟

اعتذرت فيسبوك سابقا عن تسريب معلومات لمجموعة "أناليتيكا" - جيتي

نشر موقع "لوتون" السويسري تقريرا سلّط فيه الضوء على قضية تجسس تطبيق فيسبوك على مستخدميه، بواسطة ميكروفون الهاتف الذكي، الأمر الذي نفته كل من الشركة ومسؤوليها.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه، بشكل دوري، تروج شائعات مفادها أن هذا الموقع الاجتماعي قد يستخدم ميكروفون هواتفنا الذكية للتجسس. ومن جهتها، لطالما نفت شركة فيسبوك هذه الاتهامات التي لم يتم إثباتها أبدا. وعموما، ينتاب شعور التعرض لصدفة غريبة العديد من مستخدمي تطبيق فيسبوك. فقد تتحدث أحيانا مع أصدقائك عن سيارة أو عطلة مستقبلية أو عن نيتك استخدام العلاج بمياه البحر. وبعد بضع دقائق أو ساعات، تظهر إعلانات على هذه الشبكة الاجتماعية على علاقة مباشرة بموضوع هذه المحادثات. فهل يتنصت فيسبوك علينا باستمرار من خلال تفعيل ميكروفون هاتفنا الذكي دون علمنا؟

وأشار الموقع إلى أنه على شبكة الإنترنت، تسرد عشرات الشهادات، التي تعود تواريخها إلى عدة أشهر أو حتى سنوات، هذه المصادفات العجيبة. فقبل بضعة أيام، تطرق موقع "ذي أستراليان" إلى حالة امرأة تبلغ من العمر 23 سنة وتعيش في سيدني. وبعد أسابيع قليلة من حديثها عن الساونا مع أصدقائها، شاهدت هذه المرأة فجأة في صفحتها الرئيسية على موقع فيسبوك إعلانات عن هذه الحمامات، رغم أنها لم تقم بأي بحث على موقع جوجل عن الساونا.

خلال هذا الصيف، عرضت صحيفة "يو إس إيه توداي" حالة أخرى أكثر إثارة للجدل. فقد تناقش صديقان حول مزرعة لتربية الماشية في تكساس، يرغب أحدهما في شرائها. وتندرج هذه المزرعة ضمن نوع خاص من المباني يُطلق عليه اسم "بارندومينيوم". وفي الواقع، لم يسبق للصديق الثاني أن سمع بهذا المصطلح في الماضي. ولكن بمجرد خروجه من سيارته وزيارته لحسابه على فيسبوك، شاهد ظهور إعلانات عن بارندومينيوم في آخر الأخبار المعروضة على صفحته الرئيسية.

 وأفاد الموقع أنه خلال فصل الربيع، على خلفية فضيحة كامبريدج أناليتيكا مباشرة، كان يجب على مارك زوكربيرغ التدخل بنفسه ليفسر هذه الشائعات المتداولة أثناء جلسات الاستماع إليه أمام الكونغرس. حينها، وجه إليه عضو مجلس الشيوخ غاري بيترز الحديث قائلا: "تردني هذه الشائعات طوال الوقت، حتى من قبل فريقي الخاص". وقد أجابه مدير شركة فيسبوك: "أنت تتحدث عن نظرية المؤامرة المستمرة، التي تُفيد بأننا نتنصّت عليكم بواسطة ميكروفون هواتفكم ونستغله في الإعلانات التجارية. نحن لا نفعل ذلك".

وبعد أن وجهت إليها العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أسئلة عن هذا الموضوع، قالت شركة فيسبوك: "لم نستخدم الميكروفون مطلقًا لعرض الإعلانات أو تغيير الأخبار في صفحتك، ولا نملك أي خطة مستقبلية بشأن هذا الموضوع". وفي الهواتف الجوالة، قد يمكن لفيسبوك النفاذ رسميا إلى الميكروفون، خاصة في الحالات التي نُريد فيها تسجيل فيديو مباشر.

 

اقرأ أيضا: تطبيقات رئيسية بأندرويد تسرب معلوماتك الحساسة لـ"فيسبوك"

وفي السياق ذاته، أورد مدير شركة "أوبجكتيف سيكيريتي" في غلاند، فيليب أوشلين، أنه "إذا تم تشغيل التطبيق على الشاشة والسماح له باستخدام الميكروفون، فيمكنه تفعيله دون إعلام أو إنذار المستخدم". في المقابل، لا يعني هذا الأمر أن فيسبوك يستفيد من هذا الإذن للتنصت على مستخدميه باستمرار.

وتساءل الموقع عما إذا بإمكاننا الوثوق بإعدادات الهاتف الذكي للسماح لهذا التطبيق أو ذاك باستخدام الميكروفون أو الكاميرا أو الموقع بصفة تامة. ومن جهته، تابع فيليب أوشلين حديثه قائلا: "إذا لم يحتوي نظام التشغيل على أي عطب، فيمكنك الوثوق به. لذلك، من المهم تحديث هاتفك بشكل منتظم".

إذا كان هذا الموقع الاجتماعي لا يتجسس علينا فعلا، فكيف يمكن تفسير هذه الصدف؟ وتجدر الإشارة إلى أنه في نص يحمل عنوان "شركة فيسبوك لا تحتاج إلى التنصت عليك من خلال الميكروفون الخاص بك لعرض إعلانات مخيفة"، جهّزت مؤسسة الجبهة الإلكترونية قائمة مطولة تعرض الأمور التي تسمح لهذا الموقع بمعرفة الكثير من المعلومات عن مستخدميه، وحتى عن مستخدمي الإنترنت، الذين لا علاقة لهم بتطبيق فيسبوك.

وفي الختام، ذكر الموقع أنه وفقا لمؤسسة الجبهة الإلكترونية، يُمكن لفيسبوك تعقب نشاطاتنا على الإنترنت، حين نضغط على أزرار "أعجبني"، أو "الدخول"، سواء كنا نمتلك حسابا على موقع فيسبوك من عدمه.  كما يُمكن له معرفة محتوى مكالمات مستخدمي الهاتف الذكي أندرويد ورسائلهم القصيرة. علاوة على ذلك، يستطيع هذا التطبيق عرض الإعلانات، وفقًا للمكان الذي نتواجد فيه وقراءة ما نكتبه، حتى في حال قررنا عدم نشره، فضلا عن أشياء كثيرة أخرى.