سياسة عربية

"النور" يتحفظ على زيارة الحكيم لمصر.. ونشطاء: ظلمتم مرسي

الحكيم قال إنه اتفق على بناء تحالف استراتيجي بين مصر والعراق- ا ف ب
أبدى نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي دهشتهم من اكتفاء حزب "النور"، ذي التوجه السلفي، بإعلان التحفظ إزاء الزيارة الرسمية التي قام بها القيادي الشيعي، رئيس التحالف الوطني العراقي، عمار الحكيم، إلى مصر، الخميس، وأعلن فيها أنه اتفق مع رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، على بناء تحالف استراتيجي بين مصر والعراق، ودعاه إلى رعاية مؤتمر إقليمي بالقاهرة لبحث مشكلات المنطقة.

وبرَّر حزب "النور" موقفه المتحفظ إزاء الزيارة، بتصريحين أدلى بهما قياديان فيه، وفي المقابل، ذكر النشطاء الحزب، برفضه الشديد لانفتاح الرئيس محمد مرسي على الشيعة، وتنظيم الحزب وقتها حملة منهجية لرفض هذا التقارب، اعتمدت على مؤتمرات وخطب جمعة ومطويات، بمحافظات مصر.

رئيس برلمانية "النور" يتحفظ

تبلور موقف حزب "النور" من زيارة القائد الشيعي العراقي إلى مصر، في تصريحين أدلى بهما كل من: رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، الدكتور أحمد خليل خير الله، وعضو الهيئة العليا للحزب، صلاح عبد المعبود، بينما غاب عن المشهد، ولاذ بالصمت، كل من: نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، ورئيس حزب النور يونس مخيون، والمرجع السلفي أحمد فريد، وحتى الشيخ محمد حسان.

وبحسب صحيفة "الفتح" لسان حال الدعوة "السلفية" بالإسكندرية: "أعرب "خير الله" عن تحفظه الشديد على زيارة الحكيم للقاهرة"؛ مشيرا إلى أن القيادي الشيعي هو زعيم ما يسمى بالمجلس الأعلى الإسلامي الشيعي، ورئيس التحالف الوطني الشيعي بالبرلمان العراقي.

وأكد "خير الله" أن الزيارة تهدف إلى التسويق للتسوية السياسية في العراق، التي جرى التجهيز لها في إيران للحفاظ على نفوذها القوي، وهيمنتها على الشأن العراقي، وفق قوله.

وأضاف أن البعد الآخر للزيارة هو تجميل الوجه القبيح للقيادات الشيعية والميليشيات التي تأكد للجميع تبعيتها لطهران، وذلك قبيل الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها في سبتمبر/أيلول القادم، حسبما قال.

وتساءل: "كيف لنا أن نجري مباحثات أمنية مع من يقود مليشيات في العراق، ليس لها أي صفة رسمية، ونهجها طائفي، وتتبنى الفكر الفارسي القائم على التدخل السافر في شؤون الدول العربية؟".

عبد المعبود: "زيارة الحكيم.. علاقة دول"

وعبر حسابه بموقع "تويتر"، علق عضو الهيئة العليا لحزب "النور"، صلاح عبد المعبود، على الزيارة، فقال: "عمار الحكيم.. مرحبا بك في مصرنا.. الشيعة خطر على الأمن القومي العربي.. أينما حلوا، وأينما ارتحلوا كانوا نذير شؤم".

ومع هذا التصريح، دافع عبد المعبود عن الزيارة، وقال إنها "تأتي في إطار العلاقات بين الدول، وتخضع لتقديرات مؤسسة الرئاسة، ووزارة الخارجية".

وعن موقف الحزب الشديد في عهد مرسي، قال، في حوار مع صحيفة "مصر العربية"، إنه كان تجاه محاولات إحداث تقارب شعبي من خلال انتشار الحسينيات والتشيع في ربوع مصر، ولكن حاليا لا يوجد أي نشاط لهم.

نشطاء: لماذا هاجمتم مرسي؟

وتعليقا على موقف حزب "النور"، أعرب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن دهشتهم إزاء اكتفاء الحزب بالتحفظ على زيارة الحكيم لمصر، ما اعتبروا أنه يتناقض مع حدَّة موقف الحزب مع مرسي، عندما فتح الباب للتقارب مع الشيعة.

وقال صابر علي: "أقصى شيء بالنسبة لكم هو التحفظ بس ليه.. لأن البيادة تقيلة على دماغكم، وسدت فمكم".

وقال سامي عمر: "موقف لين.. يا أتباع البلاط.. لما كان حاكم مسلم أراد نصر المسلمين، والحكم بالإسلام، شننتم عليه هجوما شرسا، والآن نراكم تتخذون مواقف لينة مع حاكم يريد إسقاط مصر".

ومن جهته، قال عبده لامري: "ضيعتم رئيسكم الشرعي، وارتميتم في أحضان السيسي، وتأكلون مع الذئاب، وتبكون مع الراعي".

وتساءل خالد غنيم: "يا ترى.. أنت فين يا حسان؟".

وعلق أحمد علي: "لو رجال.. هاجموا السيسي زي ما هاجمتوا مرسي".

وفي تدوينة مطولة، قال الناشط يحيي حجازي: "نحن في انتظار مواقف الدكتور أحمد فريد القوية في مواجهة نشر التشيع في مصر، وزيارة السفاح عمار الحكيم للقاهرة، كما فعل أيام د. محمد مرسي، عندما هاجمه بقوة على "نيته" في إدخال الشيعة مصر (وهو ما ثبت كذبه) فطاف محافظاتها وفضائياتها ومساجدها متهما د. مرسي بموافقته على تشيع المصريين".

وتساءل حجازي: "الآن.. هل نطمع في مواقف مماثلة للدكتور أحمد فريد، خاصة والتشيع صار واقعا، والسفاح عمار الحكيم حل ضيفا علينا في مصر السنية؟".

ومن جهته، تساءل صاحب حساب "مجاهد يجاهد النفس": "أين صولات وجولات برهامي ومخيون وبكار، وكل ناعق أيام د. مرسي.. يا أمنجية؟".

الحكيم: إيران قوة لا يمكن إنكارها


وواصل الحكيم، الخميس، زيارته الرسمية لمصر، والتقى برئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، مقترحا إنشاء مركز تجاري في العراق، بجانب التعاون النفطي.

ومن جهته، أعرب إسماعيل، عن تطلع مصر لرفع مستويات التعاون الثنائي مع العراق في كل القطاعات.

وفي حوار مع برنامج "بتوقيت القاهرة"، عبر فضائية "أون لايف"، مع الإعلامي الموالي للسيسي، يوسف الحسيني، قال الحكيم، الأربعاء: "إن إيران قوة كبيرة في المنطقة، ولا يمكن إنكارها، وهي دولة جارة للعرب، فكيف تجلس أمريكا مع إيران، ولا يجلس العرب معها؟".