سياسة عربية

جدل مثير حول هدايا سعودية "مزعومة" لترامب وعائلته

انتقد إعلاميون مصريون هدايا الملك سلمان لترامب- أ ف ب
اشتعل جدل مثير على مواقع التواصل الاجتماعي العربية، في الساعات الأخيرة، حول طبيعة الهدايا التي منحها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والأسرة الحاكمة في المملكة، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعائلته، بعد زيارتهم للمملكة، لمدة يومين، التي اختتمت الاثنين، فيما تنتظر الصحافة الأمريكية إعلان البيت الأبيض عن حجم هذه الهدايا، وفق صحيفة مصرية.

وقالت صحيفة "اليوم السابع" إن الصحافة الأمريكية تنتظر ما سيعلن عنه البيت الأبيض بخصوص الهدايا التي حصل عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأسرته من السعودية، فيما يقول مراقبون إن الهدايا جزء أساسي من الدبلوماسية الخارجية السعودية، ويشمل سياسيين وإعلاميين وشخصيات مؤثرة في أي مجتمع.

وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في عام 2015، عن قيمة الهدايا التي حصل عليها باراك  أوباما من ملك السعودية الراحل، عبد الله آل سعود في عام 2014، التي وصلت قيمتها إلى نحو 1.5 مليون دولار، وبالتالي سلم أوباما الهدايا إلى وزارة الخزانة الأمريكية، شأن أي موظف فيدرالي آخر في الولايات المتحدة، يمنعه القانون من قبول أي هدية.

من جهته، نشر موقع شبكة "CNN" الأمريكية تقريرا في عام 2015 عن 12 هدية حصل عليها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أثناء فترة توليه الرئاسة.

قوائم مجهولة المصدر بالهدايا

من جهتهم تناقل نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، المصرية والعربية، على نطاق واسع، في الساعات الأخيرة، ما قيل إنه "هدايا حصل عليها ترامب من آل سعود"، لكن القائمة المنشورة غير معلومة المصدر، وتفتقر إلى المصداقية.

وذكرت مواقع تواصل، ومنصبات إخبارية إلكترونية عدة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلقى هدايا من العاهل السعودي الملك سلمان، تُعتبر الأكبر في تاريخ السعودية لرئيس أجنبي، من حيث تقديم الهدايا، كونها تحتوي على حجر ألماس.

وتناقل إعلاميون وصحفيون مصريون قائمة "مزعومة" لهذه الهدايا، ومنها مسدس من الذهب الخالص، وسيف من الذهب المرصّع بالألماس والحجارة النادرة، و25 ساعة يد كلها من الألماس والذهب لترامب وعائلته، فضلا عن تلقيهم أكثر من 150 عباءة مرصعة بالأحجار الكريمة بمقاسات مختلفة، ويخت طوله 125 مترا، يضم 80 غرفة مع 20 جناحا ملكيا، ومعظم مكوناته من الذهب الخالص.

غضب نشطاء

واشتعل غضب صحفيين وإعلاميين وناشطين مصريين إزاء قوائم الهدايا "المزعومة"، وقالت الصحفية بجريدة "الأهرام"، وفاء نبيل: "والله ما قدرت أكمل قراءة سطور الهدايا التي أهداها ملك السعودية للمدعو ترامب هذا".

وتابعت: "ماذا فعل ليأخذ كل هذه الهدايا، وأنتم تعلمون جيدا، أنه عدوكم وعدو دينكم، وحتى لو دافعت عنكم القوات الأمريكية التي يقال إنها تقبع في قواعدها لديكم، فما الخطر الذي يهددكم، هل هي إيران، وهل دافع أمريكي واحد عن إنسان مسلم من قبل، ألا تذكرون أفعالهم بالعراق؟".

وأضافت، عبر صفحتها بموقع "فيسبوك": "سبحان الله فيكم، وفي أفعالكم، تذكروا فقط أن المرء إذا اعتقد في شيء وكل إليه، وأن الشيطان يعدكم الفقر".

