ملفات وتقارير

باحث يشجع على فتح المواخير بتونس (فيديو)

هشام الشريف
هشام الشريف
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة من باحث في علم الجنس شجّع على فتح المواخير في تونس.

ووصف رئيس حزب "تونس الزيتونة" ما قاله الأخير بـ"نفاق النخبة الممتهنة للمرأة، والمتاجرة بها على قارعة الطريق".

وقال الدكتور هشام الشريف، وهو مختص في السلوك الجنسي والنفسي، إنّ بيوت الجنس "تخدم المجتمع"، مؤكدا أنه "يعتقد مثل عديد الخبراء في تونس والعالم بأنّ المواخير تخدم الشباب والكهول؛ لأنّها المتنفس الجنسي للمكبوتين"، وفق تعبيره.

وأضاف خلال حضوره إلى جانب الداعية عادل العلمي، في البرنامج التلفزيوني "هنا الآن" على قناة "التاسعة"، مساء الجمعة: "الماخور من الناحية الجنسية أو الجنسانية هو وسيلة للكثيرين من الشباب والكهول.. هي مسألة عادية، ويجب عدم تضخيمها".

كبتهم كبير

وتابع: "نأخذ العاصمة مثلا.. كم لدينا من حظائر بناء وأشغال.. هناك عمال جاؤوا من كل الجهات تقريبا.. وهؤلاء الناس دخلهم المادي ضئيل، وكبتهم كبير، وبالتالي يلجؤون إلى هذه البيوت المقنّنة، التي أؤكد أنّها تختلف تماما عن بيوت الدعارة".

وأوضح أنّ "بيوت الجنس تعمل وفق رخصة من الدولة، وتخضع للرقابة الصحية، على عكس بيوت الدعارة السرية التي تكاثرت اليوم مع اختفاء المواخير بعد إغلاق بعضها، مثل ما حدث في محافظة سوسة.. هل تعتقدون أننا صنعنا شيئا، بالعكس فتحنا آلاف المواخير السرية الأخرى"، وفق تعبيره.

وقال الشريف، الذي عُيّن مؤخّرا سفيرا للجمعية الأمريكية للصحّة الجنسية بتونس، إنّ الشباب والكهول "يرغبون في أن يتنفسوا جنسيا، لكنهم لا يجدون بيوت الجنس المقنّنة في تونس.. فماذا سيفعلون..؟ أكيد سيلجؤون إلى التحرّش والاغتصاب وزنا المحارم وغير ذلك.. هذه نتيجة غلق البيوت هذه أو عدم وجودها"، بحسب قوله.

تطبيع

وانتقد مؤسّس الجمعية الوسطية للتوعية والإصلاح -وهي عبارة عن هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- عادل العلمي، تصريحات الشريف، وقال: "أخشى من أناس يأتون من الغرب ويدعون أنهم يملكون علما، وهي في اعتقادي أجندة واضحة لتكريس هذا الشيء المقزز والأمراض المجتمعية والتطبيع معها".

وقال العلمي، في تصريح لـ"عربي21": "نحن بلد مسلم، الأصل فينا العفّة، ونحن نريد أن يكون طريق المرأة التونسية العفّة، سواء أكانت مسحوقة اجتماعيا ووجدت نفسها في ماخور، أم تلك التي لها علاقة بوزير"، في إشارة إلى مشهد مغازلة امرأة وزير الفلاحة والتقطته عدسة قناة التاسعة، التي بثت ذلك قبل أيّام. 

وتابع العلمي: "أشكّ في الأمانة العلمية، وفي إحساس هذا الأخصائي.. لأنّ ثمة حدا أدنى من الإحساس، ولما يتكلم المرء عن المرأة التونسية فهو يتكلم عن أهل بيته.. أعني أمه وابنته وأخته".

وتحدّث رئيس حزب "تونس الزيتونة" عن تجربته مع مومسات عملن في ماخور بمحافظة سوسة قبل إغلاقه سنة 2011 بقوله: "خضت تجربة مع محافظ سوسة مخلص الجمل، حيث خصّصنا مساعدة مالية ظرفية قدرها 200 دينار (حوالي 90 دولارا) شهريا لنساء عملن في بيت الجنس بسوسة".

وواصل بقوله: "اجتهدنا كي نوفر لهنّ تدريبا في الصناعات التقليدية، وكانت التجربة رائدة؛ إذ تقبلن تجربتهن الجديدة بالدموع.. واستمرت متابعتنا لهن حوالي خمسة أشهر".

ولفت العلمي إلى أن ذنب اللاتي اخترن العمل بالمواخير يتحمله المجتمع كله؛ "فليس المشكل فيهن، بل في المجتمع الذي رضي لنسائه امتهان تقديم اللذّة والمتعة الجنسية بمقابل لشبابه وكهوله"، مشيرا إلى أن "المشكلة أيضا في نخبتنا المنافقة التي تتاجر بآلام النساء وتبيعهن على قارعة الطريق".

إغلاق 15 ماخورا

وطالب العلمي بإغلاق المواخير المفتوحة في البلاد، مضيفا أنّ "المرأة التي تتمتع بحقوقها كاملة وتشارك الرجل مناصفة في كل السلطات وفي الحياة السياسية، وتترشح لرئاسة الجمهورية، لا يجوز أن نراها في بيوت تبيع جسدها للباحثين عن الجنس".

وضجّت الصفحات بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بمئات التعليقات الغاضبة المتضمنة شتائم مختلفة للأخصائي الشريف، بينما كتب عزّ العروسي على صفحته أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لشاب جاءه يطلب الإذن بالزنا: "أترضاه لأمك؟ قال: لا، قال: أترضاه لأختك؟ قال: لا، فوضع يده الشريفة على رأسه ثم دعا له".

يشار إلى أن السلطات التونسية أغلقت بعد تحركات احتجاجية 15 ماخورا عقب ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011 من إجمالي 17 بيت جنس موزّعة في مختلف مناطق البلاد، حيث تخضع لسلطة وزارة الداخلية.


التعليقات (1)
الدسوقي
السبت، 17-12-2016 11:34 م
قال تعالى في كتابه العزيز عن أمثال هذا الفاسق الفاسد المفسد : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة ). فاللهم عليك به و بأمثاله؛ أرنا عجائب قدرتك فيهم ،و أحصهم عددا و أبدهم مددا و لا تغادر منهم أحدا حتى يتعظ من يريد الإتعاظ و يستيقن الناس أن من تعدى حدودك فقد ظلم نفسه .