سياسة دولية

نيويورك تايمز تهاجم ترامب على خلفية قرار الانسحاب من سوريا

الصحيفة وصفت القرار بـ"الخطير والمفاجئ والمنفصل عن المنطق"- جيتي

هاجمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قواته من سوريا معتبرة أن ذلك "مثير للقلق" وتعبير عن ما سمتها "رئاسة ترامب الفوضوية".


وفي الافتتاحية التي كتبتها هيئة التحرير مساء الأربعاء، قالت الصحيفة إن الرئيس ترامب "أدهش مستشاريه بإعلانه الانسحاب الوشيك للقوات الأمريكية من سوريا"، في إشارة إلى مستشار الأمن القومي جون بولتون الذي قال قبل ثلاثة أشهر إن "هناك نية لنشر المزيد من القوات الأمريكية في سوريا".


وترى الصحيفة أن الهدف الرئيس لوجود القوات الأمريكية في سوريا، "ليس هزيمة الدولة الإسلامية فحسب، ولكن أيضا ضمان مغادرة القوات الإيرانية للبلاد، وهو ما قاله ترامب بنفسه".


وتصيف: "في يوم الأربعاء، ناقض السيد ترامب رأي السيد بولتون وباقي فريق الأمن القومي وأمر بسحب جميع القوات البرية الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي من سوريا في غضون 30 يوماً".

 

مفاجئ وخطير

 
ووصفت الصحيفة قرار ترامب بـ"المفاجئ والخطير والمنفصل عن أي سياق استراتيجي أوسع أو أي سبب منطقي يؤدي إلى التشكيك بشأن التزام أمريكا بالشرق الأوسط واستعدادها أن تصبح قائداً عالمياً وبدور ترامب كقائد أعلى".


وترى أن "إرسال الأوامر المتضاربة للجنود في ساحة المعركة، كما يفعل ترامب وإدارته، لا يعرقل المعنويات ويحبط قوى الحلفاء مثل الأكراد السوريين فحسب، وإنما قد يخاطر بقتل الجنود الأمريكيين أو إصابتهم بسبب الأهداف التي تخلى عنها قادتهم بالفعل".


وتذكر الصحيفة أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفر أبلغ الناتو الاثنين الماضي بأن "الولايات المتحدة ستبقى في سوريا حتى هزيمة داعش وكبح النفوذ الإيراني، لكنه في يوم الأربعاء، قام ترامب بتجاهل مستشاريه والمصالح الأمريكية".

 

قلق في الكونغرس

 
وتورد الصحيفة في افتتاحيتها آراء لأعضاء في الكونغرس من مؤيدي ترامب، قالت إنهم "كانوا قلقين" من القرار، وكتب السيناتور الجمهوري ماركو روبيو على تويتر: "إنه خطأ فادح. إذا لم يتم عكس ذلك، فسوف يطارد هذا الإدارة وأمريكا لسنوات قادمة".


كما أن "السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، قال إنه وغيره من العاملين في مؤسسة الأمن القومي كانوا مصدومين من الإعلان، ودعا لعقد جلسات استماع للكونغرس بشأن القرار".


وتلفت الصحيفة إلى أن القرار الأمريكي "سيكون هدية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يعمل بجد من أجل استبدال النفوذ الأمريكي في المنطقة، وكذلك إيران التي وسعت نطاقها الإقليمي أيضا".


وتشير إلى أن من بين أكبر الخاسرين "القوات الكردية التي قامت الولايات المتحدة بتجهيزها والاعتماد عليها لمحاربة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا".


وتلفت إلى أنه "من المرجح أن يتسبب الانسحاب الأمريكي أيضاً بالقلق لإسرائيل التي تشعر بالقلق من الوجود العسكري الإيراني القوي في سوريا، وللأردن التي تتحمل عبئاً كبيراً من اللاجئين السوريين الذين فروا من القتال عبر الحدود".