مقالات مختارة

علاقة القاهرة بـ"البوليساريو".. استفزاز مصري غير مفهوم!

محمود سلطان
1300x600
1300x600
خلال النصف الأول من الشهر الجاري (أكتوبر 2016)، استقبلت مصر ممثلين عن جبهة البوليساريو الانفصالية!! مرة في اجتماع برلمان عموم أفريقيا والبرلمان العربي، ومرة أخرى في احتفالية "شرم الشيخ"، بمرور 150 عاما على تأسيس أول برلمان في مصر!

ولا يوجد في مصر من يعرف سببا معقولا ومنطقيا لهذا الكرم السلطوي مع البوليساريو الانفصالية المعادية للمغرب؟! وأي مصلحة وطنية تعود على المصريين من هذا "الاستفزاز" للمغرب، وإغاظته، ونقله إلى صف المحور المناهض لنظام 3 يوليو؟!

ما الذي يحمل القاهرة على "ملاعبة" المغرب؟!.. ولمَ مضايقتها بورقة "البوليساريو"؟! ما هي مشكلة مصر مع المغرب؟.. ولمَ هذا "التحرش" ببلد عربي أفريقي مهم يحتفظ بعلاقات قوية مع أوعية وقنوات صناعة القرار في أوروبا؟!

لا أحد يجيبك في مصر!!.. لأن الأسباب ربما تكون من قبيل "المكايدات".. والاستسلام لهواجس "الخطر" الإسلامي.. وهي المعضلة التي ما انفكت تورط القاهرة في علاقات ومواقف تضر بمصالحها الوطنية وبأمنها القومي.

 ربما السلطة في مصر "قلقة" من وصول الإسلاميين إلى السلطة في المغرب.. فما عساها تفعل مع أكثر من دولة عربية يشارك في حكمها الإسلاميون: المغرب، الجزائر، تونس، وليبيا؟!.. هل ستقاطع مصر كل هذه الدول، أو ستلاعبها بأوراق "الانفصاليين" واتّباع سياسة أمنية تستدعيها من عقود الخمسينات والستينات، والتي عفا عليها الزمن، وباتت من مخلفات وكراكيب الماضي الكئيب؟! 

ولا ندري ما إذا كان النظام المصري، يرى في المغرب مشروعا مناقضا لمشروعه في القاهرة.. وعلى رؤيته ذاتها بشأن المشروع التركي في عهد أردوغان.

المغرب انخرط في الربيع العربي بمشروع إصلاحي من داخل مؤسسته السياسية، قاده بذكاء وبحكمة ملكها الشاب، وتجنب تورط بلاده في الفوضى والاضطرابات، وهو مشروع ربما يزعج الطبقة الحاكمة في مصر، التي غيرت النظام بالتدخل الخشن لمؤسساتها الصلبة: مشروعان بالتأكيد متناقضان، وربما تمثل التجربة المغربية ضغطا مزعجا على الحالة المصرية.. ما يطرح سؤالا بشأن "نوايا" القاهرة، من علاقاتها "المستفزة" مع حركة البوليساريو الانفصالية.

 المشكلة الأكبر أن هذه الممارسات الخطرة متروكة لتقديرات النظام، ولا ندري ما إذا كان تحت يد خبرات سياسية أم أمنية، وإن كنت أشك في أن يكون بيد عقل سياسي حرفي يتصرف بمسؤولية وحكمة.. فيما لا يعرض على أي مؤسسة رقابية منتخبة مثل "البرلمان".. فلم نسمع أبدا أن لجنة الشئون الخارجية ناقشت أو سألت عن مغزى هذا الاستفزاز الرسمي لدولة عربية مهمة ومسالمة ولا توجد بينها وبين مصر أي خلافات جوهرية.. ولم نسمع مثلا أن أحدا في البرلمان تساءل عن استقبال القاهرة لرئيس مخابرات الديكتاتور السوري الوحشي والدموي بشار الأسد، الذي يقتل شعبه بالبراميل المتفجرة، ودمر نصف مدن بلاده، وشرد ملايين السوريين في بلاد العالم.. في وقت لم تبرد بعد الأزمة بين مصر والسعودية، بسبب الدعم المصري غير المحدود للاحتلال العسكري الروسي لسوريا. 

لا نريد إجابة عن هذه الأسئلة.. إذ لن نحصل عليها، ولكن نريد "حلا" فيما اعتبره "نزقا" سلطويا، يتحرك تحت ضغط المكايدات لا المصالح.

المصريون المصرية
0
التعليقات (0)

خبر عاجل