كتاب عربي 21

"سيسي" ... رئيس تافه بين الكبار

عبد الرحمن يوسف
1300x600
1300x600
احترت في المشهد، تأملته مرة بعد مرة، فركت عينيَّ كي أتأكد أنني في علم لا في حلم، رئيس جمهورية الأمر الواقع عبد الفتاح "سيسي" يقف في قمة مجموعة العشرين بين أهم رؤساء العالم!

كيف استطاع هذا التافه أن يدخل هذه القاعة؟

هل يمكن أن يكون قد غافل الحراس ودخل ولم يشعر به أحد بسبب قصر قامته؟

كيف دخل الوفد المرافق إذن؟ كيف وجد مقعدا على الطاولة مكتوبا عليه اسم مصر؟

لم يدهشني ما حدث له من تجاهل رؤساء الوفود والحكومات والدول لوجوده، فهذا مقامه في كل مكان يذهب إليه ... إنه سفاح، وصل للسلطة بانقلاب عسكري، والعالم كله يعلم ذلك، ولكن ما أدهشني حقا هو مجرد وجوده في هذا التجمع الهام.

***

لابد أن يعرف القارئ الكريم ما هي مجموعة العشرين أولا لكي يدرك وجه دهشتي، هي باختصار تجمع اقتصادي يضم أهم وأكبر 19 دولة في العالم، والاتحاد الأوروبي هو ما يكمل العدد عشرين، وليس للمجموعة مقر ثابت، ولا موظفون، بل هي تجمع يتولى التنسيق من خلال الدول الأعضاء مباشرة.

أهم أهداف المجموعة تنمية الاقتصاد العالمي، وتفعيل مبادرات التجارة الحرة، وتوفير فرص العمل.

أنشئت مجموعة العشرين عام 1999 بناء على مبادرة من مجموعة السبع لتجمع الدول الصناعية الكبرى مع الدول الناشئة كالصين والبرازيل والمكسيك، لمناقشة الموضوعات الرئيسية التي تهم الاقتصاد العالمي.

يستضيف الأعضاء بالتناوب اجتماع القمة السنوي إلى جانب اللقاءات الأخرى خلال السنة.

يلتقي القادة سنويا، فيما يجتمع وزراء مالية المجموعة ومحافظو البنوك المركزية مرات متعددة كلسنة.

***
وجود "سيسي" في المشهد أمر غريب، إذ لا يمكن مقارنة مصر بحالتها الاقتصادية والتعليمية والعلمية الحالية بأعضاء المجموعة، فهي تضم أهم الدول المؤثرة في اقتصاد العالم، فهذه المجموعة تتحكم في ثلثي تجارة العالم، وتنتج أكثر من 90 بالمئة من الناتج العالمي الخام، ومصر لا تملك نصيبا له وزن في التجارة العالمية (كالبرازيل وتركيا مثلا)، ولا تملك أي نصيب في الثروات الخام (كالمملكة العربية السعودية مثلا).

حين يتأمل القارئ الكريم أعضاء مجموعة العشرين سيعرف الفارق الشاسع بين الدول الأعضاء، وبين مصر التي يحكمها عسكر "سيسي": الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، أستراليا، ألمانيا، فرنسا، روسيا، إندونيسيا، إيطاليا، الأرجنتين، البرازيل، المملكة العربية السعودية، الصين، المكسيك، إنجلترا، الهند، تركيا، جنوب أفريقيا، كندا، كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

كانت أولى قمم مجموعة العشرين عام 2008، وقبل ذلك كانت اجتماعات على مستوى وزراء المالية، وفي جميع الأحوال لم تصل علاقة الدولة المصرية في أي عهد من العهود إلى درجة العضوية الكاملة التي تتيح لرئيس الدولة الحضور بين هؤلاء الرؤساء الذين يتحكمون في ثلثي اقتصاد العالم.

في العام الماضي استضافت تركيا هذه القمة، في مدينة "أنطاليا"، ولم يحضر "سيسي" القمة، ليس لأنها في تركيا، بل لأنه لا مكان له بين هؤلاء، وهذا هو الطبيعي، فبأي منطق تحضر دولة حصل نظامها التعليمي على الترتيب رقم 139 من 140 دولة!؟

***
وجود "سيسي" في هذه المنتديات الكبرى، وهو جاهل – حاصل على الشهادة الإعدادية فقط – يمثل فضيحة كبرى لمصر.

صحيح أنه يمثل فضيحة لحكم العسكر أيضا، ويعريه أمام أنصاره المخدوعين، ولكن ذلك لا يعفينا من نصيبنا في الفضيحة شئنا أم أبينا، فنحن مصريون، وهذا رئيسنا أمام العالم، بقوة السلاح، وبالدبابة، ولكن العالم لا يهتم بهذه التفاصيل، بل يرى لقطات إهانته، ويرى غباءه المبدع، ويتم تحميل ذلك على سائر المصريين.

شاهدت الصور والفيديوهات التي أهانت كل مصري بسبب هذا التافه، ولكن ظل السؤال يلح على ذهني "كيف تمكن من دخول تلك القاعة أصلا؟!".

