ملفات وتقارير

مرشحو رئاسة أمريكا يغازلون إسرائيل "واليهودي" ينتقدها

ساندرز يرفض استمرار الحصار على غزة ويطالب برفعه فورا ـ أ ف ب
ساندرز يرفض استمرار الحصار على غزة ويطالب برفعه فورا ـ أ ف ب
سلط تقرير نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل" الضوء على مرشح الرئاسة الأمريكية السناتور بيرني ساندرز، باعتبار أنّه المرشح الوحيد الذي قام بانتقاد إسرائيل علانية، رغم أنه يُعدّ من المرشحين الأقل حظا في الانتخابات، وبرغم أن باقي المرشحين لم يملكوا من أمرهم شيئا سوى "مغازلة إسرائيل"، وكيل المديح لها في لقاءاتهم مع "إيباك".
 
وقال الموقع إن المرشح الأقل حظا للحزب الديمقراطي ينتقد بشدة المستوطنات، وحكومة نتنياهو، ويصر على أنه يمكن أن تكون داعما لإسرائيل وللاتفاق النووي في آن واحد.

ومن ضمن الانتقادات التي أظهرها التقرير أن ساندرز اتهم إسرائيل مؤخرا باستخدام القوة المفرطة في عملياتها العسكرية، وانتقد سياسات حكومة نتنياهو الاستيطانية، في خطاب صدر يوم الاثنين خلال حملته في مدينة سالت لايك، في ولاية يوتا.

ويبدو أن ساندرز رغم إعلانه الالتزام بأمن إسرائيل، لكنّه لا يتورع عن انتقادها وانتقاد حكومتها وبشدة، بحسب تايمز أوف إسرائيل. 

وقال التقرير إن ساندرز أثار الاستغراب باختياره متابعة حملته في الغرب بدلا من المشاركة في مؤتمر إيباك السنوي في واشنطن، وقد زار أربعة المرشحين الرئاسيين الآخرين المؤتمر الداعم لإسرائيل – قدم ساندرز خطابه، الذي عرض في وقت سابق تقديمه أمام إيباك عبر الأقمار الصناعية، حيث ناقش الموضوعات التي كان على الأرجح سوف يقدمها هناك.

وحول علاقته بإسرائيل، قال ساندرز: "لدي صلة شخصية عميقة مع إسرائيل"، وأضاف: "متأكد أنني المرشح الرئاسي الأمريكي الوحيد الذي سكن في كبوتس"، بحسب الموقع.

وتابع تقرير تايمز أوف إسرائيل القول: وساندرز هو أول مرشح رئاسي يهودي ضمن حزب كبير. وبالرغم من هزيمته من قبل المرشحة الأوفر حظا هيلاري كلينتون في خمسة من أصل ستة في المنافسات التمهيدية الأخيرة، انتصر ساندرز بشكل كبير على وزيرة الخارجية السابقة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي للناخبين في الخارج. وتم كشف نتائج هذه الانتخابات يوم الاثنين، ساعات قبل نشر خطابه حول السياسة الخارجية على موقعه الرسمي.

ووفقا للتقرير، أكد ساندرز أن إسرائيل "هي أحد أقرب حلفاء أمريكا. وأن الأمريكيين كوطن ليس ملتزما لبقاء إسرائيل فحسب، بل أيضا لحق شعبها للعيش بسلام وأمان".

وفي تبريره لموقفه من إسرائيل، قال ساندرز: إن العلاقة المقربة بين الدولتين تجبر الأطراف "قول الحقيقة كما نراها"، مؤكدا على أن "خلافاتنا سوق تأتي وتذهب، وعلينا الصمود بوجهها بشكل بنّاء".

ونوه التقرير إلى خطاب ساندرز مزج بين انتقاد إسرائيل وانتقاد النشاطات الفلسطينية، مضيفا أنه "بينما ذكر الإرهاب في سياق تنظيم داعش وحزب الله، إلا أنه تطرق إلى موجة العنف الجارية ضد مدنيين وعسكريين إسرائيليين على حد سواء كهجمات".

رفض تجاهل معاناة غزة 

وتعهد ساندرز بالعمل جاهدا من أجل الوصول إلى هدف السلام كشريك وصديق لإسرائيل"، ولكنه قال إنه: "من أجل النجاح، يجب ألا نكون أصدقاء إسرائيل فقط، بل أيضا للشعب الفلسطيني".

