سياسة عربية

شخصيات مصرية تدشن لأول مرة ميثاق شرف وطني لثوار يناير

ثورة يناير
ثورة يناير
 في خطوة هي الأولى من نوعها منذ ثورة يناير 2011، وعقب 3 تموز/ يوليو 2013، وقّعت عشرات الشخصيات المصرية من أطياف سياسية مختلفة (ضمت ليبراليين وإسلاميين ويساريين) على وثيقة تدعو "لوقف خطاب الكراهية بين أطياف المجتمع ومكونات الأمة، وإدانة كافة أشكال التنابز والتخوين والإهانات، أيا كان مصدرها أو دافعها، أو تورط الآخرون فيها".

وطالبت الوثيقة، الصادرة مساء السبت، بإدانة "كافة أشكال التحريض على الدم والعنف والكراهية والفتنة بين المصريين، فكل الدم المصري حرام"، مؤكدة على ضرورة "وضع قواعد أخلاقية ووطنية للتشابك في الآراء والمواقف واحترام حق الآخر في الاختلاف في الرأي، وفي التعبير عن مواقفه السياسية، ورفض الإقصاء بكافة صوره، ودعم المشترك، واحترام معتقدات الآخرين، وعدم السخرية منها أو الاستخفاف بها".

كما دعت الوثيقة إلى تشكيل "لجنة من الحكماء والشخصيات العامة، معبرة عن اتجاهات مختلفة، وتتكون من تسعة من بين الموقعين على هذا الميثاق، ولها أن تضم من أهل الخبرة ستة أعضاء، ويعاد اختيارها كل ستة أشهر، وتختار من بين أعضائها رئيسا ونائبين للرئيس وأمينا عاما، وفي كل الأحوال يرأسها أكبر الأعضاء سنا في أولى جلساتها إذا خلا موقع الرئيس".

وأوضحت الوثيقة -التي وقعت عليها أكثر من 160 شخصية داخل وخارج مصر- أن مهمة لجنة الحكماء هي "متابعة الالتزام بما ورد في هذا الميثاق، واتخاذ ما تراه مناسبا في شأن من يخرج على المبادئ والقيم الواردة فيه، سواء أكان هذا الخروج من أفراد يمثلون أنفسهم أو كيانات أو مؤسسات إعلامية وبغير أثر رجعي".

واستطردت الوثيقة، التي حملت شعار "ميثاق الشرف الوطني.. أوقفوا خطاب الكراهية"، قائلة: "يحق للجميع طلب الاحتكام لهذه اللجنة بما لها من سلطة أدبية ومعنوية مستمدة من الإجماع حول قيم هذه الوثيقة، وشرف الانتماء لها، فالثورات العظيمة تستمد قوتها من مدى التزامها بقيم عليا وآليات محترمة في تحقيق غاياتها النبيلة".

وقال الموقعون على الوثيقة: "نؤمن إيمانا جازما أن فُرقة شركاء ثورة يناير هي بيت الداء، والثغرة التي نفذت منها رياح عاتية أجهزت على مكتسباتها، وأهدرت الكفاح من أجلها، وأصابت البوصلة بالعطب في الوقت الحرج، ولا أحد منزّه عن الخطأ والمسؤولية".

وأضافوا: "نؤمن أن خطاب الكراهية الذي يتم الترويج له قد تجاوز حدود الخلاف، بل حتى الصراع السياسي، وبات ينسف أُسس الوفاق الوطني، ليس فقط بين المتصارعين، بل بين أصحاب المواقف المشتركة، وبات مجرد الإشارة إلى مثل هذا الوفاق سُبّة في جبين من يشير إليه".

وتابعوا: "يؤمن الموقعون على هذا الميثاق أن إنقاذ الوطن مما يتعرض إليه، واستعادة مكتسبات ثورته وحريته وحقوقه، مسؤولية يتحملها الجميع مقرين ومستفيدين -جميعا- من أخطاء الماضي، متوافقين على حق الجميع أن يكونوا شركاء في بناء المستقبل، وهو ما ينبغي معه دعم المشترك والسعي لاستعادة روح ولُحمة الجماعة الوطنية المصرية".

وأشاروا إلى أن الوثيقة "تصدر من أجل كل القيم والمعاني المقدسة التي هتفت بها جموعنا في ميادين الثورة طوال ست سنوات مضت، وسقط من أجلها آلاف من شهدائنا، واعتُقل مثلهم من شبابنا دفاعا عنها، من أجل ما سبق -وغيره- من القيم التي نقبل بها باختلاف قبعاتنا السياسية والحزبية وتوجهاتنا الفكرية".

