سياسة عربية

هذه حقيقة ما يجري في إريتريا بحق السياسيين والعلماء (شاهد)

المنظمة قالت إن المعتقلين السياسيين في إريتريا بلغوا 20 ألفا- منظمة الأمة

كشفت منظمة الأمة للتعاون العربي التركي عن حجم الملاحقة وعمليات الاعتقال التي يمارسها النظام الإريتري بحق النشطاء السياسيين وعلماء المسلمن في البلاد.

 

وقالت المنظمة إن الآلاف من المعتقلين السياسيين الإريتريين مختفون قسريا في سجون النظام، من بينهم عسكريون وعلماء و رجال دين وسياسيون وأعضاء سابقون بالحكومة.

 

وأضافت المنظمة خلال ندوة سياسية في إسطنبول السبت، حول مستقبل دولة إريتريا في ظل الأزمة السياسية والإنسانية في البلاد، إنه جرى إطلاق حملة "يوم المعتقل الإريتري" والتي وثقت أعداد المعتقلين والانتهاكات القانونية الصارخة بحقهم.

 

وعرض السياسي الإريتري حسن سلمان في مشاركة له خلال الندوة شرحا لمشكلة المعتقلين السياسيين في إريتريا مؤكدا أنها "ليست قاصرة على مجرد حالات اعتقال غير قانونية، بل إنها تعكس حالة الاستبداد السياسي والدكتاتورية التي تعانيها البلاد ".

وأشار سلمان إلى "عملية الربط الفيدرالي الظالمة التي قامت بها أمريكا والدول الغربية لربط البلاد مع إثيوبيا كجزء منها واعتبارها مسيحية؛ أسست لانطلاق الثورة الإريترية وأعقبتها الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد اليوم".

ورأى سلمان أن الأزمة السياسية في إريتريا تعتمد على مجموعة عوامل منها حالة الطائفية التي دعمتها قوى استعمارية خارجية لتتفوق بعض التيارات والطوائف على غيرها، ودفعت إلى أن يستحوذ المسيحيون على السلطة، ويزج بقيادة المجتمع الإسلامي في السجون .

وأضاف أن "العامل الثاني يتمثل في عدم وجود دستور ينظم الحكم في البلاد، ما فتح الأبواب واسعة أمام سلطات استبدادية، وخلق أزمات على كافة مستويات الحكم، وسط انعدام للقانون والمرجعية لشكل الدولة الحديث ".

وعن الجانب الاقتصادي يوضح سلمان أن السلطة في إريتريا تعتمد وفق رؤيتها منظومة اشتراكية في الاقتصاد وتتحكم الدولة في كل كبيرة وصغيرة في الاقتصاد، وهو ما سبب حالة انهيار اقتصادي كبير وأدى إلى زيادة حجم البطالة والفقر والمرض وتفاقم ظاهر الهجرة الخارجية من الشباب نحو أوروبا وغيرها وخاصة إلى إسرائيل.

وقدم سلمان خارطة طريق سياسية لخروج البلاد من أزمتها الحالية تضمنت عدة إجراءات كان أبرزها ضرورة "إزالة وإسقاط نظام الحكم الفاسد بكل الوسائل، وحشد كل الطاقات الشعبية لتنفيذ ذلك".

وفي رد على سؤال لـ"عربي21" عن العناصر الخارجية المؤثرة في المشهد الإريتري قال سلمان إن "دولة الإمارات العربية حاضرة بقوة في إريتريا من خلال تأجير ميناء عصب شمال غرب مضيق باب المندب واتخاذه قاعدة عسكرية، تقيم فيها سجونا سرية تستخدمها في احتجاز معتقلين يمنيين وقاعدة انطلاق لعملياتها في اليمن.. إلى جانب التواجد الإسرائيلي القديم منذ التحرير عام 1991".

من جهته قال القيادي بالحزب الإسلامي الإريتري "العدالة والتنمية " محمد صالح إن "سبب انخفاض التواجد العسكري الغربي في إريتريا بالمقارنة مع جارتها الجنوبية جيبوتي يرجع لأمرين أولهما عدم استقرار الوضع السياسي، و حالة التجاذب بين إريتريا وإثيوبيا والحرب المتجددة بين الجانبين".

وأضاف صالح في حديثه لـ"عربي21" أن "القوى الغربية تهدف من خلال خفض وجودها العسكري والاقتصادي في إريتريا إلى إضعاف البلاد بالمقارنة مع محيطها الإقليمي لأغراض خاصة بالقوى الاستعمارية".

يذكر أن عدد المعتقلين في إريتريا بلغ حسب أقرب التقديرات 20 ألف معتقل سياسي جلهم من سجناء الرأي والفكر حتى الآن.

وبلغ عدد المختفين قسريا منذ الحرب الإثيوبية الإريترية وفق منظمات حقوقية نحو 250 شخصا، معظمهم من كبار الدعاة والمعلمين المسلمين، لم يكشف عن مصيرهم حتى الآن.