سياسة دولية

رئيس تحرير مصري: السيسي ولي صالح لله.. وهذه أدلتي (شاهد)

السيسي- جيتي
قال رئيس مجلسي إدارة وتحرير صحيفة "الدستور"، المقربة من المخابرات المصرية، محمد الباز، إنه ينظر إلى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حتى هذه اللحظة، على أنه أحد أولياء الله الصالحين، وذلك برغم الإرهاق الشديد الذي يعاني منه المواطن والأسر المصرية.

وقال الباز، في حوار مع الإعلامية عزة مصطفى، عبر برنامج "صالة التحرير" بفضائية "صدى البلد"، الأربعاء، إن السيسي يبني حاضرا بشكل مستقيم؛ حتى يستقيم المستقبل كله، وفق وصفه.

وادعى الباز أن السيسي دخل الرئاسة بشعبية جارفة، وصلت إلى درجة الأسطورة، وأن المصريين وضعوه في مصاف أولياء الله الصالحين، أصحاب المعجزات، وكانوا ينظرون له على هذا الأساس، على حد زعمه.


وشدَّد الباز، وهو أكاديمي بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، بجانب منصبه الإعلامي، على أن هناك تسعة ملامح للسيسي، أبرزها هذه الصفة، وهي أنه "أحد أولياء الله الصالحين".

واستند الباز في إطلاقه هذا الوصف على السيسي إلى أنه كان من الممكن أن يغدق على المصريين، ويعيشوا في أنهار من لبن، لكنه اختار أن يبني المستقبل.

وبحسب جريدة "الدستور" التي يرأسها، فقد اعتبر الباز أن السيسي يتصف بالاستقامة في الحديث،
مشيرا إلى أن الصفة الأكثر وضوحا في السيسي، التي تظهر في خطابه، هي الاستقامة، فهو لا يلاوع، ولا يزين الكلام، ولا ينافق، ولا يهتم بما سيقول عنه التاريخ، بل أهم شيء أن يكون راضيا عما يفعله، حتى قال بوضوح: "هاستفيد إيه من شعبية، والبلد خربانة؟".

ومحللا خطابي السيسي في أعمال اليومين الأول والثاني للمؤتمر الوطني الثالث للشباب، الثلاثاء
والأربعاء، اعتبر الباز أن السيسي "رئيس زاهد في السلطة"، مشيرا إلى أن خطابه عكس الحالة النفسية التي يعيشها، حيث بدا رئيسا زاهدا في السلطة، وكان طيعا في الوصول إليها، وسيكون طيّعا للنزوع عنها، وقد جاء عندما تم استدعاؤه؛ لأنه ظن أنه أدّى دوره في 3 يوليو، لكن الشعب استدعاه،
وفق تعبيره.

وزعم الباز أن الخطاب جاء في لحظات حرجة يعيشها الشعب، من أوضاع اقتصادية متردية، وتخوف من أن تلك المرحلة لن تنقضي، الأمر الذي يؤثر على شعبيته، حتى دفع أحد الشباب في المؤتمر لسؤاله عن ردة فعله إذا لم ينجح في الانتخابات؟

ورأى أن خطاب السيسي تميز بالمكاشفة والمصارحة، وأنه أكد خلاله أنه لا يهتم بشعبيته بقدر اهتمامه ببناء مؤسسات الدولة للمضي نحو مستقبل أفضل، مشيرا إلى أن "هذه الصراحة والمكاشفة التي شاهدناها في المؤتمر ليست جديدة، لكن الناس تتعامل مع التجربة باستخفاف، فالرئيس صارح الشعب منذ اللحظة الأولى بأنه لا يملك سوى العمل، ويريدهم أن يعملوا معه لبناء مصر، فالرجل ليس معه عصا سحرية ليحل كل المشكلات"، وفق قوله.

وواصل الباز حديثه قائلا إن السيسي وضع الناس أمام مسؤولياتهم، إذ أراد خلال خطابه أن يضع الناس أمام مسؤولياتهم، وأنه تعرض لموجة سخرية من اقتراحاته، مثل الفكَّة، حتى إن مؤيديه انجرُّوا خلف مجموعة معادية للدولة، أحد أسلحتها السخرية، بحسب قوله.

ورأى أن من الملامح التي ظهرت في خطاب السيسي تأسيسه للعلاقة بين الرئيس والشعب، وحسب قوله: "السيسي يسعى لتأسيس علاقة بين الرئيس والشعب، مغايرة لما اعتاد عليه الشعب، الذي دائما ما سار على منهاج: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".. الشعب الذي يريد أن يأتي الرئيس إليهم بحلول جاهزة دون أن يتحملوا معه المشقة"، حسبما قال.

وتابع بأن خطاب السيسي تميز أيضا باستخدام لغة الأرقام، ليؤكد أنه لن يقبل ببيع الوهم للناس، فوضعهم أمام حقائق، وأوضح أنه اتخذ قرارات كان يجب أن تأخذ منذ 50 سنة، لكن الحكام لم يتخذوها؛ خوفا على شعبياتهم.

وأخيرا، رأى الباز أن السيسي لم يبع مواقفه، وكان يمكن أن يتفادى كل المجهود والعناء، ويذهب إلى اليمن تحت مظلة العروبة، وعنده غطاء لذلك، أو أن يتواطأ في سوريا، أو أن يتخذ إجراءات عنيفة ضد أصحاب الثروات الضخمة في مصر، لكنه لم يبع مواقفه، وقال إنه لن يأخذ أموال الناس بالباطل، وفق
وصفه.