صحافة دولية

ديلي تلغراف: بعد عامين.. أين وصلت "الخلافة"؟

تلغراف: يواصل تنظيم الدولة حملته الدعائية رغم تراجعه ميدانيا- أرشيفية
تلغراف: يواصل تنظيم الدولة حملته الدعائية رغم تراجعه ميدانيا- أرشيفية
تساءلت الكاتبة جوسيه إنسور في تقرير نشرته في صحيفة "ديلي تلغراف": بعد عامين من إعلان الخلافة، أين نحن؟

وتقول إنسور إن يوم 29 حزيران/ يونيو 2014، هو اليوم الذي أعلن فيه أبو بكر البغدادي ما أطلق عليها الخلافة في كل من العراق وسوريا، حيث استفاد من الحرب في سوريا، وعدم الاستقرار، والنزاع الطائفي في الجارة العراق، وتقدم بسرعة في مناطق واسعة في كلا البلدين، وذلك في عام 2014، وألغى الحدود القائمة بينهما.

وتضيف الكاتبة أنه "خلال العام الماضي، قام تنظيم الدولة بتصدير رؤيته إلى العالم الخارجي، وانتشر تأثيره في أماكن كثيرة، وحصل على ولاء عدد من الحركات الإسلامية، مثل بوكو حرام في نيجيريا، وجماعة أبي سياف في الفلبين، وإمارة القوقاز في روسيا، وأدى الحكم القاسي، وشراسة التنظيم إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين في العراق وسوريا، وفي الآونة الأخيرة في ليبيا، وتم تشريد الملايين من بيوتهم، والتنظيم وزعيم النظام السوري في دمشق بشار الأسد مسؤولان عن أكبر كارثة لجوء لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

ويشير التقرير إلى أنه "تم تنفيذ عمليات عدة باسم التنظيم في مناطق متعددة من الشرق الأوسط والغرب، وحقق التنظيم العام الماضي ما لم يتخيله أحد، وهو تفجير طائرة روسية كانت في طريقها من منتجع شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ الروسية، وقتل من كان على متنها، وعددهم 224 راكبا وطاقمها، وقام المتشددون بقتل 100 شخص في ناد في باريس، ومكتب مجلة ساخر، بالإضافة إلى سياح في منتجع سوسة التونسي، وضربوا المتحف الوطني في العاصة تونس، وقبل أسابيع قام مسلح بقتل 50 مثليا كانوا يحتفلون بناد في مدينة أورلاندو الأمريكية، وهناك هجمات لم تحظ بالذكر، مثل الهجوم على بيروت، الذي قتل فيه 43 شخصا". 

وتستدرك الصحيفة بأنه "رغم هذا كله، فإن التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، بدأ بالرد، حيث قامت الحكومتان العراقية والليبية في الأشهر الأخيرة بهجمات على معاقله في الرمادي وهيت والفلوجة في العراق، وعلى سرت في ليبيا، وكانت ناجحة في طرد مقاتليه منها، وتلاشت قوة التنظيم الآن، وخسر الكثير من مواقعه، وأصيب المقاتلون الأجانب بحالة من الإحباط، وانشق عدد كبير منهم، ومع ذلك يحذر المسؤولون في الولايات المتحدة وبريطانيا من أن القتال لم ينته بعد". 

المناطق

وتبين أنسور أنه "في ذروة سيطرة التنظيم، في الفترة ما بين 2014 و 2015، كان يتحكم بثلث العراق وسوريا، واليوم لم يعد يسيطر إلا على نسب صغيرة، وخسر 45% من أراضيه في العراق، التي تضم الرمادي وهيت وسنجار والفلوجة وبيجي والرطبة، والمعركة الكبيرة التي تنتظره هي في الموصل، التي يعيش فيها مليون نسمة، أما في سوريا، فإن قوات النظام استعادت مدينة تدمر وسد تشرين الاستراتيجي والشدادي، وبدا النظام حملة لاستعادة الرقة، عاصمة ما يطلق عليها الخلافة، لكن لم يتم تحقيق تقدم ملموس حتى الآن، وفي مسار آخر تتقدم قوات سوريا الديمقراطية نحو مدينة منبج".

