سياسة عربية

اغتيال عرفات .. في صدر من ستطلق رصاصة الاتهام ؟

هذه المرة الأولى التي يصرح بها الرئيس عباس بهذا الوضوح حول قضية اغتيال الرئيس عرفات- أرشيفية
هذه المرة الأولى التي يصرح بها الرئيس عباس بهذا الوضوح حول قضية اغتيال الرئيس عرفات- أرشيفية
في غمرة الاحتفالات الخجولة بذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات في رام الله وغزة والتي وصفها مراقبون بأنها لا ترتقي لرجل بحجم عرفات؛ عاد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتلميح بكشف النقاب عن قتلته قريبا قائلا: "أعرف من قتل عرفات ولكن شهادتي لا تكفي، وسنكشف الحقيقة قريبا، وستدهشون من الفاعلين".

وهذه المرة الأولى التي يصرح بها الرئيس عباس بهذا الوضوح حول قضية اغتيال أبي عمار، وهو ما يطرح تساؤلات حول التوقيت وعلاقته باحتدام الخلاف مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.

عباس متورط أيضا

وعن ذلك قال المحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم في حديث لـ"عربي21" : "إن طول مدة التحقيق وعدم الرغبة في إعطاء معلومات تشيران إلى أن هناك مماطلة في هذه المسألة، وجعلنا نشك أن الذين يماطلون وعلى رأسهم الرئيس عباس هم متورطون".

وأشار قاسم إلى كلام سابق لرئيس لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس عرفات اللواء توفيق الطيراوي الذي صرح بأن النتائج جاهزة ومعروف من الذي قتل عرفات؛ لكنه لم يتحدث بشيء بعد ذلك ولم يعلن عن المتورطين طوال الفترة الماضية.

وقال المحلل السياسي: "إن الذين يبحثون في القتل هم القتلة لأن قضية من هذا القبيل لا يجوز أن تبقى سرا؛ واذا كان هناك قاتل فعلا فقد كان يفترض أن تتخذ إجراءات ضده؛ لكن ذلك لم يوجه لأحد ولم تعقد محكمة؛ ولهذا يجب ألا نأخذ كلام عباس على محمل الجد".

ولم يستبعد قاسم أن يكون كشف أبي مازن المرتقب عن قتلة أبي عمار في إطار تصفية الحسابات مع دحلان، معتبرا أن "الساحة الفلسطينية مريضة وغارقة في الظلام وفي العمل من تحت الطاولة".

من جهته عبر النائب عن حركة فتح أسامة الفرا في تصريح لـ"عربي21" عن خشيته من أن يكون إعلان أبي مازن المرتقب عن هوية المتورطين تأتي في سياق الخلاف مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان.

وأشار الفرا إلى أن هذا الخلاف سيطر على الكثير من انشغال وتفكير أبناء حركة فتح محذرا من الآثار السلبية لذلك على وحدة الحركة ويشكل مدعاة لانشقاقها.

أدوات الجريمة 

وأكد القيادي في حركة فتح قدورة فارس لـ"عربي21" أن التأخير في الإعلان عن المتورطين في اغتيال عرفات ربما جاء بسبب حرص إسرائيل على إخفاء أدوات الجريمة باعتبار أن لها خبرة طويلة في عمليات الاغتيال قائلا: "إسرائيل تريد ألا تترك أثرا لها كدولة ولا لأي أدوات استخدمت في هذا الجريمة".

ورفض فارس ربط ذلك بالخلاف بين عباس ودحلان داعيا إلى "التريث والحكم بعد إعلان النتائج المرتقبة".

وتشير ترجيحات قوية مدعومة بتحليلات سابقة لخبراء جنائيين إلى أن رحيل عرفات لم يكن موتا طبيعيا؛ إذ أن التدهور الشديد الذي جرى على حالته خلال فترة قصيرة وما شاب ذلك من أعراض مصدره سم دس للرجل بطريقة ما.

ويدعم هذه الرؤية ما كشفه الصحفي الإسرائيلي المعروف "أوري دان"، وهو  الإعلامي الأكثر قربا من رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أرييل شارون، وما أورده في كتابه "أسرار شارون" الذي صدر عام 2007.

وفيه يقول "دان" إن شارون قد تحلل في 14 نيسان/أبريل 2004 من وعده لبوش بعدم التعرض لعرفات، وفي اللقاء الذي عقد بينهما في البيت الأبيض، قال شارون لبوش إنه لا يعد نفسه ملزما بالوعد الذي منحه له أثناء لقائهما الأول بعد فوزه في الانتخابات، وهنا رد بوش قائلا: "ربما من الأفضل إبقاء مصير عرفات بأيدي قوة عليا، بيد الله"، فأجاب شارون: "ربما يجب أحيانا مساعدة الله". وعندما سكت بوش اعتبر شارون أنه "تحرر من عبء ثقيل"، والعبارة الأخيرة للصحفي الإسرائيلي.
التعليقات (0)