سياسة عربية

وزير ري السيسي يعلن عن خزان مياه بعد نصف قرن من اكتشافه

إعلاميون مصريون: الإعلان عن المشروع لا افترضنا أن له جدوى لا يتناسب والأزمة مع إثيوبيا ـ أرشيفية
إعلاميون مصريون: الإعلان عن المشروع لا افترضنا أن له جدوى لا يتناسب والأزمة مع إثيوبيا ـ أرشيفية
كشفت صحيفة "المصري اليوم"، الثلاثاء، النقاب عن أن إعلان وزير الري والموارد المائية المصري، حسام مغازي، اكتشاف مصدر جديد للمياه الجوفية في مصر، قال إنه يكفيها لمدة 100 عام، تحت اسم "الخزان الجوفي النوبي"، يتناقض مع الدراسات التي تمت سابقا، والتي تشير إلى اكتشافه منذ خمسينيات القرن الماضي.

وقالت الصحيفة إن الوزير أشار إلى أن المصدر الجديد سيغذي جميع الآبار المستخدمة بمشروع المليون ونصف المليون فدان، برغم أن الدراسات العلمية، التي أجراها عدد من الشركات العالمية، أثبتت ضعف الجدوى الاقتصادية لاستخدام مياه الخزان في عمليات الري.

وأضافت "المصري اليوم" أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان قد أعلن في عام 1959 عن مشروع إنشاء واد مواز بالصحراء الغربية، وهو ما دفع عجلة الأبحاث المتعلقة بمصادر المياه الجوفية، وبعد سنوات عدة من إعلان عبدالناصر مشروعه، تمكن خبراء مصريون من اكتشاف "الخزان الجوفي النوبي".

وبحسب الصحيفة، "أشارت الدراسات العلمية إلى أن ذلك الخزان يمتد على مساحة 2.4 مليون كيلومتر مربع، منها 670 ألف كيلومتر مربع في الصحراء الغربية المصرية، بسمك 800 متر في منطقة الخارجة، و1400 متر في منطقة الداخلة، و1600 متر في منطقة الفرافرة، و2000 متر في منطقة البحرية.

وتابعت "المصري اليوم" أنه منذ ستينيات القرن الماضي، قامت مجموعة من المكاتب الاستشارية العالمية بعمل دراسات وافية عن إمكانات الخزان النوبي؛ إذ قامت شركة "بارسون" البريطانية بدراسة إمكان استخدام مياه الخزان لزراعة 50 ألف فدان، ضمن مشروع أعلنه جمال عبدالناصر، إلا أن ذلك المشروع توقف بسبب ظروف الحرب، علاوة على انخفاض منسوب المياه الجوفية دون 150 مترا، وتركزها في أماكن معينة ضمن نطاقات جيولوجية صغيرة.

وأضافت أنه في عام 1970، قام أحد أساتذة المياه الجوفية في مصر، الدكتور إبراهيم حميدة، بعمل دراسة أخرى، مستخدما النماذج الرياضية لمعرفة إمكانات الخزان الجوفي، وتمكن من إثبات إمكان استخراج نحو 18 مليون متر مكعب من المياه الجوفية بانخفاض يبلغ 35 مترا فقط في المنسوب الجوفي.

وأردفت أنه في عام 1977، قالت دراسة علمية نفذها المكتب الاستشاري الإيطالي "بييروكورا" إن المياه الجوفية ستنخفض بمستوى لن يزيد عن 20 مترا حال استخدام 18 مليون متر مكعب من المياه، إلا أنه اشترط حفر "آبار عميقة" تصل إلى 180 مترا لاستخراج المياه على مدار 50 عاما فقط.

واستطردت الصحيفة أنه في دراسة أخرى نفذها المكتب الاستشاري الألماني "هرنيل دكيرل" عام 2006 لبحث إمكان زراعة 861 ألف فدان في منطقة شرق العوينات، طالب المكتب بحفر آبار بأعماق لا تقل عن 125 مترا، وهو ما يُقلل من الجدوى الاقتصادية للمشروع، إذ ستتعدى قيمة المياه تكلفتها الحقيقية.

إبراهيم عيسى: وهم

وفي سياق متصل، استنكر الإعلامي إبراهيم عيسى، إعلان وزير الري المصري اكتشاف خزان مياه جوفي في المنيا، معروف باسم الخزان النوبي للمياه، وفق قوله.

وتابع عيسى -في  برنامجه "مع إبراهيم عيسى"، على فضائية "القاهرة والناس"، مساء الاثنين- بالقول إن هذا الوهم يعلن عنه اليوم من جديد وزير الري الدكتور حسام مغازي، مشيرا إلى أن وزارة الري نفسها أكدت عدم جدوى هذا المشروع.

وتابع: "إذا افترضنا أن المشروع له قيمة، فهل من المنطقي أن يعلن عن هذا المشروع في وقت نتفاوض فيه على المياه مع إثيوبيا؟"
التعليقات (0)