ملفات وتقارير

تحذير من صدام بالشرق الليبي بعد قرار جديد لـ"حكومة الثني"

الثني يرأس حكومة غير معترف بها دوليا وأصدر قرارات جديدة - أرشيفية
قامت ما تسمى بـ"الحكومة الليبية المؤقتة" غير المعترف بها دوليا بتعيين العقيد متقاعد يونس بالقاسم وكيلا عاما لوزارة الداخلية التابع لها، رغم وجود وكيل لحكومة الوفاق المعترف بها وهو النقيب فرج قعيم، في خطوة من شأنها إضافة أزمة جديدة لسلسلة الأزمات في الملف الليبي.

ورغم أن النقيب قعيم أكد سابقا أنه ينسق مع قوات خليفة حفتر لضبط الأمن في الشرق الليبي ويسعى لتشكيل غرفة أمنية مشتركة لتأمين مدينة بنغازي، لكن يأتي القرار الأخيرة لهذه الحكومة لينذر بصدامات وشيكة بين الطرفين، حسب مراقبين.

مساندة حفتر

وطالب رئيس الحكومة غير معترف بها، عبدالله الثني، الوكيل الجديد "بضرورة تنفيذ الخطط الأمنية المرسومة لاستتباب الأمن، بما في ذلك مساندة وحماية ظهر القوات المسلحة (قوات حفتر)".

وكان الثني طالب المجتمع الدولي بالاعتراف بحكومته، لأنها تسيطر جنبًا إلى جنب مع جيشنا الباسل (قوات حفتر) على أكثر من 90 في المائة من البلاد، معتبرا "حكومته هي الشرعية".

غير أن عدة وزراء غادروا حكومة الثني بعد الاتفاق السياسي الليبي، والذي انبثق عنه تشكيل حكومة الوفاق الوطني، ما دفع الثني للقيام بتولي مهام عدة وزارات حتى تستمر حكومته الداعمة وبقوة لحفتر.

حكومة شرعية ومسيطرة

من جهته، أكد عضو البرلمان الليبي، صالح فحيمة أن "الحكومة المؤقتة هي حكومة موجودة بالفعل وتستمد شرعيتها من البرلمان، وسيظل الأمر كذلك حتى إنهاء تعديلات الاتفاق السياسي وتشكيل حكومة جديدة يوافق عليها البرلمان، وتعيين وكيل للداخلية أمر طبيعي بعد استقالة السابق".


وأوضح فحيمة في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الشرعية الآن لم تصبح للسلاح لكن لمن يقدم الخدمات، وفرج قعيم وكيل داخلية الوفاق موجود في الشرق ويحاول تقديم خدماته، لكن لن يستطيع فعل ذلك في المناطق التي تسيطر عليها حكومة الثني".

وتابع: "الحكومة المؤقتة موجودة وتقدم الخدمات بل واستطاع رئيسها زيارة الغرب الليبي واستقبل كرئيس حكومة وله قوته في عدة مناطق ومنها موانئ النفط والجنوب، لكني أستبعد حدوث صدام بينها وبين قعيم"، وفق تقديره.

"حكومة وهمية"

لكن الناشط السياسي من الشرق الليبي، فرج فركاش، أكد من جانبه أن "حكومة الثني عبثية ومتخبطة وأن رئيسها يستمر في التخبط وهدر الأموال رغم قرارات مجلس الأمن التي تمنع التعامل مع حكومته غير المعترف بها دوليا".

وأضاف لـ"عربي21": "النقيب قعيم يعمل بصمت ولديه تأييد واسع من الكثير من مدراء الأمن هناك، وقد بدأ فعلا في دعم بعض المديريات في بنغازي وضواحيها، والحقيقة لن يحدث صدام، لكن سيسجل للثني في تاريخه الحافل بالفشل عبثه ومحاولته التعلق بقشة في حكومة وهمية غارقة في التخبط وشبهات الفساد منذ نشأتها"، حسب تعبيره.

حكومة الوفاق هي السبب

من جهته يشير الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، إلى أن "حكومة الوفاق هي السبب في هذه الأزمات، كونها لا تختار من الشخصيات إلا التي ليست على وفاق معا للقيادة العامة والآن وكيل وزارة داخلية السراج فهذا يسمى بحثا على المشاكل والخصام وديمومته وليس البحث عن توافق".


وحديثه لـ"عربي21" يقول العبيدي: "حكومة السراج تصر على فرض شخصيات جدلية هو افتعال للمشاكل في برقة ومحاولة لضرب النسيج الاجتماعي والقبلي فيها مما يجعل من حكومة السراج جزء من زعزعة السلم المجتمعي".

في المقابل، يرى الناشط السياسي الليبي، عبدالناصر بلخير، أن "حفتر هو سبب كل المشاكل في الشرق والغرب، وهو حتى الآن لا يعترف بحكومة الوفاق الوطني، ورغم محاولات الجمع بين البرلمان ومجلس الدولة إلا أن قرارات البرلمان لاتزال في يد حفتر"، حسب كلامه.

وأضاف أن "حفتر لن يقبل بأي اتفاق، كونه يريد أن يكون الآمر الناهي في البلاد"، وبخصوص قرار الثني الأخير، توقع بلخير في حديث لـ"عربي21" "حدوث معارك بين قبيلة العواقير بقيادة فرج قعيم وبين حفتر قبل نهاية العام الحالي".