ومن أبرز الموقعين على الوثيقة أيمن نور (زعيم حزب غد الثورة ومرشح رئاسي سابق)، وحسن نافعة (أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمنسق العام السابق للحملة المصرية ضد التوريث والجمعية الوطنية للتغيير)، وعماد الدين شاهين (أستاذ جامعي بالولايات المتحدة الأمريكية)، ومحمود حسين (أمين عام جماعة الإخوان المسلمين)، والسفير إبراهيم يسري (مساعد وزير الخارجية الأسبق)، وحازم عبد العظيم (ناشط سياسي)، ومحمد محسوب (وزير الشؤون القانونية الأسبق)، ومحمد العمدة (وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة)، وطارق الزمر (رئيس حزب البناء والتنمية)، وحاتم عزام (نائب برلماني سابق)، وسيف عبد الفتاح (أستاذ العلوم السياسية).

ورنا فاروق (ناشطة سياسية)، ومحمد كمال (عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل سابقا)، وخالد إسماعيل (عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل سابقا)، وهشام عبد الله (فنان وإعلامي)، وقطب العربي (رئيس المرصد العربي للإعلام)، ومحمد طلبة رضوان (كاتب وشاعر)، وأحمد حسن الشرقاوي (كاتب يساري ونائب مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا)، وإيهاب شيحة (رئيس حزب الأصالة)، وأسامة سليمان (محافظ البحيرة الأسبق)، وصلاح عبد المقصود (وزير الإعلام الأسبق)، وأيمن عبد الغني (قيادي بحزب الحرية والعدالة)، ومحمد عواد (ناشط سياسي من شباب الثورة)، وعيد المرزوقي (ناشط سيناوي)، وهمام علي يوسف (عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين)، ومحمد عوض (رئيس حزب الخُضر المصري)، وغادة نجيب (ناشطة سياسية)، وحمزة زوبع (إعلامي).

وأحمد عبد الجواد (وكيل مؤسسي حزب البديل الحضاري)، وتامر مكي (برلماني سابق وعضو الهيئة العليا لحزب الأصالة)، وإسلام الغمري (عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية)، وسمية الجنايني (إعلامية وناشطة سياسية)، وباسم خفاجي (رئيس الأكاديمية الوطنية للتغيير)، وأحمد البقري (نائب رئيس اتحاد طلاب مصر السابق)، وإسلام عقل (إعلامي ومدير قناة وطن)، ومجدي حمدان (نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية وعضو الجمعية الوطنية للتغيير)، ونيفين ملاك (محامية وناشطة حقوقية).

ومنتصر الزيات (محامي والمرشح السابق لنقيب المحامين)، ورامي جان (صحفي وناشط سياسي)، وأحمد إمام (ناشط سياسي)، ومحمد أبو العزم (رئيس حزب غد الثورة)، وجمال عبد الستار (رئيس الجامعة العالمية للتجديد)، وعبد المنعم التونسي (برلماني سابق ورئيس لجنة الحكماء لحزب غد الثورة)، ومحمد الشرقاوي (مخرج ومنتج سينمائي)، وماجد عبدالله (إعلامي)، وهشام عبدالحميد (فنان وسينمائي)، وخالد كمال (ناشط سياسي بحركة 6 أبريل)، وطارق العوضي (محامي بالنقض ومدير مركز دعم دولة القانون).

وأيمن الباجوري (ممثل وإعلامي)، وحسام الدين علي (رئيس حزب الشباب الليبرالي)، ومايسة عبد اللطيف (ناشطة حقوقية)، وعبد الفتاح فايد (صحفي وإعلامي)، ومحمد كمال عُقدة (استشاري اقتصاد)، ومختار كامل (محلل سياسي مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية)، ومجدي شندي (كاتب صحفي ورئيس تحرير جريدة المشهد)، وأسامة رشدي (المستشار السياسي لحزب البناء والتنمية)، وخالد الشريف (كاتب صحفي)، وياسر الغرباوي (مؤسس مركز التنوع لفض المنازعات)، وهيثم أبو خليل (إعلامي وحقوقي)، ومحمد صلاح الشيخ (وفدي والمنسق المساعد للجمعية الوطنية للتغيير)، ومصطفى التلبي (رئيس الجمعية المصرية النمساوية لحقوق الإنسان)، ومحمد إسماعيل (مركز المصريين بالخارج من أجل الديمقراطية "غربة")، وياسر الهواري (ناشط سياسي وعضو ائتلاف شباب الثورة)، وجمال نصار (أستاذ فلسفة الأخلاق)، وسامي كمال الدين (كاتب صحفي وإعلامي)، وإبراهيم الديب (رئيس مركز هويتي لدراسات القيم بماليزيا).

