مدونات

"الأردنيون يبحثون عن وصفي جديد"

وصفي التل
وصفي التل
يا ابن حوران الأبية، يا ابن هذا الثرى الطاهر، يا ابن هذا الوطن الأشم، يا ابن المفرق وإربد، يا ابن عمان والكرك، يا ابن البادية والريف، يا ابن الشمال والجنوب، يا ابن الضفتين، يا ابن العروبة، يا وصفي، يا صاحب الفكر الحر، يا ثائر الأمة وبطلها، يا مدافعا عن القضية وعروبتها، وصفي يا ابن الوطن وثراه الطاهر يا حبيب الوطن، يا عاشق الأرض والقمح، يا معشوق فلسطين... أين أنت؟ 

وصفي التل، يبحث الأردنيون عنك كلما سمعوا عن رفع الأسعار، كيف لا ووصفي هو من كان يرفض رفع الأسعار على المواطنين -وبشكل قاطع- إذ كان دائما يحث الجهات الرسمية على إيجاد بديل لجيب المواطن، فهو ابن الأرض والوطن، فكان دائما يحس بعناء المواطنين ويكون معهم ويساعدهم، وقد كان يؤمن بأن العمل الرسمي هو واجب وطني ليس مجرد منصب سياسي.

يبحث الأردنيون عنك بين زوايا الألم، فقصة فساد هنا، وأخرى هناك، والفساد ينهش لحم الوطن بلا رحمة من قبل الحيتان الذين لا يعرفون عن الوطن سوى السرقة من أبنائه، لا يعرفون سوى القصور الفخمة والسيارات الفارهة الذين سرقوا أموالها من قوت الشعب، أهلكوا الاقتصاد وأثقلوا كاهل الوطن، أوجعوه بسرقاتهم، فهم يتصرفون في هذا الوطن وكأنه (مال داشر)، هم اللصوص فمزابل التاريخ بانتظار هؤلاء الزمرة الضالة.

نعلم جميعا ومن شتى بقاع الوطن، أن الوطن يمر بأزمة اقتصادية خانقة جدا وأن الاقتصاد الوطني على المحك تماما ولا يفصله عن الهاوية إلى بضعة أمتار، فالمديونية العامة وصلت سابقا إلى مستويات خيالية جدا لا يكاد يصدقها عاقل، وهذا كله نتيجة الفساد المستشري في رحم الدولة.

ولا ينسى الأردنيون وصفي التل، عاشق الأرض، ابن عرار، وصفي الذي كان لا يعرف سوى حب الوطن ولا يجيد إلا العمل من اجله ولا يتقن سوى عشق العروبة، فكان وصفي وطنيا من الطراز الرفيع، طراز الشهداء والأبطال الذين سجلوا أسمائهم في التاريخ وصعدوا إلى الفردوس الأعلى.

 وصفي.. لا ينساه الأردنيون فهو الذي كان يعمل لهذا الوطن بكل صدق وإخلاص وأمانة، ومن بعض إنجازاته:  1- أسس الإذاعة والتلفزيون. 2- أسس صحيفة الرأي. 3- أسس معسكرات الحسين للعمل والبناء. 4- أسس البريد الأردني. 5- أسس الجامعة الأردنية –أم الجامعات.

في كل تغيير وزاري يتذكره الأردنيون، فهو ليسوا بأحسن منه، وصفي وليس مثله أحد، فقد أهلكنا من أتى بعده، أثقل كاهلنا عبدالله النسور وزملائه، من رفع الأسعار إلى المحروقات إلى الضرائب إلى كل ما يزعج الأردنيون، فبعض المسؤولين في هذا البلد يعملون وكأن هذا البلد (مزرعة جدهم) والسرقة منه حلال، يتصرفون وكأن هذه البلاد خالية من السكان، فأحدهم يبحث عن منصب وأخر عن مال، وأخر عن جاه وسلطة، وقد لا يعلمون أن التاريخ يسجل كل شيء وأنه لن ينسى ولو كلمة، وسيذكرها حتى وإن (زمن أول تحول). 

سيدي الشهيد –وصفي التل- أمنت بحب الأرض وعشقت الوطن، فأنت من قال "إلي ما يقبل البلد بضيمها، البلد ما تقبله بعزها" بالتأكيد أن مقولتك سيدي الشهيد تنطبق على الأحرار أبناء الوطن مثلك، ولا تنطبق على تلك الزمرة الضالة التي لا تعرف سوى السرقة من المال العام، لكن سيبقى الأردنيون الأشراف يحافظون على الوطن –كما الآن- في ضيقه، لتقبله الأرض بعزها، فحب الأرض والأيمان بالوطن مغروس فينا.

دولة الرئيس –عبدالله النسور-  قد لا أكون مطلعا على كل شيء، لكن.. ما رأيته أنك خالفت الوطنية وطريق وصفي مخالفة بشعة، خالفت القيم والمبادئ الوطنية بأفعالك بقراراتك بما تقوم به، هل لي أن أذكرك بخطابك الشهير (احملوني إلى عمان وسأحمل اللص ابن اللص) هل لي أن أذكرك يا دولة الرئيس بأيامك عندما كنت أنت معارض من الطراز الرفيع، هل لي يا دولة الرئيس أن أقف وأبناء وطني صامدين في وجهك ونردد لك ارحل فالرحيل يليق بك.

نبحث عن وصفي أخر ليكمل المسيرة، وكلنا علم (هو وحده وصفي) نبحث من شدة اليأس والألم الذي يحيط بنا من كل جانب ومن كل حدب وصوب، من كل جهة، فالفساد عم البلاد وكل مسؤول يتصرف وكأن هذا البلد (مال داشر) الجميع يسرق وينهب، نبحث لأن الاقتصاد يتألم فهو مثقول الكاهل بشكل صعب، الديون تتراكم ولا سداد للمقرضين، نبحث لأن رفع الأسعار أوجعنا ونحن نعلم لو عاد وصفي لعادت الأسعار كما السابق، فحكومتنا ترفع الأسعار وتثقل جيب وكاهل المواطن المسكين، فهم لا يعرفون للمال طريق سوى جيوب الفقراء، حكومة لا تفقه في دستور الوطنية شيء، ودستورها رفع الأسعار وتأجيل الحلول.

نحلم بوطن خالي من الديون والفاسدين، ننام ونفكر قبل النوم ونهذي أثناء نومنا بأردن نظيف لا ديون أو فاسدين، نتمنى بأن يأتي مسؤولون على نهج وصفي، ويكملون سيره نحو وطن أفضل، نحو أردن أجمل، نحو بلد جميل ونظيف، فهذا البلد يستحق الأفضل لأنه الأفضل. 

لكن ثق تماما يا سيدي أن هذا الوطن سيبقى -وبإذن الله- صامدا، فكما قلت سيدي الشهيد (وصفي التل) "الأردن ولد في النار، لكن لم ولن يحترق" فدستور الوطنية نحمله في قلوبنا، والتضحية والفداء طريقنا، فهذا الوطن يستحق أن نضحي من أجله، لأن هذا الثرى الطاهر لا يرتوي إلا بدماء أبنائه، إذ تستمر سلسلة الشهداء في هذا الوطن الأشم مسيرها ليبقى هو في القمم، وتبقى راية العز والشرف راية الأردن ترفرف في الأعالي، لتعلن "هنا الأردن يا سادة".
0
التعليقات (0)