سياسة عربية

تقارب السُنة والأكراد بالعراق.. هل يغير الخارطة السياسية؟

السنة والأكراد أعلنوا أمس السبت التوصل إلى تفاهمات تمهد لتوقيع وثيقة مبادئ- أرشيفية

أثار التقارب السياسي بين القوى السنية والكردية في العراق، تساؤلات عدة حول طبيعته وما يشكله من أهمية في الخارطة السياسية للبلاد، في ظل حراك متصاعد لتشكيل الكتلة الأكبر بالبرلمان العراقي.


وأعلن تحالف "المحور" الوطني (السنة)، السبت، التوصل مع القوى الكردية إلى مراحل متقدمة من المفاوضات تمهد للتوقيع على وثيقة "مبادئ" لإعادة بناء الدولة العراقية، بحسب بيان وصل "عربي21" نسخة منه.


وبخصوص تفاصيل التقارب بين الجانبين، قال القيادي في تحالف " المحور" أثيل النجيفي إن "التقارب بين الأكراد والسنة هو لبناء الدولة، حيث أثبتت التجارب السابقة عدم التزام الأطراف بالدستور والانقلاب عليه وعلى ما وعدت به".


وأضاف النجيفي في حديث لـ"عربي21" أن "التقارب الجديد يسعى لاعتماد الدستور ودفع الأطراف جميعا للالتزام بهه، لأن الانقلاب على الدستور سبب لنا جميع المشاكل منذ عام 2003 وحتى الآن".

 

اقرأ أيضا: سُنة العراق والأكراد يتفقون على توقيع "وثيقة مبادئ"

وحول ما إذا كان التقارب يصل إلى التحالف بين الجانبين، قال إنه "لم يصل التقارب بين الأكراد والسنة إلى مرحلة التحالف، وإنما سيكون تنسيقا في المواقف واتخاذ موقف موحد ومشترك في حال نقض الطرف الذي سيشكل الحكومة أي اتفاق".


وحول رد فعل القوى الشيعية على التقارب، أوضح النجيفي أن "العقلاء في القوى الشيعية يتقبلون ويتفهمون مثل هذا التقارب، لأنهم أيضا تضرروا من طريقة إدارة الحكم، ونحن في القوى السنية والكردية لا نسعى لمنافسة الشيعة على رئاسة الوزراء".


ولفت إلى أن "ما أعلن يوم أمس كان خطوة أولى لتفاهمات على مستوى القيادات العليا للأكراد والسنة، وقد يلحقها فيما بعد وضع نقاط وبنود يلتزم بها الطرفان في المرحلة المقبلة".


من جهته، قال كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، إن "تحالف المحور عقد اجتماعا مع الحزبين الكرديين، واتفق الجانبان على جملة من الأمور في مقدمتها الشراكة الحقيقية بين المكونان الأساسيان السنة والأكراد".


وأضاف لـ"عربي21" أن الجانبين اتفقا على "التوافق في البرلمان والتوازن في مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والسياسية، وهذه المبادئ الأساسية كان فيها تطابق بين المحور الوطني والتحالف الكردستاني".


وأشار محمود إلى "وجود رؤى مشتركة ما بين الاثنين"، مشددا على أنه "ليس تفاهما أو تحالفا ضد أحد، بقدر ما هو تفاهم مشترك بين الطرفين لإنهاء حالة التهميش والإقصاء التي عانى منها المكونان  السني والكردي وتسبب بإشكاليات ذهب ضحيتها الكثير".


وحول تفاهم الطرفين مع القوى الشيعية، قال كفاح محمود: "بالتأكيد أنه ستكون هناك رؤى مشتركة بين الاثنين خلال التفاوضات مع الكتل الشيعية الفائزة لتشكيل الحكومة المقبلة".


وأكد مستشار البارزاني على ضرورة أن يتطلع التحالف الكردستاني إلى تحالفات وطنية تخدم مواطني الإقليم والعراق عموما، وكثيرا من المشتركات مع المكون السني. وعلى سبيل المثال فإن المناطق المتنازع عليها هي غالبيتها مع مناطق السنة، إضافة إلى التقارب المجتمعي بين مناطق السنة والإقليم، وكذلك يهم إقليم كردستان أن تكون مناطق السنة عامرة".


وبخصوص مستقبل التقارب الكردي السني، قال كفاح محمود "أعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد خارطة سياسية جديدة في البلاد"، لافتا إلى أن "القوى الشيعية تحتاج إلى بيضة القبان، والأكراد بدعم من المكون السني سيكونون أقوى بكثير مما سبق".