سياسة عربية

من الموصل لريف إدلب.. رحلة نزوح لآلاف العائلات العراقية

تصل عائلات جديدة كل يوم هربا من القتال في الموصل - عربي21
تصل عائلات جديدة كل يوم هربا من القتال في الموصل - عربي21
وصلت إلى سوريا آلاف العائلات العراقية، التي فرت من القتال الجاري في مدينة الموصل، وانتشرت هذه العائلات من مدينة دير الزور شرقا وصولا إلى قرى ريف اللاذقية التي يسيطر عليها الثوار، في الغرب، في حين تحاول عائلات العبور إلى تركيا التي تغلق حدودها مع سوريا إلا أمام الحالات الطارئة.

وتحدث أبو خالد لـ"عربي21" عن رحلته من الموصل إلى قرية خربة الجوز بريف إدلب الغربي، والتي استمرت ما يقارب العشرة أيام، قائلا: "خرجت من الموصل لأحافظ على من بقي من أفراد أسرتي، فالحرب هناك لم تترك لنا مكان للبقاء به".

ويضيف: "قتل اثنان من أبنائي بغارة جوية على المدينة، ولا يوجد مكان آمن بالموصل نحتمي به من القصف، فكل المدينة هدف لطيران التحالف الذي لا يفارق السماء، ومن جهة ثانية تنظيم الدولة الذي يحاول تجنيد كل الشباب للقتال في صفوفه"، وفق قوله.

أما عن رحلة نزوحه، فقال أبو خالد لـ"عربي21": "خرجت من الموصل قبل شهر تقريباً، قاصداً محافظة دير الزور، وبعدها توجهت إلى الرقة، ومن ثم إلى ريف حلب، وصولا إلى ريف إدلب، حتى وصلت إلى قرية خربة الجوز الحدودية، وهدفي العبور إلى تركيا عبر هذه الجبال".

وأوضح أن هذه الرحلة بلغت كلفتها نحو ستة آلاف دولار "أنا وأفراد أسرتي السبعة، بين تكاليف الطريق وإيجار منازل؛ نبيت بها في كل منطقة نصل أليها، وبقي معي من المال ما يكفيني للدخول إلى تركيا"، مضيفا: "إن تمكنت من عبور الحدود، سأتوجه إلى إسطنبول حيث يسكن أقاربي".

وذكر أبو خالد أن الوضع بالقرى الحدودية مع تركيا بالشمال السوري، أفضل من وضع الموصل بكثير، موضحاً أن القصف والمعارك لا تتوقف هناك، لكن هنا يمكنه أن يختار مكانا آمنا ليسكن به مع أسرته في حال فشل في اجتياز الحدود والدخول إلى تركيا، كما قال.

كما التقت "عربي21" الحاج حسن، في مركز طبي بريف إدلب، وهو يرافق خمسة من أحفاده ويتوجه بهم إلى غرفة ليتم تلقيحهم.

وتحدث الحاج حسن، الذي جاء من العراق مؤخرا، عن الأوضاع بالموصل، وقال إن "جميع الأطراف العسكرية لا يهمها المدنيون وعدد الضحايا، ما يهمهم فقط حسم الصراع على الأرض ولو كلف ذلك قتل مئات الآلاف من الأبرياء، ولذلك قرر الخروج من مدينته، كما يقول

وعن رحلته إلى سوريا، ذكر الحاج حسن أنه وصل إلى ريف إدلب قبل يومين قادماً من الموصل، مع 13 عائلة من أقاربه، مشيرا إلى أنه يبحث عن قرية ليسكن فيها مع إخوته وأبنائه، وعند سماعه بوجود لقاح للأطفال في ريف إدلب توجه فوراً للمركز لمنح الأطفال ما فقدوه خلال الحرب في مدينته.

وقال: "لا يوجد في الموصل لقاحات، ولا مراكز صحية جيدة، ومن يعمل هناك في المجال الطبي يركز عمله على معالجة مصابي المعارك، دون التوجه لمساعدة المدنيين".

وأكد الحاج حسن عدم نيته الخروج من سوريا، لعدة أسباب، أهمها، كما يقول، أنه لم يخرج من الموصل هرباً من الموت أو خوفاً من الحرب، ولكنه يبحث عن مكان يمكنه أن يستقر به مع أقاربه، يوفر التعليم والرعاية الصحية للأطفال، وهذا ما وجده في قرى ريف إدلب القريبة من الحدود التركية، مشيراً إلى أنه يبحث عن أرض ليشتريها أو منزل للإيجار في الوقت الحالي ليمضي به الشتاء.

ويؤكد سكان في قرى ريف إدلب الغربي، لـ"عربي21"، أن آلاف العائلات العراقية وصلت إلى المنطقة مؤخراً، هدفها العبور إلى تركيا من القرى الحدودية، ما يزيد الضغط على مخيمات النازحين السوريين قرب الحدود  التركية، والتي تؤوي نحو 50 ألف مدني.

وبينما تصل أعداد جديدة كل يوم تقريبا، يعمل المهربون على إدخالهم إلى تركيا بطريق غير شرعية مقابل مبالغ مالية. ويمكن أن يمضي النازحون أياما عديدة في الجبال والغابات قبل عبورهم إلى الجانب التركي، في ظروف معيشية صعبة، في ظل الأمطار والبرد القارس.

وتعتبر قرى ريف إدلب القريبة من الحدود؛ مقصدا لأغلب المدنيين السوريين الهارين من مناطقهم، سواء من محافظة حلب أو حماة أو اللاذقية. وتنتشر عمليات التهريب عبر الحدود منذ أكثر من أربعة أعوام، لنقل العائلات النازحة إلى تركيا، بعد أغلقت تركيا المعابر الحدودية بشكل كامل أمام الداخلين إلى أراضيها.

التعليقات (0)