سياسة عربية

مطالب بلجوء إنساني بعد هدم مئات المنازل بمدينة مغربية (شاهد)

ماتزال الأوضاع متشنجة ومرشحة للتصعيد، في ظل إصرار سكان الأحياء الصفيحية على عدم الاستجابة لطلبات الرحيل- يوتيوب

تعيش عمالة (محافظة) "عين السبع" بمدينة الدارالبيضاء (وسط) غليانا شديدا بعد إقدام السلطات المغربية على هدم قرابة 2000 منزل عشوائي في 5 أحياء صفيحية، ما دفع بسكان المنطقة إلى الاحتجاج وطلب اللجوء الإنساني نحو إسبانيا.

وشرعت السلطات المحلية، منذ الأسبوع الماضي، بهدم دور صفيحية بعمالة مقاطعات عين السبع – الحي المحمدي، كان في مقدمتها دوار "الواسطي"، وذلك في إطار برنامج إعادة سكان قاطني هذه الدور. 

 


رواية السلطة
وذكر بيان للعمالة، أنه تم التحضير لهذه العملية، التي تندرج في إطار برنامج محاربة دور الصفيح على صعيد ولاية الدار البيضاء، والهادف إلى القضاء على البؤر الصفيحية، من خلال سلسلة من اللقاءات والاجتماعات، انطلقت منذ بداية كانون الثاني/ يناير 2018، على صعيد اللجنة الإقليمية المكونة من السلطات المحلية، والمصالح الخارجية المعنية، والمنتخبين، وممثلي السكان، في إطار مقاربة قوامها الحوار البناء والإيجابي مع كل الأطراف المعنية.

وأشار البيان إلى أنه تم الاتفاق على الشروع في عملية الترحيل سكان الدور الصفيحية خلال صيف 2018 بعد نهاية الموسم الدراسي، إلا أنه نزولا عند طلبات الساكنة، تم تأجيل هذه العملية لمرتين، أفضت المشاورات بخصوصها فيما بعد، في إطار اللجنة الإقليمية المعنية، إلى تحديد أواخر شهر آب/ أغسطس 2018 كأجل أخير لمباشرة الترحيل، حيث تكلفت لجنة الحوار المكونة من ممثلي السكان بإبلاغ وإخبار باقي قاطني الدوار بما تم الاتفاق بشأنه.
 
وبناء على ذلك، يضيف البيان التوضحي، تم يوم 22 أيلول/ سبتمبر 2018 ترحيل قاطني دوار "الواسطي" وهدم كل البناءات العشوائية، مع تسجيل رفض 7 أسر الرحيل عن الدوار وتنصلهم من كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها وتعبيرهم عن مطالب بامتيازات إضافية دون غيرهم.

اللجوء الإنساني
وأمام هذا الوضع، قرر سكان الأحياء الصفيحية الخمسة طلب اللجوء الإنساني نحو مدينة سبتة المحتلة، وإسقاط الجنسية المغربية عنهم، احتجاجا على ما وصفوه بـ"الحكرة"، وتشريدهم من قبل السلطات المغربية.

وذكر بلاغ لسكان الأحياء الصفيحية، أنه "تفاديا لأي تصادم مع المخزن، وحفاظا على سلامة المواطنين والمواطنات، وكذلك حفاظا على الممتلكات العامة والخاصة، قرر سكان دواوير حسيبو والريكي والجديد الانسحاب الكلي من الدواوير والتنازل على البراريك (منازل صفيحية) وكذلك التنازل عما يقال عنها استفادة وهي في الحقيقة تهجير، والقيام بهجرة جماعية علانية نحو أوروبا بالتوجه مباشرة على الأقدام عبر الساحل إلى مدينة سبتة كلاجئين".

وأضاف البلاغ أن "اللجوء الإنساني هو حق من حقوق الإنسان تضمنه مواثيق دولية، وهو من حق أي إنسان أو مجموعة لم تعد آمنة على سلامتها وسلامة أبنائها داخل وطن الإقامة".

 


مناشدة الملك
عدد من قاطني هذه الأحياء، أكدوا في تصريحات صحفية متفرقة، أن السلطات المحلية لم تنذرهم مسبقا بهدم منازلهم، لافتين إلى أنهم أصبحوا يبيتون في العراء، وفي ظروف جد مزرية.

وطالبوا العاهل المغربي، الملك محمد السادس، بالتدخل العاجل لإنصافهم، وإعادة إدماجهم في نفس المكان، مشددين على رفضهم التوجه نحو جماعة "سيدي حجاج" التابعة لمحافظة مديونة نواحي العاصمة الاقتصادية، والتي اعتبروها منطقة قروية لا تتوفر على أبسط مقومات الحياة، فلا مدارس، ولا مستشفيات، ولا وسائل نقل، بالمنطقة، وفق تعبيرهم.

 

10 آلاف مواطن بدون سكن
الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان بمدينة الدارالبيضاء، عبرت، في بيان، عن قلقها و"امتعاضها" من مسلسل جرف قرابة 2000 "براكة" في 5 أحياء صفيحية تابعين لنفوذ عمالة عين السبع بالحي المحمدي (الواسطي، حسيبو، ريكي، جديد، حي عادل) من قبل السلطات المحلية، دون مراعاة الظروف الإنسانية المأساوية لساكنتها، ودون إعادة إسكانهم في مكان تتوفر فيه شروط الحياة، كما هو منصوص عليه في الدستور المغربي ناهيك عن مخالفته لمقتضيات المادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأوضح البيان أن "أكثر من 10 آلاف مواطن الآن بدون سكن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أطفالهم لا يتابعون دراستهم، ومرضاهم مشردون في الأزقة، ونساؤهم انتهكت حرماتهم… لم تحن قلوبهم، لا بالتي وضعت مولودها قبل أربعة أيام، ولا بالمقعدة العاجزة عن الحركة، ولا بالشيخ الذي لا يتنفس إلا اصطناعيا".

وعبّرت الهيئة الحقوقية للجماعة عن تضامنها مع "ضحايا ساكنة البيضاء المفرغين قسرا من مساكنهم"، مستنكرة "سياسة إضعاف الفقير والانتصار للوبيات العقار التي تنتهجها السلطات المغربية"، ودعت "كل أحرار الوطن ومكونات الأسرة الحقوقية إلى تكثيف الجهود لكشف مظلومية المظلومين والعمل على إنصافهم"، وفي قولها.

وماتزال الأوضاع متشنجة ومرشحة للتصعيد، في ظل إصرار سكان الأحياء الصفيحية على عدم الاستجابة لطلبات الرحيل من المنطقة.