صحافة دولية

الرقة: رحلة إلى قلب عاصمة تنظيم الدولة المدمرة (صور)

مدينة الرقة - جيتي
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا مصورا للمصور الصحافي أتشيليس زافاليس والمراسل مارتن شولوف، اللذين أخذتهما رحلتهما من الحدود العراقية إلى الأراضي القاحلة على حدود المدينة السورية القديمة، حيث بقي بعض مقاتلي تنظيم الدولة يحاولون الحفاظ على مواقعهم الأخيرة.

دخول سوريا

ويصف المراسل عبورهما الحدود السورية، حيث شاهدا من بعيد آبار النفط في المناطق الكردية في شمال سوريا، تخرج منه الماكينات النفط الخام، ويتدفق في الأنابيب إلى المصفاة القريبة، مشيرا إلى أن هذه المضخات السوداء تعد محور الاقتصاد في المنطقة، ومحورية لما يحصل في المنطقة بعد طرد تنظيم الدولة من الرقة وما حولها. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن النفط قد يكون عاملا مشجعا لمطالبة الأكراد بالحكم الذاتي، لافتا إلى أن تلك الثروة قد تكون مغرية للقوى التي تقاتل إلى الجنوب من روس وإيرانيين وأمريكيين وسوريين.

    

بين كوباني وعين عيسى بالسيارة

وتقول الصحيفة إن النازحين الجدد يصلون من سوريا إلى منطقة رملية، بالقرب من مخيم مزدحم للاجئين، وينزلون منهكين من الرحلة من الشاحنات والسيارات، التي استطاعت بالكاد الوصول إلى المكان، وتكون جوههم مغطاة بالأوشحة؛ لتجنب الغبار والذباب، ويستقرون في خيام مؤقتة وينتظرون.

   

ويلفت شولوف إلى أن كثيرا منهم أتى من الرقة، وغيرهم من قرى وبلدات مجاورة لدير الزور، حيث يخوض تنظيم الدولة آخر معاركه أيضا، مشيرا إلى أن "مستقبلهم، كمستقبل الملايين غيرهم ممن فروا من خمس سنوات من الثورة، غير معروف".

زيارة معسكر النازحين في عين عيسى 

ويفيد التقرير بأن اللاجئين من سوريا والعراق مكتظون في مخيم واحد "عين عيسى"، وهو أحد أكبر المخيمات في المناطق النائية من محافظة الرقة، فبعضهم نزح أكثر من ثلاث مرات قبل الوصول إلى هنا، حيث قال أبو جاسم، وهو من الفلوجة أصلا: "أينما ذهبنا تبعتنا الغارات".

   

وتذكر الصحيفة أنه في جانب من المخيم تعيش أرامل وأيتام المقاتلين الأجانب، "أطفال ذوو شعر أشقر وأحمر يمرحون في ساحة صغيرة، أمهاتهم يختبئن وراء الستائر، وكثير منهن يلبسن الشادور، وينظر إليهن آسروهن وبقية اللاجئين نظرة دونية".

   

   

   

قاعدة وحدات حماية الشعب شرق الرقة

ويقول الكاتب إنه "في بناية شبه منتهية يستريح المقاتلون ضد تنظيم الدولة قبل أن يتوجهوا للجبهة على بعد ميل، ويجلب إليها القتلى والجرحى، وينامون ويأكلون ويخططون للحرب في غرفة في الطابق العلوي منه، ويستطيعون رؤية أعمدة الدخان ترتفع في المعركة".

   

ويضيف شولوف: "هنا حزام، كردي من كوباني فقد يده في المعركة لاستعادة بلدته، وهو يشرف على قوة مقاتلة معظمها من الشباب العرب من الرقة، ويشرف على حزام كردي من الجبال التركية".

    

    

القتال القريب

وتنوه الصحيفة إلى أنه على الجبهة يقوم مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة زميل لهم أصيب بالصدمة، عندما أطلقت على مجموعته قنبلة صاروخية من مقاتلي تنظيم الدولة، في الوقت الذي كان يحاول فيه مساعدة مجموعة مقاتلين انفصلوا عن وحدتهم شرق الرقة. 

   

   

   

الاقتراب من خط النار

وبحسب التقرير، فإنه على بعد أقل من نصف ميل من برج الساعة في الرقة، تمترس المقاتلون ضد تنظيم الدولة في أنقاض عدة بنايات، وكان بعضهم يستخدم الثغرات في الجدران لمراقبة المتطرفين القريبين. 
   

ويبين الكاتب أن "خصومهم مثلهم يتحركون من خلال منافذ خرقوها في الجدران، وعادة ما يكون العدو على بعد بنايتين، مختبئا في بقايا المدينة المدمرة، التي كانت قلب (خلافتهم)، لكن المتطوعين الذين يقاتلون مع الأكراد يقولون إنهم لم يشاهدوا مقاتلا حيا من تنظيم الدولة".

   

   

وتورد الصحيفة أن قوات سوريا الديمقراطية تستخدم سيارات محروقة؛ لإغلاق الشارع لمنع وصول سيارات الانتحاريين.

   

بالقرب من ميدان الساعة

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه "خلف الأراضي الخربة هناك جائزة يحلم المقاتلون ضد تنظيم الدولة بالوصول إليها: برج ساعة يقف وسط دوار، حيث كانت تنفذ الإعدامات بشكل روتيني هناك، ويعيش بالقرب منها بعض أسوأ أعضاء التنظيم سمعة".