سياسة عربية

نشطاء يطلقون مبادرة شبابية مستقلة لمحاولة حل الأزمة المصرية

أعلن الشباب الاستمرار في بذل الجهود لتحقيق الاصطفاف الفعلي على مبادىء ثورة يناير - أرشيفية
أعلن الشباب الاستمرار في بذل الجهود لتحقيق الاصطفاف الفعلي على مبادىء ثورة يناير - أرشيفية
أطلق مجموعة من السياسيين المستقلين، وبعض شباب ثورة 25 كانون الثاني/ يناير من تيارات ثورية مختلفة، مبادرة شبابية مستقلة، حملت عنوان "إعلان فبراير"، لمحاولة إنهاء الأزمة المصرية، التي حدثت عقب انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.

وشددوا في مؤتمر صحفي، ظهر السبت، بمدينة اسطنبول التركية، على أن طريقهم طريق ثوري جماهيري، وأن سلمية الثورة هو طريقها الصحيح والوحيد، وأنهم لن يقبلوا بأن يجرهم "إرهاب النظام الحالي إلى مستنقع العنف، الذي لا تحتمله الثورة، ولا يحتمله الوطن، ولا يريده سوى النظام القمعي، الاستبدادي، الذي يقتل مواطنيه".

وقالوا: "نحن مجموعة من شباب مصر الذين عاشوا تجربة ثورة يناير العظيمة، آلامها، وآمالها، أحزانها، وأفراحها، كبواتها وانتصاراتها، وقد شهدنا مجازر العسكر في معركة الجمل، وماسبيرو ومحمد محمود، ورابعة، والنهضة، وبورسعيد والدفاع الجوي ورمسيس والقائد إبراهيم، وسائر مجازر العسكر بحق المصريين في كل ربوع الوطن من 28 كانون الثاني/ يناير 2011 إلى الآن، نؤكد أن ثورتنا المستمرة رغم كل شيء".

وأضافوا: "والآن، عادت قوى الاستبداد لاحتلال ميادين الحرية، وأصبح السفاح الذي أشرف على أكثر من مجزرة رئيسا للجمهورية، وأضحى فلول النظام السابق أغلبية البرلمان، فيما عاد الذين أشرفوا على كل تلك المجازر إلى مناصبهم في كافة الأجهزة الأمنية، أو كفل لهم النظام خروجهم الآمن سالمين بما احتملوه من جرائم وآثام في حق الشعب المصري، أما الثوار الذين صمدوا في الميادين وناضلوا من أجل حقوق المصريين، فهم بين شهيد ومعتقل ومطارد في وطنه، ومشرد في منفى إجباري".

وأعلنوا الاستمرار في بذل الجهود، دون يأس أو ملل، لتحقيق الاصطفاف الفعلي على مبادىء يناير وتجاوز الخلافات والمعارك الصغيرة بين الأفراد والكيانات التي تؤمن بها.

وتابعوا: "نمد أيادينا إلى المناضلين الصامدين في الداخل، ونتعاون مع هؤلاء الذين اضطرتهم سلطة الانقلاب العسكري إلى الخروج، ونحترم تجربة من سبقنا وخبراتهم، ونطلبها، ونقدرها، ونستضيء بها، لكننا نرى أن جيلنا قد أنضجته تجربة السنوات الماضية، وآن له أن يكون في صدارة المشهد".

وأشاروا إلى أنهم يتواصلون مع حراك الداخل، ويحاصرون مصالح النظام الذي وصفوه بالمستبد في الخارج، كما يتواصلون مع محيطهم الإقليمي والدولي، ويمدون أياديهم إلى سائر المهتمين بقضايا تحرر الشعوب لمناصرة قضيتهم "العادلة".

وأوضحوا أن "الحكم العسكري تجاوز مرحلة القضاء على الثورة إلى مرحلة القضاء على الوطن ذاته، وظهرت عمالته الفجة للعدو الصهيوني، ومجاهرته بها، وتجاوزه لثوابت الشعور الوطني، والأمن القومي المصري، لذلك نرى ضرورة التحرك السريع لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق على يد جنرال معتوه، ونرى أن واجب اللحظة الراهنة هو الحفاظ على مصر قبل أي شيء آخر، وندعو كل من يستشعر هذا الخطر الوجودي إلى مؤتمر وطني جامع، للوصول إلى خطة إنقاذ الوطن، ومشروع لدولة يناير يتوافق عليه الجميع".

وذكروا- في بيان لهم-: "نحن أبناء هذه التجربة القاسية، نعلن أن معركة الثورة لم تنته، وأننا كما أخرجنا من الميدان في يوم الخامس والعشرين بالقوة ثم عدنا، سنعود مرة أخرى، قريبا".

وأردف: "طريقنا هو الحفاظ على وظائف الدولة لصالح المجتمع، صاحب السيادة والشرعية والحق في تقرير المصير، طريقنا هو بناء دولة يناير، ونحن نرى أن الحفاظ على حقوق العاملين والموظفين لا يتعارض بحال من الأحوال مع إعادة هيكلة المؤسسات بشكل فوري وحاسم، لتطهيرها من الفساد والتخريب حتى تؤدي دورها الوطني المنشود في المستقبل".

وأضاف البيان: "لا نبكي على لبن مسكوب، ولا نعيش في أوهام المظلوميات العقيمة، بل نعتبر أن مظالم المجتمع المصري وحقوقه كلها دون تفرقة أمانة في أعناقنا، وهدفنا إقامة دولة القانون، الحق لا الثأر، والعدالة الانتقالية لا الانتقامية".

واختتم البيان بالقول: "آن لهذا الشعب أن يحظى بحاكم عادل، آن لفقر المصريين أن ينتهي، آن لكل عامل وفلاح وموظف وطبيب ومهندس ومهني وطالب ومدرس أن يحصلوا على نصيبهم العادل من ثروات بلادهم، وآن أوان القضاء على احتكار أولي الأمر للثروة والسلطة".

ووقع على البيان كل من عبد الرحمن يوسف (شاعر وكاتب)، ود. منذر عليوة (إعلامي)، ومحمد طلبة رضوان (صحفي وكاتب)، وعمار البلتاجي (عضو رابطة الدفاع عن المعتقلين)، وغادة نجيب (ناشطة سياسية)، ومحمد كمال (ناشط سياسي).

يذكر أن مصر شهدت عقب الانقلاب العسكري العديد من المبادرات السياسية المختلفة من أجل السعي لحل الأزمة المصرية، إلا أن كل المبادرات لاقت فشلا ذريعا، بسبب رفض سلطة الانقلاب العسكري أي تجاوب معها بأي شكل من الأشكال، وكذلك في ظل إصرار الكثير من القوى المناهضة للانقلاب على مواقفها، وتمسكها بمطالبها التي تصفها بالمشروعة.



التعليقات (0)