سياسة عربية

لماذا يمنع على فصائل الغوطة الشرقية الخروج نحو الجنوب؟

مقاتل من المعارضة خلال عمليات الإجلاء من الغوطة الشرقية- جيتي
يثير خروج فصائل الغوطة تباعا نحو الشمال السوري جملة من التساؤلات حول الأسباب التي تمنع الفصائل من التوجه إلى الجنوب السوري الأقرب للغوطة جغرافيا، وعن الأطراف الذي تمنع ذلك، علما بأن الأنباء تشير إلى تفضيلها التوجه نحو الجنوب وخصوصا في حالة جيش الإسلام الذي لم تظهر نتيجة المفاوضات بشكل كامل بشأنه.

فيتو أمريكي

وفي قراءته لأسباب ذلك، أشار الإعلامي السوري حارث عبد الحق إلى حساسية الجبهة الجنوبية، قائلا: "هي الجبهة الأخطر في سوريا لذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية مبكرا بترويض الفصائل في هذه الجبهة لضمان أمن الكيان الصهيوني الذي كان مضمونا من نظام الأسد".

وأضاف لـ"عربي21": "دخول أي فصيل جديد من الفصائل التي تم تهجيرها من الغوطة أو من غيرها، قد يحتاج جهدا ووقتا من قبل الأمريكان ووكلائهم في المنطقة، وهم بغنى عن أي خطر قد يعكر صفو الجبهة الجنوبية و إن كان احتمال الخطر ضعيفا جدا".

ومثل عبد الحق، يرى الكاتب والباحث خليل المقداد، أن هناك اعتراضا أمريكيا على توجه فصائل الغوطة نحو الجنوب.

وفي حديثه لـ"عربي21" عزا المقداد الفيتو الأمريكي هذا إلى خشية واشنطن من انخراط الفصائل في قتال النظام مجددا، بينما تسعى الإدارة الأمريكية إلى جعل الجنوب الحدودي منطقة آمنة ومستقرة.

روسيا

وعلى النقيض من الرأيين السابقين، أكد الباحث في السياسات الدولية هشام منوّر، أن اتفاقات خروج الفصائل وآخرها فصائل الغوطة، هي اتفاقات برعاية روسية، وبمفاوضات مباشرة معها.

ورأى في حديثه لـ"عربي21" أن روسيا هي من تحرض على تجميع فصائل المعارضة في الشمال السوري لضمان عدم وجودها بالقرب من العاصمة السورية.

وعن الغاية الروسية من وراء ذلك، رأى منوّر أن روسيا تسعى إلى تخفيف التبعات العسكرية في حال قررت والنظام شن حملة عسكرية على الجنوب السوري، ما بعد تحقيق الحسم في الغوطة الشرقية.

وأضاف أنه "بالتالي فإن وصول فصائل الغوطة إلى درعا والجنوب سيصعب من حسم المعركة على النظام وروسيا".

توافق دولي

من جانبه، قال المحلل العسكري اللواء المتقاعد، الدكتور فايز الدويري: إن هناك شبه توافق من الأطراف الفاعلة في سوريا على تجميع الفصائل السورية في منطقة واحدة، كي يتم التعامل معها مستقبلا، عبر إجراءات محددة ومعينة.

وأضاف لـ"عربي21"، أن هذا المخطط بدأ منذ المحطة الأولى للتهجير في سوريا، من القصير في حمص إلى مدينة حمص القديمة إلى داريا والتل وصولا إلى الغوطة الشرقية حاليا.

وعند سؤاله عن عدم السماح لفصائل الغوطة بالتوجه نحو درعا، قال الدويري: "في حال تحول الجنوب السوري لساحة تصعيد فمن الطبيعي أن يقاتل جيش الإسلام هناك، علما بأنه ليس من مصلحة الأطراف زيادة إشعال المنطقة".

ولذلك، وبحسب الدويري، فإن الولايات المتحدة صاحبة النفوذ في الجنوب لا ترحب بالفصائل، وروسيا لا تسمح لهم أيضا، منهيا بقوله "هناك تآمرا دوليا على المعارضة السورية".