سياسة عربية

تقرير سري يحذر من عودة 900 جهادي مغربي إلى المملكة

قال وزير الداخلية المغربي، إن عدد المغاربة الذين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة وصل إلى 929 مغربيا- تويتر

كشف تقرير سري لوكالة الاستشارات الأمنية والاستخباراتية الأوروبية (AICS)، عن أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية تواجه تحديا كبيرا، يتمثل في تعقب أثر أكثر من 900 جهادي مغربي قد يعودون إلى المملكة من مختلف مناطق النزاع التي سافروا إليها في السنوات الماضية، خاصة سوريا والعراق، بعد سقوط تنظيم الدولة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على يد قوى التحالف الدولي بقيادة أمريكا.

وأوضحت صحيفة "أخبار اليوم" المغربية التي أوردت الخبر في عددها الصادر، الجمعة، أن الوكالة الأوروبية الرائدة في الاستخبارات الأمنية لفتت إلى أن المغرب يعرف تحديا آخر يتمثل في "مراقبة الحدود البرية الجنوبية الشاسعة للمملكة، في ظل تزايد خطر الجماعات الجهادي في منطقة الساحل، إلى جانب تجنب تسلل أشخاص مشتبه فيهم بين ا لمهاجرين إلى شمال المملكة، تحت ذريعة الرغبة في العبور إلى الفردوس الأوروبي".

وقالت الصحيفة إن التقرير كشف عن أن المغرب يعتبر واحدا من البلدان التي "خرج منها عدد مهم من المتطوعين لتعزيز صفوف الجماعات الإرهابية في سوريا"، مبرزا أن "عددهم يقارب 1800 جهادي"، لكن الخطر، وفق التقرير، يكمن في كون "أكثر من النصف (900 مغربي) يمكن أن يشرعوا في العودة، وهذا ينطوي على مشكلة أمنية خطيرة".

وأضاف التقرير أن حركة "شام الإسلام" في سوريا كانت تتكون بشكل كبير من المغاربة، الذين يديرون مركزا للتدريب في اللاذقية، في المقابل، كان وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، أوضح، قبل أيام، أن عدد المغاربة الذين يقاتلون في صفوف الجماعات الجهادية في مناطق النزاع بلغ 1699 مغربيا، من بينهم 225 معتقلا سابقا.

 

اقرأ أيضا: المغرب يوقف عناصر من تنظيم الدولة بتهمة التخطيط لهجمات

وأضاف وزير الداخلية أن عدد المغاربة الذين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة وصل إلى 929 مغربيا، غير أن 596 مغربيا لقوا حتفهم في مختلف مناطق النزاع، في المقابل عاد 213 منهم للمملكة، ومن بين مجموع الجهاديين المغاربة هناك 293 امرأة و391 طفلا.

وعلى صعيد متصل، أوضح تقرير الوكالة الاستخباراتية الأوروبية، أن النموذج الديني الذي يعتمده المغرب والمقاربة الأمنية جنبا المملكة اعتداءات أو أعمالا إرهابية، مثل تلك التي شهدتها بعض الدول الأفريقية والأوروبية. لكن رغم ذلك، ترى الوكالة الاستخباراتية الخاصة، أن المخاطر لازالت قائمة في المغرب، نظرا لما سمته "إمكانية النفاذ من الحدود، خاصة الجنوبية"، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية سبق واعتقلت أشخاصا دخلوا إلى المملكة عبر الحدود.

وحذرت، أيضا، من إمكانية استغلال بعض الأشخاص الخطرين الهجرة السرية في شمال المملكة واستعمالها كغطاء لنواياهم الحقيقية.

ورغم هذه التحذيرات، فإن الوكالة الاستخباراتية الخاصة تعترف بأن الوضع في المغرب أكثر أمنا من تونس والجزائر، إذ تعتقد أن هذين البلدين الأخيرين هما أكثر عرضة للمخاطر الإرهابية.