وبعد تمحيص وتدقيق، وبعد الاستفسار والتحري ... جاءت لي المعلومة التي تفسر وجود رئيس بهذا التفاهة وسط أهم قادة العالم ... لقد دعته الصين كضيف شرف!

ولكن هناك سؤال آخر ... ما أهمية "سيسي" لكي يُدْعَى كضيف شرف لهذه القمة؟

وكانت الإجابة المؤسفة أنها دعوة مدفوعة الأجر!

بقي سؤالان: من الذي دفع؟ وكم دفع؟

تبين أن من دفع هو الدولة التي نعرفها جميعا، دولة المؤامرات، دولة السحت والإفك، ولا داعي لذكر الأسماء...!

كم دفعوا لكي يدخل هذا التافه تلك القاعة؟

هناك أرقام مختلفة ... ولكن في جميع الأحوال تجمع المصادر على أن المبلغ يقدر بملايين الدولارات.

***

 في نهاية الأمر ... لم تستفد مصر من وجود رئيسها الأهطل بين قادة العالم، بل تضررت صورة الدولة المصرية بشكل بشع، وسيلزمنا سنوات وسنوات لكي نرمم صورة مصر ورئيس مصر وحكومة مصر، سنحتاج لعمل مضن لإعادة الاعتبار لرجل الدولة المصري بعد أن حوله العساكر إلى مسخرة من مساخر السياسة الدولية.

لقد ذهبوا به لتلك القمة لكي يتحدث إعلام العالم عن وجوده تحت عنوان ("سيسي" يلتقي قادة العالم على هامش قمة العشرين)، ولكن ما حدث أن العنوان الأبرز في القمة كلها كان (فضائح ونوادر الرئيس المصري في قمة العشرين) !

***

كلمة أخيرة: إذا كانت هذه الإهانات موجهة لكل المصريين فقد آن الأوان إذن لتوحدنا أمام حكم العسكر، ولا شيء يمكن أن يوحدنا إلا أهداف ثورة يناير الجامعة، عيش ... حرية ... عدالة اجتماعية ... كرامة إنسانية ... ولا مجال لخلافات فكرية مزعومة، أو لمطامع سياسية قصيرة النظر.

يا معشر المصريين ... أنقذوا بلادكم من حكم العسكر قبل فوات الأوان !

