سياسة عربية

صحيفة مصرية تصف وزير التنمية المحلية بـ"العرض" (صورة)

اتهمت الصحيفة زكي بدر بأنه أطاح بالمحافظ رضا عبد السلام خدمة لرجال الأعمال - أرشيفية
اتهمت الصحيفة زكي بدر بأنه أطاح بالمحافظ رضا عبد السلام خدمة لرجال الأعمال - أرشيفية
شنت صحيفة مصرية هجوما عنيفا على وزير التنمية المحلية، أحمد زكي بدر، وأطلقت عليه وصف "العرض الكبير"، في تلميح إلى لفظ بذيء، شائع الاستخدام في بعض الأوساط بمصر، بإبدال الضاد صادا، ويعني الشخص منزوع النخوة والكرامة، وذلك على خلفية الاختيارات الأخيرة للمحافظين بمصر، التي قيل إن الوزير يقف وراءها، باعتباره الوزير المسؤول، لا سيما إقالة محافظ الشرقية، التي أثارت لغطا واسعا.

واتهمت صحيفة "الأنباء الدولية"، الورقية، في عددها الصادر هذا الأسبوع، "أحمد زكي بدر" بأنه أطاح بالمحافظ رضا عبد السلام، خدمة لرجال الأعمال، فضلا عن تسببه في انتشار الغضب في عدد من الأقاليم، من جراء حركة "المحافظين الجدد"، التي تضمنت تغيير 11 محافظا، وشملت من بينهم تعيين تسعة من لواءات الجيش، والشرطة.

وقالت الصحيفة إن الإطاحة بالدكتور رضا عبد السلام كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر زكي بدر وزير التنمية المحلية، الذي قيل إنه أطاح به بمكالمة تليفونية، إثر اجتهاد المحافظ المقال في محاربة الفساد، والتصدي لشتى أنواع الإهمال، والتسيب، وإهدار المال العام، ومنها سحب 150 فدانا من أحد رجال الأعمال أصحاب النفوذ الواسع، وقتاله مافيا المنتفعين، حتى شعر بذلك المواطن الشرقاوي، وحُمل عبد السلام فوق الأعناق.

وأضافت الصحيفة أنه قبل أن تكتمل فرحة الأهالي بمحافظهم "الشريف"، بادر زكي بدر إلى قتل فرحتهم، وأطاح بالرجل الوحيد الذي شهد له الجميع بالشرف والطهارة، واقتحام عش الدبابير، ودشن شباب الشرقية "هاشتاج" يطالبون فيه بعودة المحافظ إلى منصبه، واعتبروا أن قرار إقالته جاء خدمة لمافيا رجال الأعمال وأصحاب النفوذ، وسيطرة "عش الدبابير"، الذي تجرأ الدكتور عبد السلام على اقتحامه، ومحاولة اقتلاعه، ووصل الأمر بأهالي الشرقية إلى تنظيم وقفة احتجاجية ضد القرار.

وتابعت "الأنباء الدولية" أنه في الوقت نفسه، أثار "بدر" الحنق والغضب مع الكشف عن أسماء المحافظين الجدد التي جاءت تكريسا لسيطرة الجنرالات، واستبعاد أصحاب الكفاءات والتخصصات، حيث إن 9 من أصل 11 محافظا جديدا هم لواءات شرطة (وجيش)، ليس لديهم دراسة بالخطط التنموية، والخدمية.

واستعرضت الصحيفة المسيرة السابقة للوزير، وتطوره المهني، فقالت: "عاد اسم الدكتور أحمد زكي بدر، نجل وزير الداخلية الأسبق زكي بدر، صاحب أكبر فضيحة برلمانية، للظهور مرة ثانية.. الرجل الذي ترك الوزارة وزيرا للتربية والتعليم، في حكومة نظيف، مشيعا بهجوم حاد عليه من العاملين بالوزارة، عاد إلى الظهور مرة أخرى في عهد السيسي، وزيرا للتنمية المحلية".

وذكرت بأن تعيين "زكي بدر" وزيرا للتربية والتعليم في حكومة أحمد نظيف عام 2010 قد أحدث صدمة، وكذلك عودته حملت الصدمة نفسها، خاصة أن الرجل اعتاد على التعامل مع الموظفين والعاملين معه على طريقة والده، وزير الداخلية زكي بدر.

