سياسة دولية

خبير إسرائيلي بشؤون إيران: الفرحة بطهران سابقة لأوانها

راز تسمت: محاولة طهران طمس دورها في التصعيد لا يجب أن تفاجئنا- أرشيفية

توقف خبير إسرائيلي في الشؤون الإيرانية بمعهد الأمن القومي الإسرائيلي عند تداعيات إسقاط الطائرة الإسرائيلية من قبل دفاعات جوية سورية، وما سبقها من تسلل طائرة إيرانية "مسيّرة" إلى المجال الجوي الإسرائيلي.

ولفت "الدكتور راز تسمت" في تحليل نشره في صحيفة "إسرائيل اليوم" الانتباه إلى أنه "بعد وقت قصير من التصعيد في الشمال، سارعت إيران إلى نفي ادعاءات إسرائيل بشأن دورها في الأحداث".

وقال: "إن محاولة طهران طمس دورها في التصعيد لا يجب أن تفاجئنا. فتسلل الطائرة غير المأهولة الإيرانية إلى الأراضي الإسرائيلية يشكل مرحلة أخرى ضمن مساعي إيران لتثبيت نفوذها في سوريا، وتصميم الواقع الجديد في المنطقة في عصر ما بعد انهيار تنظيم الدولة الإسلامية".

وبرأي الخبير الإسرائيلي، فإن أهداف الجهود الإيرانية هي: "استقرار النظام السوري الذي يعد بقاؤه حيويا بالنسبة إليها بصفته حليفها الاستراتيجي المركزي في العالم العربي، وزيادة روافع الضغط على إسرائيل، ودحر الولايات المتحدة التي تعتبرها إيران تهديدا مركزيا لأمنها القومي، وتعميق نفوذها السياسي والاقتصادي والديني".

وأضاف أن إيران "في هذه المرحلة على الأقل، لا تريد مواجهة مباشرة مع إسرائيل. وهي تفضل الاستمرار في استراتيجية "السير على الحافة"، ومعظم أعمالها في سوريا تتم اليوم من خلال مبعوثين، وعلى رأسهم حزب الله، ومليشيات شيعية أجنبية".

وبحسب الخبير الإسرائيلي؛ "يأتي التصعيد في الشمال في الوقت الذي تقف فيه إيران أمام تحديات متزايدة في الساحة الشمالية. فالهجمات في سوريا والمنسوبة إلى إسرائيل تجسد قيود حرية العمل الإيرانية".

 

ويقول إن "تصريحات البنتاغون بالنسبة لنية الإدارة ترك قوة عسكرية أمريكية في سوريا تقلق طهران"، إلى جانب أن "استمرار جهود التسوية في سوريا يؤكد الخلافات بين إيران وروسيا بالنسبة لمزايا التسوية السياسية المستقبلية في سوريا".

 

وأضاف أن "العملية العسكرية التركية في شمال سوريا"، التي تجسد حسب الخبير الإسرائيلي نوايا تركيا للعب "دور مركزي في سوريا"، وفوق ذلك كله "تحفظ الرئيس الأسد على إقامة قواعد عسكرية إيرانية في بلاده"، الأمر الذي "يثير منذ الآن النقد في الصحف الإيرانية".

 

ولا ينسى الباحث الإشارة إلى "الجدال الداخلي الإيراني حول أهمية الاستثمارات الإيرانية الأجنبية في المنطقة، وعلامات الاستفهام حول مستقبل الاتفاق النووي"، وكلها "تزيد من انعدام اليقين الاقتصادي".

في ضوء هذه التحديات مجتمعة، يرى الخبير الإسرائيلي "في إطلاق الطائرة المسيّرة من قبل إيران محاولة أخرى من جهتها لوضع نفسها كلاعب مركزي مؤثر في تصميم الواقع الجديد في سوريا، لتحدي إسرائيل الساعية إلى صدّ نفوذها ولتغيير قواعد اللعب في هذه الساحة".

ويرى الباحث الإسرائيلي أن "من غير المتوقع أن تتوقف إيران عن جهودها لتثبيت نفوذها الذي يعتبر في نظرها حيويا لتحقيق مصالحها القومية الحيوية".

 

وينتهي إلى القول إنه "مع ذلك، فإن هتافات الفرح في طهران، وعرض إسقاط الطائرة كدليل على نجاح "جبهة المقاومة" في تغيير قواعد اللعب في سوريا، لا ينبغي أن تخفي التحديات التي تقف أمامها إيران في بداية الـ2018".