سياسة عربية

تحذيرات من شرعنة اقتحام الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط فيه

الاحتلال يسعى إلى تشريع اقتحام المستوطنين للأقصى- جيتي

حذرت شخصيات مقدسية؛ رسمية وشعبية، من خطورة الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، والتي تزيد من التوتر داخل مدينة القدس المحتلة، داعين إلى تكثيف الرباط فيه والدفاع عنه.


وأكد مدير شؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أمس، بـ"السماح" لأعضاء الكنيست باقتحام الأقصى مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، هو قرار "ليس بالغريب على حكومة الاحتلال، التي تسعى لشرعنة هذه الاقتحامات".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه "لا فرق بين اقتحام نائب أو مستوطن إسرائيلي، للمسجد الأقصى المبارك، فهو اقتحام يتم بقوة الاحتلال والسلاح وتحت حماية القوات الإسرائيلية الخاصة، ويستفز مشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة".

ونوه إلى أن "حكومة الاحتلال، تريد تشريع هذه الاقتحامات"، مشددا على أنه "لا أحقية لنتنياهو ولا لحكومته ولا للاحتلال ولا لغيره، في السماح أو عدم السماح باقتحام الأقصى، فهو لا شأن له به".

 

اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية: تركيا تعزز نفوذها بالقدس.. كيف سنوقفها؟

وحذر الكسواني الذي يتبع دائرة الأوقاف الأردنية، أن قرارات حكومة الاحتلال، واستمرار اقتحام المتطرفين للأقصى، "يؤجج الوضع في داخل الأقصى ومدينة القدس المحتلة"، مستهجنا "عدم مبالاة العالم تجاه اقتحامات الاحتلال للمسجد الأقصى، والذي يريد أن يمررها بشكل يومي وطبيعي".

وأضاف: "نحن ننظر لقرارات وتشريعات الاحتلال بشأن الأقصى، بعين الخطورة"، مؤكدا أن سلوك نتنياهو وحكومته "يزيد من حالة التوتر، ويزيد أيضا من تطرف المتطرفين اليهود الذين يسعون لصبغ تلك الاقتحامات بصبغة قانونية إسرائيلية".

ودعا مدير شؤون المسجد الأقصى، "كل من يستطيع شد الرحال إلى المسجد الأقصى، بالتواجد في باحاته"، مؤكدا أن "التواجد الكبير في الأقصى وخاصة في الفترة الصباحية، هو الذي يبدد مخططات الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى".

وأشار إلى وجود حملة تحريض ودعوات من قبل المتطرفين اليهود، على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، لاقتحام الأقصى، لافتا أن "الحكومة الإسرائيلية ترعى هذه التحريضات وتنفذها على أرض الواقع، حيث تنشر كميات كبيرة من القوات الخاصة وتبعد حراس الأقصى وتمنعهم من مرافقة هؤلاء المتطرفين".

وكشف الكسواني، أن "المقتحمين للأقصى من المتطرفين، يقومون بأداء صلوات تلمودية واستفزازات مختلفة، من أجل فرض أمر واقع على الأقصى، وهو ما يتطلب شد الرحال إلى الأقصى"، محملا "حكومة الاحتلال التي تستفز مشاعر المسلمين، كل ردود الفعل على هذه الانتهاكات سواء كانت من أعضاء كنيست أو مجموعات المتطرفين التي تحرض على الأقصى باستمرار".

ونوه أن اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى اليوم، بدأ الساعة السابعة والنصف صباحا، ويستمر في الفترة الصباحية حتى الساعة الحادية عشر قبل الظهر، موضحا أن عدد المقتحمين بلغ اليوم في الفترة الصباحية، 70 متطرفا، اقتحموا الأقصى على شكل 6 مجموعات، وقاموا بأداء صلوات تلمودية.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تكشف عن سعي إماراتي سعودي لفتح مقر بالقدس

وذكر أن المقتحمين للأقصى من المتطرفين اليهود، يقومون بتوثيق اقتحاماتهم وصلواتهم التلمودية بداخلة، ومن ثم ينشرونها على مواقع التواص الاجتماعي، ليظهروا أن هناك واقعا يفرضونه داخل المسجد الأقصى.

من جانبه، أوضح المحامي المختص في شؤون مدينة القدس والمسجد الأقصى، خالد زبارقة، أن "قرار نتنياهو، هو أحد مؤشرات على الخطر الكبير الذي يتعرض له المسجد الأقصى، وهو اعتداء إسرائيلي آخر على أولى القبلتين"، مضيفا: "هذا يتطلب عملا سريعا لحماية الأقصى من المخططات الإسرائيلية".

وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "وجود الاحتلال باطل، وكل ما يصدر عنه من قرارات وتشريعات وقوانين باطل"، لافتا أن "سبب التوتر في القدس والمنطقة، يرجع لما يقوم به الاحتلال من إجراءات تهويدية تسعى لتغيير هوية المسجد الأقصى".

ونوه زبارقة، أن "من يتحمل نتيجة هذا القرار الغبي، هو نتنياهو وحكومته العنصرية"، مؤكدا أن "قرارات الاحتلال على المستوى القانوني باطلة، لأن الاحتلال لا يملك أي شريعة".