سياسة عربية

كيف سيؤثر تعيين بن سلمان بمنصبه الجديد على اليمن؟

جيتي
يتابع اليمنيون التحولات في السعودية بحالة من الترقب والاهتمام الشديد، وسط تساؤلات عما سيسفر صعود الأمير محمد بن سلمان لمنصب "ولي العهد" على مستقبل الحرب في اليمن، الذي يعدّ المسؤول المباشر عن سير العمليات العسكرية التي انطلقت قبل أكثر من عامين، وهل تشهد البلاد تصعيدا عسكريا للتحالف في ظل هذا المتغير الجديد في المملكة؟

ويرى مراقبون أن تعثر التحالف العربي -الذي تقوده السعودية- في تحقيق أي إنجاز واسع لصالح إنهاء التمرد الذي قام به المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، وحليفهم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، خصوصا في المدن الواقعة في وسط البلاد وشمالها، من أبرز الملفات المهمة الذي تتطلب معالجتها طريقة مغايرة عن التي تم اعتمادها في العامين الماضيين.

بداية النهاية للحرب

وفي هذا السياق، يعتقد الصحفي والباحث اليمني في الشأن الخليجي، عدنان هاشم، أن صعود ابن سلمان لموقعه الجديد لربما سيشكل بداية النهاية للحرب في اليمن.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن ولي العهد السعودي "الملك القادم" -وفق قوله- سيحاول إثبات أنه يواجه إيران في اليمن كما كان الأمير المعزول، محمد بن نايف. مشيرا إلى أن الرجل سيحرص على إزالة الحوثيين المدعومين من طهران، مع إبقاء الباب مفتوحا أمام صالح، الحليف الأبرز للجماعة الحوثية، لفك ارتباطه بها.

وما يعزز النقطة الأخيرة المتعلقة بمصير علي صالح، يقول هاشم إن ابن سلمان كان ألمح إلى عقد تحالف معه إن خرج من عباءة الحوثي.

ووفقا للباحث في الشأن الخليجي، فإن اليمن سيحتل اهتماما من الدرجة الثانية، بعد حل أسرع للأزمة الخليجية، وإثبات ولي العهد الجديد أن لديه الحلول للأزمات.

ولفت الصحفي اليمني هاشم إلى أن اليمن سيشهد شقين؛ الأول "تصعيد عسكري جزئي في مناطق سيطرة الحوثيين ومعقلهم في أقصى الشمال، وتأمين الحدود السعودية أكبر". والثاني "حلول سياسية وتحالفات جديدة في البلاد".

تصعيد وتوجه للسلام

من جانبه، قال الصحفي والباحث في مركز نشوان الحميري للدراسات، رياض الأحمدي، إن الوضع في اليمن هو أبرز المتأثرين بالتحولات في السعودية، وهذا أمر طبيعي.

وأكد في حديث خاص لـ"عربي21" أن صعود محمد بن سلمان إلى موقع ولي العهد في المملكة
معناه " أن الرجل بات يملك مزيدا من القدرة على اتخاذ القرار السعودي إن لم يكن القرار برمته.

أما نوع التأثير على الملف اليمني، فأوضح الأحمدي أن ذلك يعتمد على استراتيجية ابن سلمان في الحرب ذاتها وعلى التطورات. مرجحا أنه سيدعم التوجه نحو السلام -ولو بشكل متدرج- ويتفرغ لترتيبات أخرى داخلية أو خارجية.

ولم يستبعد الباحث اليمني احتمال التصعيد العسكري في اليمن، الذي قال إنه سيظل مطروحا، كما أثبتت تطورات أكثر من عامين ماضيين.

صالح المستفيد

من جهته، طرح الكاتب والمحلل السياسي، محمد الغابري، فرضيتين تتعلقان بالشأن اليمني يمكن أن يسفر عنه صعود بن سلمان لمنصب ولي العهد.

وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن السيناريو الأول لتعيين ابن سلمان هو "انتصار خط ولى عهد أبوظبي، محمد بن زايد/ صالح، بالنظر إلى أن محمد بن نايف، ولي العهد المعزول، الذي كانت علاقاته بصالح شديدة الخصومة، الأمر الذي قد يقود إلى مفاوضات مع علي عبدالله صالح مباشرة.

أما الفرضية الثانية، فتكمن -وفقا للسياسي الغابري- بـ"المضي في العمل العسكري، وتصعيده لهزيمة الحوثي وصالح"، لكنه أشار إلى أن هذا السيناريو أضعف من السابق، بحسب تعبيره.

وتزداد الأوضاع في اليمن سوءا مع دخول الحرب عامها الثالث، في ظل تدهور الأحوال الإنسانية على نحو مريع، وانتشار وباء الكوليرا على نحو واسع، مسفرا عن وفاة أكثر من ألف مواطن، تزامنا مع ارتفاع معدلات الفقر إلى أرقام غير مسبوقة لم يعهدها البلد حتى في أشد ظروفه.