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين ...
التعليقات (8)
عبدو
الإثنين، 12-09-2016 11:58 م
هل يمكن أن يكون قد غافل الحراس ودخل ولم يشعر به أحد بسبب قصر قامته؟ كيف يا عبد الرحمن باشا ؟ هل مرسي أطول منه . هذا ليس عيبا ، فبشار طويل ؟ وانت طويل أيضا ؟ لا يعاب الانسان بخلقة الله بل خلقه ؟
مصري
الأحد، 11-09-2016 10:45 م
السيسي بالفعل أشترت الإمارات له تذكرة ليذهب إلي قمة العشرين ليتمسح في أسيادة ، و ليسخر العرب بعد ذلك من هذا المهرج الصعلوك الذي ظهر خطأ وسط الرؤساء الناجحين النابهين فكلهم لهم تجاربهم الناجحة ، أما هذا الفاشل الذي نهب وسرق وقتل وخرب ودمر فالكل يعلم حقيقته ولذلك تحاشوا الظهور معهم حتي لا يسيئوا إلي بلدانهم بهذه الجرثومه القذرة ، وسواء أقتنع مؤيدوا هذه الجرثومه أم لا فهذا لن يغير من الحقيقة شئ وهي أن السيسي هو المتطفل الوحيد الذي لم توجه إليه أي دعوه ولا يملك أي مقوم أو سبب واحد يتواجد به في هذا الحفل الذي لا يحضرة إلا المتفوقين وليس الفشلة من محدودي الذكاء والإمكانات أمثاله .
محمد الدمرداش
الأحد، 11-09-2016 10:19 م
أخى عبد الرحمن ذكرتنى بشئ كتبته فى يناير 2012 إليه موضوعه .....................مواصفات رئيس مصر القادم بعد ثورة 25 يناير ................................. لقدشغلت بالى فكرة مواصفات رئيس مصر القادم بعد ثورة 25 يناير و رحت افكر و أدقق فى مصر ما هى ؟ 000 ما هويتها ؟000 ما حضارتها ؟000 ما شعبها ؟000 ما مشاكلها التى ضغطت بقوة ليطفو على السطح ثورة ؟ 000 وفى ظل المعطيات التى ترجح أن النظام البرلمانى الرئاسى المختلط هو النظام المؤسسى القادم الذى سترتديه مصر ليكون جوهر العمل فيه هو تلبية كل مطالب الثورة وجدت 0 مصر بلاد تراكم حضارى أنسانى متأصلة جذوره على ضفاف النيل تحتضن حضاراته التعددية و أطياف متباينة منذ فجر تاريخ البشرية والمرصود منه تعدى السبعة آلاف عام على أقل التقديرات و فى الأربعة عشر قرن الأخيرة نجد أن مصر فى ثوب الحضارة الأسلامية و هويتها أسلامية متدينة متسامحة مع نفسها و جيرانها و كل من فيها 0 * و من هذه الحيثية أستطيع أن أقول إن مصر تحتاج إلى رئيس فى مقومات تكوينه الشخصى الهوية الأسلامية و المرجعية الأسلامية و يتمتع بقبول و تواصل مع جميع أطياف و طوائف المصريين 0 و لما كانت أجمالى المشكلات التى تعانى منها مصر نتاج فساد أخلاق و أنحراف مبادئ و سوء أدارة للأشخاص الذين يديرون المواقع الحساسة المؤثرة فى الدولة كما أن الدكتاتورية كانت هى المرض العضال الذى تمكن منهم و لذا أعدوا عدتهم للقبض على السلطة لا تحمل الأمانة و المسؤلية و أستخدموا فى ذلك كل وسيلة شرعية و غير شرعية و شتى الأساليب الملتوية 0 * فأننا هنا بصدد البحث عن شخصية ذات خلق قويم متزنة نفسياً و أنفعالياً و عصبياً قيادية تجيد الأدارة و متمرسة فى العمل الجماعى و الخدمة العامة تقدم المساعدات و حينما نلقى على كاهلها مسؤلية رئاسة الجمهورية نجدها ذات عزم و صبورة و خادمة أمينة للبلاد و العباد و مخلصة النية لما حملت من أمانة0 * و لأن مصر ذات ثقل سياسى أقليمى و مؤثرة فى العالم العربى و الأسلامى و العالم الثالث فيجب أن لا نستهلك وقت كبير فى أستعادة أدوارنا المستحقة فى السياسات الخارجية و العلاقات الدولية 0 * و هنا يجب أن يكون شخص رئيس الجمهورية المرتقب و سنوقع عليه الأختيار شخص له حضور دولى و معروف لدى الأوساط السياسية و القيادية العالمية 0 و يبقى علينا نحن شعب مصر مسؤلية التصدى بكل قوة و حزم من أول وهلة عند ظهور أى خطأ أو أنحراف فى مجتمعنا حتى نقومه من أعوجاجه وهذا فى أوائل الأمور يكون سهلاً وأقل تكلفةمن تركه حتى يتعاظم و يتغول و يتحول إلى معضلة تحتاج إلى ثورة باهظةالتكاليف من دماء و أرواح و مصابين و ترويع آمنين و نشر الفوضى بينهم قبل الوصول إلى سدة أستقرار الأمور التى نحاول الوصول إليها الأن بأنشاء مؤسسات دولة تتحمل العبأ و تدير دفة الأمور نحو المطالب المنشودة 0 مرسلة بواسطة Fontos Cancon في 9:15 ص إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة في Twitter ‏المشاركة في Facebook ‏المشاركة على Pinterest ليست هناك تعليقات: إرسال تعليق
محمد الدمرداش
الأحد، 11-09-2016 08:21 م
• شخصية عالم السياسة ................... كاريزما الشخصية السياسية على المستوى المحلى و الدولي • رجل دولة لديه من الحنكة و المقومات التي تليق بحجم و قيمة دولة و شعب • برامج قابلة للتنفيذ لدى السياسي تحقق له الاستمرارية على المسرح السياسي و في المقابل إذا لم يكن لديه شيء أو فرغت جعبته من البرامج الحقيقة البناءة فالأجدر به اعتزال الحياة السياسية قبل أن يقصيه صندوق الناخبين و لا يكون ذلك إلا في الديمقراطيات و الحريات أما في ظل الدكتاتوريات و قمع الأنسان فستجد النقيض و حدث و لا حرج و سمى الأشياء بأسمائها و الشعوب التي تقبل الدنية خانعة خاضعة و الشعوب الحرة الأبية تلبس ثوب العزة مهما كلفها الأمر .
عبد الحفيظ
الأحد، 11-09-2016 08:15 ص
للأسف انظر خبث الغرب او ما يسمى الكفر لايريدون لنا الا و نحن في هذا المشهد للنافهين الذين لاقيم لهم ولا فيمة ولا كمال، تأملته مرة بعد مرة، فحركت عيناك كي تتأكد أنك في علم لا في حلم، رئيس جمهورية الأمر الواقع رءيس العسكر وليس المصريين أو الشعب المصري الابي عبد الفتاح "سيسي" خرج من ماتم رهيب وكان ماكان هو ومن معه من مصريين من العسكر وممثلين في السنما هز والواي واي للمثلات يجتهدون في ارتكاب الرذيلة على مرآي ومسمع و الغاشي المنتفع التافه مثله يقف في قمة مجموعة العشرين بين أهم رؤساء العالم! و من يرى غير ذلك ؛ فهو خائن عميل أو " عبيط " و أبله " أصيل " ، و صدق الله تعالى إذ يقول : ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ) ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم. قول مأخوذ عن مقال اوتعليق سابق