مقابلات

الشيخ كمال الخطيب يتحدث لـ"عربي21" عن تداعيات نقل السفارة

أوضح الخطيب أن نقل السفارة، "يمثل شيئا كبيرا، لكنه في النهاية سيقود شعبنا إلى البحث عن خيارات لعلها إلى الآن لم يتم التعامل معها- عربي21

حذر قيادي فلسطيني بارز، من خطورة الهجمة الأمريكية الإسرائيلية المتصاعدة بحق مدينة القدس المحتلة، والتي توجت الاثنين الماضي بنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة.

وأكد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، الشيخ كمال الخطيب، أن "نقل السفارة؛ هو أولا صفعة لمهندس أوسلو أبي مازن (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس)، وقد قيل يوما إن القدس ستكون على طاولة المفاوضات بعد خمس سنوات من بداية اتفاقية أوسلو"، والتي أبرمت بتاريخ 13 أيلول/ سبتمبر 1993.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21": "لقد ضيع أبو مازن ربع قرن من عمر الشعب الفلسطيني، وها هي اتفاقية أوسلو بعد مرور 25 عاما، لم يتحقق منها إلا السراب"، متسائلا: "هل يدرك أبو مازن حاجته إلى أن يعتذر إلى الشعب الفلسطيني والتصالح معه وأن يسعى لتدارك ما فات؟".

وأوضح الخطيب أن نقل السفارة، "يمثل شيئا كبيرا، لكنه في النهاية سيقود شعبنا إلى البحث عن خيارات لعلها إلى الآن لم يتم التعامل معها".

ولفت إلى أن "ما يجري من مسيرات العودة في غزة، لعله واحد على ما يبدو من سهام كثيرة لا تزال في جعبة الشعب الفلسطيني، عقب فشل كل محاولات نيل الحقوق الفلسطينية؛ عبر أوسلو وأخواتها؛ في السر أو العلن".

ونبه نائب رئيس الحركة الإسلامية، إلى أن ما تمر به الأمة في هذه المرحلة "هو جد خطير، وذلك لأنها لا تتعرض لحالة احتلال إسرائيلي بغيض فقط، ولكنها تتعرض لحالة تزلف دولي غير مسبوقة، تتمثل في قرار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) ليس فقط بنقل سفارته إلى القدس، وإنما بالإعلان عن القدس عاصمة إسرائيل الأبدية والموحدة".

حالة هرولة وانبطاح

ورأى أن "هذا الموقف الأمريكي؛ هو غاية في الاستهتار وعدم الاعتراف بمشاعر أصحاب الحق، الذين يصل عددهم إلى 14 مليون فلسطيني، و400 مليون عربي، إضافة إلى 1700 مليون مسلم".

 

ومما "يزيد الحال صعوبة؛ حالة الانزلاق والهرولة والانبطاح التي تمارسها أنظمة وحكومات عربية؛ سرا وعلنا، فمرة من خلال تطبيع رياضي وأخرى بتطبيع ثقافي أو سياسي"، وفق الشيخ الخطيب.

وأشار إلى ما اعترف به صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، الذي شارك في احتفال نقل السفارة الاثنين ، أن "ترامب عرض صفقة القرن -وبالطبع جزء منها يتعلق بموضوع نقل السفارة وإعلان القدس عاصمة إسرائيل الأبدية- على محمد بن سلمان (ولي العهد السعودي) ومحمد بن زايد (ولي عهد أبو ظبي)، وعبد الفتاح السيسي (زعيم الانقلاب المصري)".


اقرا أيضا :  الإسرائيليون يعترفون: الفلسطينيون نجحوا وهزمونا إعلاميا


ومضي الشيخ الخطيب بقوله: "وهؤلاء إن تظاهروا بامتعاض معين، فهذا يكذبه اعتراف كوشنر ولقاءاتهم مع بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال) في أمريكا"، حيث كشفت وكالة "أسوشييتد برس"، أن سفيري الإمارات يوسف العتيبة، والبحرين عبد الله بن راشد آل خليفة لدى واشنطن، التقيا بنتنياهو  في آذار/ مارس الماضي، بمطعم في واشنطن.

وقال: "كأن هذه الأنظمة العربية، تظن أن هذا الزمن هو الزمن الإسرائيلي، وهو الزمن الذي لا يدخل فيه إلى البيت الأمريكي إلا عبر البوابة الإسرائيلية، في حين ينسى هؤلاء أن هذا الزمن لعله يكون زمن العلو الكبير الذي لن يكون بعده إلا السقوط المدوي للمشروع الصهيوني".

بين بلفور وترامب

وشدد القيادي الفلسطيني المقيم في فلسطين المحتلة عام 1948، على أنه "لا وعد بلفور ولا وعد ترامب، يمكن أن يغير من قناعة شعبنا؛ بأن هذه الأرض أرضه"، مؤكدا أن "شرعية مزعومة عمرها 70 عاما من احتلال فلسطين (إسرائيل)، لا يمكن أن تصمد أمام شرعية تاريخية عربية إسلامية وفلسطينية دائمة ومستمرة، عمرها 4500 عام".

وتابع: "وهنا أذكر من نسي، أن فلسطين والقدس تعرضتا إلى 17 احتلالا في تاريخهما، والاحتلال الإسرائيلي هو الثامن عشر؛ وهو لن يكون طرازا فريدا أو نمطا مختلفا عن الاحتلالات التي أصبح التاريخ يتحدث عنها بخبر كان، ويوما ما سيتحدث عن هذا الاحتلال بخبر كان".

وفي رسالته "للمتطبعين" نحو الاحتلال، قال: "عليهم أن يدركوا أن التاريخ سيسجل مواقفهم؛ إما بأحرف من فخار أو بأحرف من عار، لكن على ما يبدو أن البعض حجز له موقعا في خانة وقائمة العار".


اقرا أيضا :  دول اتخذت إجراءات رفضا لمجزرة غزة.. ليس بينها بلدان عربية


وأبرق نائب رئيس الحركة الإسلامية عبر "عربي21"، برسالة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، وذكر أن "هذه المرحلة؛ رغم قتامتها فإننا على ثقة ويقين من أنها مرحلة المخاض التي تسبق الميلاد، والعتمة التي تسبق الفجر، والألم الذي يسبق تحقق الأمل، فإيانا واليأس والإحباط والجزع".

وأضاف: "لقد مرت أمثلة كثيرة في التاريخ لمثل هذه الحالة وتجاوزنا ذلك، وسنتجاوز - بإذن الله – هذا الحال، وما علينا إلا أن نعيد توجيه بوصلتنا؛ واثقين بالله أولا، قارئين للتاريخ جيدا، مدركين أن حقنا في فلسطين شرعته لنا قوانين السماء والأرض، وحق كهذا لن يضيع ووراءه مطالب"، وفق تأكيده.