وأعلن ساندرز أنه "لا يمكن تجاهل المعاناة في غزة"، ولكنه تجنب إلقاء اللوم على سبب المعاناة، بحسب التقرير.

وعبر ساندرز، مثل منافسته الديمقراطية، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، عن دعمه لحل الدولتين، قائلا إنه: "إمكانية السلام الوحيدة".

تفاصيل خطته لحل الدولتين

وأشار التقرير إلى أن ساندرز فصّل خطته للوصول إلى هذا الحل، وذلك عبر عدة خطوات.

وقال إن "الخطوة الأولى في الطريق أمامنا هي التهيئة للعودة إلى عملية السلام بواسطة المفاوضات المباشرة".

ونوه إلى ضرورة "بناء الثقة لدى كلا الطرفين، القيام ببعض خطوات حسن النية، وبعدها المباشرة بالمفاوضات عندما تكون الظروف ملائمة".

وبحسب التقرير، قال ساندرز إنه من أجل القيام بهذا، بجب أن يكون هناك "اعتراف غير مشروط من قبل الجميع بحق إسرائيل بالوجود" و"انتهاء جميع أشكال الهجمات ضد إسرائيل".

وأضاف أن السلام "يتطلب من منظمات مثل حماس وحزب الله التخلي عن محاولاتهم لإضعاف امن إسرائيل"، وهو شرط من المستبعد أن تقبله حماس، التي رفضت إزالة الدعوة لدمار إسرائيل من ميثاقها الرسمي.

وحول ما يجب أن تقوم به إسرائيل لإنجاح السلام، قال ساندرز إنه من أجل التوصل إلى السلام، على إسرائيل "إنهاء ما هو بمثابة احتلال الأراضي الفلسطينية، إنشاء حدود متفق عليها وسحب المستوطنات في الضفة الغربية، تماما كما فعلت إسرائيل في غزة".

وقال ساندرز، وفقا لتقرير تايمز أوف إسرائيل: إن "السلام يعني أيضا الأمن لجميع الفلسطينيين. يعني الحصول على تقرير المصير، الحقوق المدنية، والسلامة الاقتصادية للشعب الفلسطيني".

وانتقد ساندرز "مصادرة إسرائيل الأخيرة لـ579 فدانا من أراضي الضفة الغربية"، التي قال إنها "تعرقل عملية السلام، وفي نهاية الأمر، والأمن الإسرائيلي أيضا"، وفقا للتقرير.

وأضاف التقرير أنه بالرغم من رفضه "لأي هجوم ضد إسرائيل غير مقبول"، لكنّه اتهمها بـ"ردود فعل مفرطة على الهجمات".

إنهاء الحصار على غزة

ومن الأمور التي يؤمن بها ساندرز أن "السلام يعني أيضا إنهاء الحصار الاقتصادي على غزة. يعني توزيعا مستديما ومتساويا لموارد المياه الثمينة؛ كي تتمكن كل من إسرائيل وفلسطين الازدهار كجيران".

وبحسب التقرير، قال ساندرز: "ساهم نقص المياه في تراجع وتصحر الأراضي الفلسطينية. سيتطلب السلام الدائم الاعتراف بحق الفلسطينيين بالتحكم بحياتهم، وأكبر حاجة للحياة الإنسانية هي المياه".

ويرفض ساندرز بشدة سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، مؤكدا أنه من "الهزلي اقتراح بعض العناصر في حكومة نتنياهو، إن بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية هو رد ملائم على العنف الأخير".

وقال إنه "أيضا غير مقبول لحكومة نتنياهو اتخاذ القرار للاحتفاظ بمئات ملايين الشواقل من عائدات الضرائب من الفلسطينيين، والتي من المفترض أن تجمعها نيابة عنهم".

وأشار تقرير الموقع إلى أن انتقادات ساندرز لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كانت محدودة أكثر، وقال إنه: "من غير المقبول لعباس أن يطالب بإلغاء اتفاقية أوسلو عندما يجب أن يكون لهدف إنهاء العنف".

وأكد التقرير أن لدى ساندرز انتقادات أشد لحكومة حماس في غزة، وقال إنه: "يعارض بشدة موقف حماس بأنه لا تملك إسرائيل الحق بالوجود".

