صحافة إسرائيلية

الصراعات الداخلية الإيرانية.. هل تطيح بالرئيس روحاني؟

حسن روحاني قال إن "شرعية المرشد الأعلى (خامنئي) يتم تحديدها من قبل الجمهور"
استعرض محلل إسرائيلي بارز، الصراعات الداخلية الإيرانية التي يقودها المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني وتأثيرها على مصير الأخير، الذي ربما يكون كمصير أول رئيس إيراني في عهد الثورة الإيرانية.

استخفاف وضحك

ولفت محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، إلى وجود صراعات داخلية بين القيادات المتنفذة في إيران، والتي بدت واضحة خلال اجتماع رفيع المستوى جرى في طهران مؤخرا، حين "استخف" المرشد الأعلى الإيراني خامنئي بالرئيس روحاني، وتسبب ذلك "بضحك" الحاضرين ومن ضمنهم رئيس البرلمان علي لاريجاني وشقيقه رئيس الجهاز القضائي محمد صادق لاريجاني.

وقال خامنئي ساخرا من روحاني: "الرئيس تحدث عن الوضع الاقتصادي وعن الحاجة لعمل كذا وكذا.. لكن لمن وجه قوله هذا، لقد وجهه لنفسه".

ولم يتوقف خامنئي عند هذا الحد، فألمح في حديثه إلى أبو الحسن بني صدر، وهو أول رئيس إيراني بعد الثورة الإيرانية، حيث عمل على "تقسيم الشعب الإيراني إلى معسكرين"، بحسب خامنئي، ورأى برئيل في ذلك "إشارة واضحة وشفافة للجميع، مفادها؛ إذا لم يقم روحاني بالاستقامة على خط القيادة المحافظة، فيحتمل أن يكون مصيره مثل مصير ابن صدر الذي هرب إلى باريس بعد إقالته".

المبادرة بالهجوم

والذي "يشكك في هذه المقارنة، يجد الأدلة في المظاهرات التي خرجت في ذكرى يوم القدس، حيث صرخ المتظاهرون فيها بأن "روحاني هو ابن صدر"، بحسب المحلل الإسرائيلي الذي نوه في مقال له الجمعة، إلى اضطرار حراس روحاني إلى "تهريبه خلال أحد الاجتماعات العامة خشية اعتداء الجمهور عليه".

ونبه برئيل، إلى أن روحاني وجه "صاروخا حادا" إلى خامنئي عندما أوضح أن "شرعية المرشد الأعلى (خامنئي) يتم تحديدها من قبل الجمهور" وهذا الكلام "يضر بالموقف الذي يقول إن رفعة المرشد الأعلى تعتمد على قوة إلهية".
 
ورأى المحلل الإسرائيلي، أن "تبادل الاتهامات بين القيادات الإيرانية لم يولد الآن، حيث تسبب الفشل الذريع لمرشح المحافظين للرئاسة، إبراهيم رئيسي، أمام فوز روحاني الساحق، في جعل المحافظين يعيدون حساباتهم، والمبادرة إلى الهجوم السياسي ضد روحاني الذي قدم البضاعة التي وعد بها، ووقع على الاتفاق النووي، كما أنه ينشغل الآن بتوقيع صفقات تجارية مع القوى العظمى الغربية".

اتهامات بالتقرب

ويبدو أن إيران "تحافظ على إرث قديم يجعل الرؤساء في الولاية الثانية لهم يتحولون لهدف من أجل إعداد الرئيس القادم"، وفق برئيل الذي أضاف: "هذا ما حدث في ولاية محمد خامنئي، الرئيس الإصلاحي الذي أنهى ولايته وهو ضعيف، وهكذا أيضا أنهى محمود أحمدي نجاد ولايته، وهو الذي دخل إلى الصراع مع خامنئي".

وأشار المحلل، إلى أن الانتقادات التي توجه إلى الرئيس الإيراني روحاني، "ليس لها صلة بموقفه الأيديولوجي أو تدينه"، موضحا أن "هناك اتهامين موجهين لروحاني هما: فساد حكومته، وسياسة التدخل في العالم التي يطمح إلى تحقيقها".

وتابع: "وهذه السياسة (التدخل في العالم) هي التي تضع حوله الاشتباه بأنه يحاول التقرب من الغرب، وخاصة أمريكا، وبالتالي السماح للأفكار والثقافة الغربية بالدخول إلى إيران، وهدم النظام من خلال تبني الديمقراطية الغربية"..

كما أن "الصراعات في إيران لا تتعلق بالاقتصاد فقط، فتدخل طهران في الحرب السورية هو موضوع مشتعل، والإصلاحيون المقربون من روحاني يعارضون هذا التدخل"، بحسب برئيل الذي أكد أن "النخبة العسكرية الإيرانية لا يمكنها تجاهل غضب الجمهور، ليس فقط لحكم الاستثمار المالي الكبير في سوريا، بل للجنود الإيرانيين الذين قتلوا في المعارك هناك".