وأشارت "الأنباء الدولية" إلى أن اللواء "زكي بدر"، والد الوزير، عرف عنه هذا الأسلوب في التعامل حتى مع الوزراء ونواب البرلمان، وكان له قاموسه الخاص في الشتيمة مثل "الدلاديل والشواذ جنسيا والحرامية"، وغيرها من الشتائم التي يصعب سردها، وقد شهدت جلسة البرلمان عام 1987، التي دخل فيها معركة بالأيدي والأحذية مع النواب، ليرد عليه النائب طلعت رسلان بصفعه بعد وصلة شتائم وجهها بدر ضد فؤاد سراج الدين، وإحدى قريباته.

ووفق الصحيفة: "عمل الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية الجديد، وزيرا للتربية والتعليم من 3 يناير 2010 حتى يوم 29 يناير 2011 عقب اندلاع ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالحكومة كاملة.. تلك الفترة التي كانت مليئة بالمصادمات والمشكلات، فقد بدأ الرجل عمله وزيرا للتربية والتعليم بتعيين عدد من لواءات الشرطة كمساعدين له، وكان من بينهم اللواء أحمد عبد المنعم مديرا لمكتبه بدرجة وكيل وزارة، واللواء عبد المنعم معوض مديرا للعلاقات العامة بالوزارة".

كما اشتهر بدر في أثناء عمله رئيسا لجامعة عين شمس ثم وزيرا للتربية والتعليم باعتداءاته المتكررة بالسب بألفاظ نابية على مرؤوسيه، والموظفين التابعين له، على طريقة والده وزير الداخلية الذي عُرف عنه مثل ذلك، وهو ما أدى إلى اعتصام موظفي هيئة الأبنية التعليمية في حزيران /يونيو عام 2010، بعد أن تطاول عليهم، ووصفهم بالحرامية واللصوص، وقام بحرمانهم من المكافآت والخدمات الطبية، ووقف تزويد الهيئة بقطع الغيار، وإلغاء المناقصات وسحب السيارات والأتوبيسات التي كانوا يستخدمونها في انتقالاتهم إلى مواقع العمل، والعصف بالعاملين في الهيئة من ذوي العقود المؤقتة بخصم 150 جنيها من رواتبهم، ورفضه تثبيتهم، وفق الصحيفة.

كما تكررت واقعة السب والقذف من الوزير تجاه العاملين معه - بحسب "الأنباء الدولية" - بديوان وزارة التربية والتعليم حتى اعتصموا داخل المبنى، ومنعوه من الدخول لعدة أيام خلال شهر كانون الثاني /يناير 2011، وهو القرار الذي أحدث جدلا واسعا في الشارع المصري وقتها.

وشدد كاتب المقال، علاء عبد الله، في ختام مقاله، على أن: "سيرة أحمد زكي بدر، وطريقه تعامله كانت دائما تسبقه في كل مراحله، ليس فقط بسبب والده، ولكن بسبب حرصه على تكريس الصورة نفسها.

وأثناء توليه رئاسة جامعة عين شمس، قالت عنه الصحافة إنه يدير الجامعة على طريقه أمناء الشرطة، وهو ما دفع البعض من أساتذة الجامعات لتوصيفه كأسوأ رئيس جامعة، حيث اشتهر بسبه للعاملين بالجامعة بشتائم وصفت بالسوقية، ولا تصدر عن أستاذ جامعي، والتي كان منها رده على مطالبة العمال المؤقتين والمطالبين بالتثبيت بأن قال لهم: "أنتم عارفين إنكم حفيتم واتذليتم، وقبلتم الأحذية علشان تشتغلوا عمال، برغم إنكم حاصلين على مؤهلات عليا"، وهو ما أثار العمال ضده، وقاموا بالتعدي عليه، في أثناء الاجتماع، بالإضافة لاستهدافه للطلبة المنتمين لتيارات سياسية حتى وصل الأمر لاتهامه بالسماح للبلطجية بالدخول للحرم الجامعي، والاعتداء على الطلاب، وفق الكاتب.


التعليقات (0)