سياسة دولية

نزيف غوطة دمشق يتواصل ومجلس الأمن يجتمع لبحث التهدئة

قصف النظام السوري على الغوطة أودى بحياة أكثر من 300 مدني بينهم أطفال خلال أيام- جيتي

قالت مصادر طيبة وإنسانية إن نحو 13 مدنيا سوريا قتلوا الخميس بينهم أربعة أطفال، فيما أصيب 120 آخرون بجروح، جراء عشرات القذائف الصاروخية التي أطلقتها قوات النظام السوري على بلدة دوما، في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.

 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن "راجمات الصواريخ لا تتوقف، إذ استهدفت مدينة دوما بـ200 قذيفة صاروخية أرض أرض قصيرة المدى صباحا كما استهدفت القذائف والصواريخ مدنا وبلدات أخرى بينها سقبا وجسرين وعربين".


كما نقلت الوكالة الفرنسية عن مراسلها قوله إن سيارات "الإسعاف تجد صعوبة في التحرك تحت وابل القصف، وأَصيب عناصر من الهلال الأحمر بحروق بعدما تعرض مكان كانوا يسعفون فيه الضحايا للقصف".


وصعدت قوات النظام منذ الأحد قصفها الجوي والمدفعي والصاروخي على الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة، ما أسفر بحسب حصيلة للمرصد عن مقتل أكثر من 320 مدنياً بينهم 76 طفلاً وإصابة أكثر من 1650 آخرين بجروح.

 

مجلس الأمن مجددا

 

إلى ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا إنه يأمل أن "يوافق مجلس الأمن الدولي على قرار لإنهاء القتال في الغوطة الشرقية بدمشق"، لكنه أوضح أن "الأمر ليس سهلا".


وفي تصريحات للصحفيين لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف الخميس قال دي ميستورا:"آمل أن يحدث. لكنه أمر صعب. لكن آمل أن يحدث. هو أمر ملح للغاية".


وفي حال التوصل لاتفاق قال المسؤول الأممي: "حينها سنعمل على حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن لأنه لا يوجد بديل سوى وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية".

 

يأتي ذلك، فيما قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن مجلس الأمن سيصوت الخميس على مشروع قرار يطالب بوقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين.


وأفادت البعثة السويدية في الأمم المتحدة بأن ستوكهولم والكويت اللتين أعدتا مشروع القرار طالبتا بأن يتم التصويت "بأسرع ما يمكن"، مضيفة أنه سيجرى الخميس على الأرجح.


ويدعو مشروع القرار إلى وقف لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ بعد 72 ساعة على إقراره على أن يتم تسليم المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين بعدها بـ48 ساعة، وتحديدا في الغوطة الشرقية لدمشق.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: ما الذي يجعل الغوطة الشرقية سربرنيتشا سوريا؟

ويطالب النص برفع الحصار عن مناطق الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك بدمشق وبلدتي كفريا والفوعا بريف إدلب، ويأمر جميع الأطراف بـ"التوقف عن حرمان المدنيين من السكان من الأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة".


وفيما لا يعرف ما إذا كانت روسيا ستلجأ إلى استخدام حق النقض لاعتراض مشروع القرار، اقترح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا الأربعاء عقد الجلسة المذكورة.

وقال نيبيزيا في إفادته خلال جلسة لمجلس الأمن: "سمعنا وشهدنا اليوم (خلال الجلسة) أشياء كثيرة عن الغوطة وما يجري فيها.. لقد أعربت الدول الأعضاء وأيضا الأمين العام عن القلق لما يجري هناك.. دعوني اقترح عليكم عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن غدا لمناقشة الموقف هناك".

 

اقرأ أيضا: الصليب الأحمر يطالب بدخول الغوطة ودعوات لهدنة عاجلة


ومساء الأربعاء أيضا، أعلن الجيش الروسي "انهيار مفاوضات لحل الأزمة في الغوطة الشرقية بريف دمشق"، قائلا إن "المسلحين هناك تجاهلوا الدعوات لوقف المقاومة وإلقاء السلاح".


وقال ما يعرف بـ"المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا"، الذي يديره الجيش الروسي في بيان له إن "المحادثات مع المسلحين الرامية لإنهاء العنف في المنطقة قد انهارت"، متهما من سماهم "المسلحين بمنع المدنيين من مغادرة منطقة الصراع".

 

موقف دولية 

 

وفي جديد المواقف الدولية، وصفت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس القصف على الغوطة الشرقية بـ"المجزرة الجارية في سوريا"، ودعت إلى وقفا.


وقالت ميركل في مجلس النواب الألماني "نرى حاليا الإحداث الرهيبة في سوريا، معركة النظام ضد سكانه، جرائم قتل اطفال وتدمير مستشفيات".


واضافت: "علينا أن نفعل كل شيء لوقف المجزرة .. يجب مواجهتها بلا واضحة"، داعية "حلفاء نظام الأسد وخصوصا إيران وروسيا إلى التحرك"، فيما قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال إنه سيجري محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في هذا الشأن.

 

من جهتها، طالبت السعودية قوات النظام السوري الخميس بـ"وقف العنف" في الغوطة الشرقية، معربة عن "القلق من أثر هذه الهجمات على المدنيين".


وقالت وزارة الخارجية السعودية في حسابها الرسمي على "تويتر" "قلقون من استمرار هجمات النظام السوري على الغوطة الشرقية، وأثر ذلك على المدنيين هناك".


ودعت الرياض قوات النظام الى السماح بادخال المساعدات الإنسانية والإغاثية الى الغوطة. كما طالبت دمشق بالأخذ "بشكل جاد بمسار الحل السياسي للأزمة".