إيران تجدد سرد قصة احتجاز البحارة وتنكل بأمريكا (إنفوغرافيك)

عاودت القيادات العسكرية الإيرانية، سرد قصة احتجاز البحارة الأمريكيين من جديد. فبعد أيام من وصفه عملية الاحتجاز بأنها "أذلت أمريكا وأظهرت قوة إيران"، جدد قائد القوة البحرية الإيرانية، ذكر الحادثة، الأربعاء، بقوله: "الأمريكيون والفرنسيون رأوا قوة الحرس الثوري يوم احتجاز الأمريكان".

وقال علي فدوي في تصريح نشرته وكالة "فارس" الإيرانية، إن "الأمريكيين يفهمون لغة القوة أكثر من أي شيء آخر، لذا فإنهم يتنازلون حينما يرون أن الطرف الآخر أقوى منهم"، لافتا إلى أن "الأمريكيين يعرفون جانبا فقط من قدراتنا وسيعرفون القسم الأكبر منها حينما يكون الوقت متأخرا لهم".

وأكد العميد فدوي أن "القوة البحرية للحرس الثوري هي في مواجهة مع الأمريكيين منذ أعوام طويلة وقد وجهت لهم الكثير من الضربات". وأشار إلى أن المواجهات بدأت في عامي 1987 و1988. وقال إنه "منذ ذلك الحين لم نتوقف ولو 24 ساعة عن الرقي بقدراتنا".

ولفت إلى أنه حين احتجاز قوات الحرس الثوري للزورقين الأمريكيين فقد كانت هنالك في المنطقة حاملة طائرات على متنها 90 طائرة وفرقاطة حربية ومدمرة، فضلا عن سفن حربية فرنسية وألمانية، وحلقت 18 طائرة بطيار ومن دون طيار، إلا أن قوات حرسنا الثوري أنجزت مهمتها بقوة وتحدثت بحزم مع الفرقاطة الأمريكية.   

وأوضح فدوي: "لدينا الكثير من أشرطة الفيديو حول عملية احتجاز البحارة الأمريكيين وسنقوم بعرضها في حينها"، مضيفا أنه "ليس باستطاعة أي دولة، حتى من دول الاتحاد الأوروبي جميعها، إيقاف سفينة أمريكية، باستثناء زوارقنا التي لا يتجاوز طولها الـ10 أمتار.. قامت خلال الأشهر الأخيرة بتوقيف سفينة أمريكية".

وكان قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني علي فدوي، قد صرح يوم الجمعة 30 كانون الثاني/ يناير 2015، بأن عملية احتجاز قوات حرس الثورة للمارينز الأمريكيين، وضعت علامة استفهام على قوة أمريكا وأدت إلى إذلالها وأظهرت قوة إيران المتفوقة لدى الإدارة الأمريكية.

وأضاف، بحسب ما نقلت عنه "وكالة أنباء فارس" الإيرانية، أن "أمريكا تولي أهمية كبيرة لرسم صورة عن قوتها وتفوقها لدى الرأي العام الأمريكي"، مشيرا إلى أن "الكثير من الدول تتصور أن أمريكا تمتلك أقوى قدرة عسكرية في العالم، انطلاقا مما تمتلكه الولايات المتحدة من قواعد عسكرية في شتى أنحاء العالم وما ترصده من ميزانية كبيرة لنفقاتها العسكرية".

ورأى الجنرال الإيراني، أن "قدرة أمريكا العسكرية ترتكز على قوتها البحرية وانتشارها في البحار، ومن هنا فهي حشدت كل ما تمتلك من قدرات عسكرية داخل أساطيلها البحرية، ولهذا السبب فإن القوة البحرية الأمريكية تعتبر جيشا كاملا".

وأكد قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإيرانية، أن "الإدارة الأمريكية تدرك جيدا لغة القوة وتنقاد إليها لأن الغطرسة هي من الأسس التي ترضخ لها هذه الإدارة".

ولفت قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإيرانية، إلى تصريحات قائد الثورة الإيرانية علي خامنئي، خلال استقباله كوادر الحرس الثوري الذين احتجزوا البحارة الأمريكيين، إذ إنه وصف الخطوة بـأنها "شجاعة وفي محلها وتعبر عن الإيمان".

من جانبه، علق رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، اللواء سيد حسن فيروز أبادي، على احتجاز الأمريكيين، الأربعاء 13 كانون الثاني/ يناير، بالقول: "لولا حسن نية ضباطنا، لكانت الولايات المتحدة أمام مصيبة جديدة".

وزعم أبادي، وفق بيان نشر على موقع الجيش الإيراني، في وقت سابق، أن "القوات المسلحة الإيرانية، تصرفت بحذرٍ خلال الحادث، رغم الاستفزازات الأمريكية"، مشيرا إلى أن "أعضاء الكونغرس الأمريكي يفتعلون المشاكل مع إيران بشكل يومي، ونتمنى أن يستخلصوا الدروس من الحادثة الأخيرة".

وكان أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، أكد في 14 كانون الثاني/ يناير 2016، أن العملية التي قام بها الحرس الثوري الإيراني في مياه الخليج الفارسي واحتجز عبرها الزورقين الأمريكيين، تحمل أول رسالة للسعودية، بأنه يجب أن لا تنجر إلى المسار الخاطئ وأن تدرك أن هناك قوة قريبة منها.

وقال رضائي في مقابلة متلفزة، إن "العملية تحمل عدة رسائل لدول المنطقة، وإنه يجب على هذه البلدان أن لا تلعب بالنار، والجميع قد رأوا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استطاعت أن تحاصر بسهولة الزورقين المتطورين الأمريكيين التابعين لأكبر جيش في العالم، وأن تفرج عن العسكريين من منطلق القوة".

ولفت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أجرى اتصالات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وأكد أنهم ارتكبوا خطأ، وأنه كان يجب عليهم أن لا يدخلوا المياه الإيرانية، مضيفا أن "الرسالة الأخرى موجهة إلى أمريكا، حيث إنها يجب أن تدرك أن إيران بلد يتعامل مع عسكرييه بأخلاق حسنة، وهي في ذروة قوتها".