الموارد

ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تنظيم الدولة خسر موارده المالية، التي تراجعت بنسبة 30%؛ بسبب خسارته مناطق والضرائب التي كان يفرضها على السكان، حيث انخفضت مالية التنظيم، الذي اعتبر أغنى حركة إرهابية في العالم، من 56 مليون عام 2015 إلى 40 مليون الشهر الماضي.

النفط 

وتذكر الصحيفة أن التنظيم سيطر على حقول نفط سورية بعد إعلانه عن الخلافة، مشيرة إلى أنه في ذروة الإنتاج كانت موارد النفط تعود عليه بحوالي 40 مليون دولار في الشهر، وكان المشتري الرئيسي له هو نظام الأسد، حيث تقول تقديرات إنه يحصل الآن على 12 مليون في الشهر من النفط.

الضريبة

وتنوه الكاتبة إلى تراجع عدد السكان الذين يعيشون تحت حكم التنظيم، من 9 ملايين عام 2015، إلى أقل من 6 ملايين الآن، ما أجبره على رفع الضريبة، لافتة إلى أن شركة "أي أتش أس جينز" للاستشارات الأمنية وجدت أن التنظيم زاد من الضرائب على الخدمات الأساسية، واخترع طرقا للحصول على المال من السكان، حيث أصبح هؤلاء السكان عرضة لدفع الغرامة في حال ضبطهم وهم يقودون السيارة على الجانب الخاطئ من الطريق، أو إن لم يعرفوا الجواب الصحيح لآيات قرآنية، كما أجبر قادة التنظيم على تخفيض رواتب المقاتلين بداية هذا العام.

الفدية 

ويفيد التقرير بأنه مثلما تراجعت موارد النفط والضريبة، فإنه لم يعد لدى التنظيم رهائن أجانب، يبادلهم مقابل فدية مجزية، حيث يعتقد أن التنظيم حصل خلال الفترة ما بين 2014 و 2015، على عشرت الملايين جراء الخطف.

العضوية والولاء

وبحسب الصحيفة، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا يقدر عدد مقاتلي التنظيم في أوج قوته، بما بين 80 ألف إلى 100 ألف مقاتل، مشيرة إلى أنه بحسب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، فقد قتل منهم خلال العامين الماضيين ما يزيد على 25 ألف مقاتل. 

وتكشف أنسور عن أن تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا تراجع بنسبة 90% في العام الماضي؛ بسبب إغلاق تركيا حدودها مع سوريا، حيث يقال إن عدد من يسافر من دول المصدر، مثل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا والدانمارك، انخفض إلى أقل من خمسة في الشهر، لافتة إلى أن السفارات في تركيا تلقت أعدادا قياسية من طلبات مساعدة تقدم بها منشقون عن التنظيم، ويريدون العودة إلى بلادهم. 

ويستدرك التقرير بأن تأثير التنظيم الدولي في تزايد مستمر، حيث قدم له البيعة تنظيم أنصار بيت المقدس في مصر (2014)، وجماعة أبي سياف  في الفلبين (2014)، وأنصار التوحيد في بلاد الهند (2014)، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (2014)، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا (2015)، وإمارة القوقاز في روسيا ( 2015)، وجند الخلافة في مصر والجزائر (2014)، وحركة طالبان باكستان  (2014). 

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي يتراجع فيه التنظيم ميدانيا، فإنه يواصل حملته الدعائية بصورها الفظيعة والأفلام التي يصنعها خبراء متمرسون في العمل الدعائي لديه، بالإضافة إلى مجلته التي يقرأها كل مهتم "دابق".
التعليقات (1)
العوفي
الخميس، 30-06-2016 04:10 م
ماذا وجدتم في هذا النص الذي يعجبكم تناقلته اغلب الصحف العربية...وهل عجزتم ان تكتبوا مثله العبد يقلد السيد