وعلق الإعلامي محمد نجيب الكشكي، على القائمة (المدعاة) بالقول ساخرا: "يا ريتني ترامب"، فيما علقت الناشطة ‏منال لطفي قائلة أيضا: "يا ريتني ترامب أو بنته أو زوج خالته".

أما الناشط محمد إسماعيل فتساءل: "حتروحوا من ربنا فين؟"، وامتدت تعليقات النشطاء من قائمة الهدايا "المدعاة" إلى صفقات التسليح الأمريكية للسعودية.

وقال الناشط والإعلامي أنس زكي: "سينام المواطن الأمريكي قرير العين هادئ النفس.. فقد جلب له ترامب رزقا وفيرا من كنوز الشـرق وخيراته، وترك ممالك الشرق وجمهورياته تعاني الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات.. الغريب أن كثيرا منا ما زال يعتقد أن ترامب أحمق، وأننا أصحاب الحكمة والعقل والشجاعة".

ومن جانبه، قال الباحث والناشط الفقهي وصفي أبو زيد: "في قمة إسلامية، يا بشرى.. هذا ترمب أتاكم يعلمكم دينكم، ويأخذ أموالكم، ويصف حركات المقاومة والجهاد الواجب بالإرهاب".

وأضاف أبو زيد: "ما أخذه ترمب من مال في يوم واحد من بلاد الحرمين أكثر مما دفعه غير المسلمين من جزية لدولة الإسلام عبر ثلاثة عشر قرنا".

أما الناشط سرحان سليمان فقال: "مش قادر أعديها.. أمريكا تعاقدت مع السعودية على صفقات سلاح بـ280 مليار دولار، وتعاقدت مع إسرائيل بصفقات سلاح بـ28 مليار دولار، مع اشتراطها تفوق إسرائيل في القوة.. بس مش هعلق على الموضوع ".

دفاع عن السعودية

وفي المقابل، هاجم نشطاء تلك القوائم، وقالوا إنها غير حقيقية، وقال الناشط محمد سعد الله: "يا ريت نتقي الله.. دا كلام معظمه غير دقيق، وغير صحيح".

ومدافعا عن موقف الإدارة السعودية، فيما يتعلق بصفقات السلاح الضخمة التي أبرمها ترامب معها، قال الناشط علاء عبد العزيز: "بالنسبة للصفقات التي تم إبرامها، وخاصة التي كانت من أجل السلاح فهي من أجل الحرب التي تقودها المملكة ضد إرهاب إيران وحزب الله وروسيا في اليمن وسوريا".

تصريحات ترامب

ومن جهته، علَّق الباحث في الشأن القومي، محمد سيف الدولة، على الأمر، قائلا إن تصريحات ترامب التي ظهرت مع ترشحه للانتخابات الأمريكية كانت محددة، وهي القضاء على الخليج؛ إذ وصف السعودية بأنها "مجرد بقرة حلوب يجب أن تدفع مقابل الحماية"؛ الأمر الذي أثار قلق آل سعود والعرب ودفع الخليج بقيادة السعودية إلى تقديم القرابين له.

وأشار، في تصريحات صحفية، إلى أنه فور فوز دونالد، غيّرت السعودية موقفها من التهديد بسحب استثماراتها من أمريكا إلى إيفاد محمد بن سلمان لمقابلته، والإعلان عن ضخ استثمارات سعودية إضافية بمائتي مليار دولار، ولأن ترامب مهّد لنفسه جيدا؛ فقد وجد رضوخا يصل إلى الاستسلام من السعودية، وإعلانا عن صفقة أسلحة تصل إلى مائة مليار دولار تنفذ على عشر سنوات".

ويُذكر أن صحيفة "عربي21" لا يمكنها التحقق مما يرد بمواقع التواصل الاجتماعي من مصدر مستقل.