وإنجي مصطفى (كاتبة ومحررة صحفية وناشطة سياسية)، وأحمد عامر (استشاري علاقات دولية)، وأبو بكر خلاف (نقيب الصحفيين الإلكترونيين)، وعامر عبد الرحيم (برلماني سابق)، وحسام النجار (رئيس حزب مصر القوية بالإسكندرية وعضو الهيئة العليا)، ومحمد جابر (برلماني سابق)، وكريم الشاعر (ناشط سياسي)، وأيمن عبد الرازق (منتج فني)، وعلاء عبد المنصف (حقوقي ومحامي)، وعادل راشد (برلماني سابق)، وعمرو فاروق (برلماني سابق)، وطاهر عبد المحسن (برلماني سابق)، وعصام تليمة (من علماء الأزهر)، ودعاء حسن (إعلامية وعضو الهيئة العليا لحزب غد الثورة).

ووليم بنيامين (ناشط قبطي)، ومصطفي إبراهيم (المنسق العام للائتلاف العالمي للمصريين بالخارج)، ومحمد عصمت (كاتب صحفي)، وأكرم بكتور (ناشط قبطي)، ونانسي كمال عبد الحميد (فنانة تشكيلية)، وعبد الله الكريوني ( رئيس لجنة الحريات بالنقابة العامة للأطباء سابقا)، وعمار البلتاجي (عضو رابطة الدفاع عن المعتقلين في مصر)، وأحمد عبد العزيز (رئيس التحالف الديمقراطي في إيطاليا)، وصلاح عبد الله (شاعر وإعلامي وعضو سابق بلجنة الخمسين لوضع الدستور).

وأكرم كساب (داعية إسلامي)، وأحمد عبد الباسط (المتحدث الرسمي لحركة جامعة مستقلة)، ومحمود حمدي (فنان وموسيقي)، وحسام الشاذلي (المستشار السياسي والاقتصادي الدولي)، ومحمود السقا (صحفي)، وماجدة محفوظ (ناشطة حقوقية)، ومحمود محفوظ (المنسق العام لحركة 25 يناير بباريس)، ووصفي عاشور أبو زيد (أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية)، وعبد الموجود الدرديري (رئيس مركز الحوار المصري الأمريكي بواشنطن)، وأحمد رامي (صيدلي وناشط سياسي).

ونوهت الوثيقة إلى أن باب التوقيع سيظل مفتوحا لكل المصريين على اختلاف انتماءاتهم، حتى بعد تدشين الميثاق على الصفحة المخصصة لميثاق الشرف الوطني.

من جهته، أكد زعيم حزب غد الثورة والمرشح الرئاسي الأسبق، الدكتور أيمن نور، أنه لا يوجد أي مشروع سياسي خلف "ميثاق الشرف الوطني"، بل هو بمثابة قيم أخلاقية لا يمكن التنازل عنها أو تجاوزها خلال الفترة المقبلة، واصفا هذه الخطوة بالنوعية، التي قد تشهد خطوات أخرى هامة خلال الفترة القادمة. 

وقال -في تصريح لـ"عربي21"-: "أحسب أن الأهم من مضمون الميثاق هو التعاطي الإيجابي من رموز وتيارات وشباب من مختلف الأطياف والألوان السياسية والمجتمعية، التي تجتمع لأول مرة على اتفاق حد أدنى يخاطب كل المصريين -وليس فقط المنتمين لثورة يناير- لرفض روح وخطاب الكراهية والدم والعنف، بصورتيه اللفظية والمادية".

وأشار "نور" إلى أن الميثاق بمثابة "خطوة هامة للغاية، وله الكثير من الدلالات الإيجابية على طريق الاصطفاف الوطني، خاصة أنه يحدد ما لا نريده، مع اتفاقنا عليه، أملا في يوم نتفق فيه على ما نريده أيضا، لتحقيق كل ما لم يتحقق من استحقاقات واجبة، ولو بالحد الأدنى من قواعد الاتفاق".

ولفت "نور" -وهو أحد أبرز الموقعين على الميثاق- إلى أن الموقعين يمثلون معظم الاتجاهات الرئيسية، إسلامية وليبرالية ويسارية، ونساء وشبابا، من داخل مصر وخارجها، من بينهم رموز وطنية وقادة رأي، وشخصيات حزبية وسياسية ونقابية وشباب يعبرون عن معظم الحركات السياسية والثورية من يناير 2011 وما قبلها وللآن.
التعليقات (0)

خبر عاجل