مقابلات

مفكر مغربي: العلاقة بين ترامب والخليج عقد "حماية" (حوار)

أوريد: إما أن تتطور هذه المجموعة كمنطقة أو كبلد، أو يعصف بها التاريخ ـ عربي21

حذر المفكر المغربي، والناطق السابق باسم القصر الملكي، حسن أوريد، من مصير مجهول يواجه العالم العربي، مشددا على أن العلاقة بين ترامب ودول الخليج هي "عقد حماية"، مسجلا أن إضراب الأردن يطالب بالتوزيع العادل للثروة، ويرفض اقتصادات الريع.


وتحدث حسن أوريد في حوار مع "عربي21"، عن فلسطين التي اعتبرها قضية إنسانية تسائل الضمير العالمي، وأن العالم تخلى عن واجبه في الوفاء بحماية الاتفاقيات بين السلطة الفلسطينية وبين "إسرائيل".


ووصف في ذات الحوار العلاقة بين ترامب ودول الخليج العربي بـ"عقد الحماية" الجديد، واعتبر أن نقل السفارة الأمريكية من القدس عامل يساعد على هدم استقرار المنطقة. 

 

والحماية اتفاقيات عقدتها فرنسا مع البلاد العربية تمهيدا لاحتلاله، وقد عرف المغرب تطبيقا في 1912،  حيث تضمنت تأسيس نظام جديد بالمغرب يشمل الإصلاحات الإدارية والعدلية والتعليمية والاقتصادية والمالية والعسكرية.


وقال إن إضراب الأردن يطالب بالعدالة الاجتماعية، ويرفض اقتصاد الريع، مسجلا غياب العدالة الاجتماعية ينذر بانفجار الأوضاع في المستقبل، معتبرا أن العدالة الاجتماعية لا تعني الإحسان والريع.


واعتبر أن المنطقة العربية بين خيارين إما أن "تتطور هذه المجموعة كمنطقة أو كبلد، أو يعصف بها التاريخ. وأن نضع في أذهاننا أن كل شيء ممكن. وأن الأخطار التي لا تخطر على البال ممكنة، كالتقسيم، والحروب الأهلية، والميلشيات، وضعف بنيات الدولة، والتوتر بين الدول".


وشدد "فإما إرادة حقيقية من لدن كل القوى السياسية، ورجال الاقتصاد، والمثقفون والمفكرون، وفعاليات المجتمع المدني، وإلا فإن الأسوأ يمكن أن يقع".


وقال إن "الاعتبار الأساسي عند ترامب في نظرته للعام العربي هو الجانب الأمني، وعلاقات متميزة مع دول الخليج، مبنية على مقاربة جديدة يمكن أن تسمى (عقد حماية)".


وأفاد أن "من المؤكد أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يؤشر إلى مرحلة في العلاقات الدولية، إلى أسلوب جديد للإدارة الأمريكية، إلى تغيير سلم الأولويات لترامب مقاربة جديدة فيما يخص التعامل مع العالم العربي".

 

      


وزاد "بتعبير آخر هناك تحيين لما يسمى بحلف "كينسي"، (السفينة التي أقلت الرئيس الأمريكي روزفلت حينما زار جدة والتقى بالأمير سعود، ومن هناك انبنت علاقات استراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية".


ومضى يقول "لا أستطيع أن أقول أكثر مما قاله ترامب، (بعض الأنظمة لم تكن لتصمد لولا المظلة الأمريكية)".


وأوضح أن "الزمن التاريخي ليس هو الزمن السياسي. لا نملك مسافة زمنية، لكن لا يبدو أن هذه المقاربة قد لا تسعف في استقرار المنطقة، نقل السفارة إلى القدس لا يسهم في نهاية المطاف في حل المشكل القائم".


وأضاف "أمريكا تخلت عن دورها كوسيط نزيه. عقب سقوط جدار برلين انبرت الولايات المتحدة لحل المشكلة وإنهائها".


استطرد "فلسطين قضية إنسانية، شعب قبل بالتسوية بناء على الشرعية الدولية والضمير الكوني".


وعند حديثه عن كتاب "الثورة الثقافية في المغرب"، قال: "لن يكون هناك عبور دون، أولا: ترسيخ بناء الدولة، وثانيا: إرساء ميكانزمات العدالة الاجتماعية بالابتعاد عن الريع، وثالثا ثورة ثقافية تعنى بالتربية".

 

هذا، ويعد حسن أوريد من المثقفين المميزين في المغرب. زاد من مكانته قربه في لحظات تاريخية من مربع صنع القرار، حيث انتقل من السفارة المغربية بواشنطن إلى أن أصبح ناطقا باسم القصر الملكي، وبعده مؤرخا للمملكة، ثم واليا (محافظ) قبل أن يستقيل أو تتم إقالته ويتفرغ للكتابة والتدريس حيث يدرس مادة التاريخ.