موقف متوازن


وقال تقرير تايمز أوف إسرائيل إنه وبعد انتقاد تصرفات حماس، وازن ساندرز مرة أخرى انتقاداته بقوله: إنه بالإضافة إلى العديد من داعمي إسرائيل، انتقدت بشدة الردود الهجومية الإسرائيلية التي قتلت حوالي 1,500 مدنيا، وأدت إلى إصابة العديد غيرهم"، ومن ضمنها "قصف المستشفيات، والمدارس، ومخيمات اللاجئين".

ونادى ساندرز المجتمع الدولي لـ"التعاون من أجل مساعدة غزة على التعافي"، وفقا للتقرير، وتحدث أيضا عن التحديات الإقليمية في أنحاء الشرق الأوسط.

ونوه التقرير إلى أن ساندرز يفتخر بمعارضة اجتياح إدارة بوش عام 2003 للعراق، وقال إنه على الولايات المتحدة الاستمرار بمحاربة تنظيم داعش، وأضاف أنه "لا شك لدي بأنه على الولايات المتحدة المتابعة المشاركة في التحالف الدولي للقضاء على هذا التنظيم البربري".

وأضاف أنه على الولايات المتحدة أيضا لعب دور أكبر في عرقلة تمويل داعش ومحاولته عبر الإنترنت؛ لتحويل الشباب الغاضبين إلى الجيل القادم من الإرهابيين، على حد وصفه.

وقال ساندرز: "بينما لدى الولايات المتحدة دور هام في هزيمة داعش، يجب أن يتم هذا بقيادة الدول في المنطقة، التي بعضها لم تتجاهل التطرف العنيف منذ وقت طويل فحسب، بل شجعته ومولته أيضا"، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

وأوضح أنه "على اللاعبين المركزيين في المنطقة -وخاصة دول الخليج- اتخاذ مسؤولية أكبر في مستقبل الشرق الأوسط".

وأضاف ساندرز أنه "لا يمكن للدول الثرية والقوية في المنطقة أن تتوقع بعد من الولايات المتحدة أن تقوم بعملهم نيابة عنهم. نحن لسنا شرطة العالم".

موقفه من الحرب في سوريا والعراق


وحذر من أن تعزيز المشاركة العسكرية في سوريا "يتطول الحرب فقط، وتزيد الفوضى في سوريا، ولن تنهيها".

وبحسب التقرير يصر ساندرز أنه بدلا من ذلك، "الحل الوحيد في سوريا هو اتفاق سياسي متفاوض عليه".

وأكد ساندرز على أن معارضته لحرب العراق تعكس معارضته للتدخل العسكري غير المحدود، وفقا للتقرير.

وقال: "أعتقد أن اختبار الدولة القوية مع أقوى جيش في العالم، ليس كمية الحروب التي يمكننا المشاركة بها، بل كيف يمكننا استخدام قوتنا لحل نزاعات دولية بطريقة سلمية".

وأضاف أنه "نعم، الإمكانية العسكرية يجب أن تكون مطروحة دائما، ولكن يجب أن تكون الملاذ الأخير".

وأكد المرشح الديمقراطي، الذي يحظى بدعم الشباب في حزبه، على دعمه للاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه في شهر يوليو الماضي، والذي بدأ تطبيقه في شهر يناير، بحسب التقرير.

وأكد ساندرز أن "خلاصة الأمر هي كذلك: في حال النجاح بتطبيقه -وأعتقد أن هذا ممكن- سيمنع الاتفاق النووي إيران من الحصول على أسلحة نووية". 

وقال إن الاتفاق لا يحقق كل ما كان يريد منه، إلا أنه أصر على أنه "أفضل بكثير ما كنا عليه مع تطوير إيران لأسلحة نووية مع تصاعد إمكانية التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل كل يوم".

ورفض ساندرز الادعاء بأن الموقف الداعم لإسرائيل هو معارضة الاتفاق.

وختم التقرير بقول ساندرز إنه "في حال مخالفة إيران للاتفاق، سوف نعيد فرض العقوبات وتطرح جميع الإمكانية من جديد"، مطالبا العالم بالتوحد في إدانة تجارب إيران البالستية الأخيرة، بالإضافة إلى دعمها المستمر للإرهاب بواسطة تنظيمات مثل حزب الله"، بحسب تقرير "تايمز أوف إسرائيل".
التعليقات (1)
متابع
الجمعة، 25-03-2016 05:47 م
المرشحين كان نفسهم تكبر فى دماغ نتنياهو و يهاجم غزة لكن نتنياهو طلع واعى