صحافة دولية

راديو فرنسا الدولي: هكذا يعاني اللاجئون الأفغان في إيران

راديو فرنسا: السلطان الإيرانية تجبر لاجئين أفغانا على القتال في سوريا - أرشيفية
راديو فرنسا: السلطان الإيرانية تجبر لاجئين أفغانا على القتال في سوريا - أرشيفية
نشر موقع "راديو فرنسا" الدولي، تقريرا حول معاناة اللاجئين الأفغان في إيران، الذين تجبرهم السلطات الإيرانية على القتال في سوريا، دفاعا عن حليفها بشار الأسد، وذلك في مقابل وعود بتمديد إقامتهم بإيران، أو بذريعة الدفاع عن المقدسات الشيعية.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الأفغان اللاجئين "وجدوا أنفسهم بين مطرقة الحرب الأهلية في بلادهم، وسندان حكومة إيران التي ترحّل كل من تقبض عليه إلى أفغانستان، هذا بالطبع إذا ما نجا من الموت على يد حرس الحدود".

ونقل الموقع عن لاجئ أفغاني عاش الأزمة في إيران، يُدعى عباس، قوله إنه "ليس للأفغان حقوق في إيران، وظروف العيش هنا لا تطاق.. لم يمنحونا أدنى مقومات الحياة، ما اضطر أخي وزوجته وابنته أن يمكثوا لمدة 12 ساعة في الصندوق الخلفي لسيارة مكّنتهم من بلوغ الحدود التركية".

وأضاف عبّاس أن الأفغان المهاجرين مضطرون للهروب من إيران "بسبب هضم حقوقهم من قبل الإيرانيين، حيث إنهم يجبرون على العمل في ظروف غير إنسانية، كما أنهم محرومون من الامتيازات الصحية التي يتمتع بها الإيرانيون".

وذكر الموقع أنه "حينما يسعى البعض للهروب من ظلم حكومة طهران؛ فإنه يعرّض نفسه للقتل والتعنيف، مثلما حصل للشاب الأفغاني علي رضا، الذي قتلته شرطة الحدود الإيرانية إثر محاولته عبور الحدود نحو تركيا بطريقة غير شرعية".

وأشار إلى الخوف الذي بات يشكله حرس الحدود بالنسبة للاجئين الأفغان، حيث سجّلت إيران مؤخرا مقتل شخص كان يحاول عبور الحدود نحو تركيا، حيث إنه قضى إثر سكتة قلبية من شدّة خوفه، بعد أن قبض عليه حرس الحدود الإيراني.

أما عن الوضع في مخيمات اللاجئين الأفغان؛ فيقول محمد رضا الأفغاني، الذي أقام في مخيم عسكر أباد: "المخيم كغيره، قاس ولا إنساني، كنّا نجد صعوبة حتى في التنفس؛ لصغر حجم القاعة، حيث كنّا ننام ونقضي حاجاتنا الآدمية فيها".

واعتبر الموقع أن ظروف المخيمات لم تكن السبب الوحيد وراء هروب الأفغان من إيران، بل إن السلطات الإيرانية تجبر اللاجئين على المشاركة في الحرب بسوريا، دفاعا عن نظام بشار الأسد، أو بدعوى حماية المقدسات الشيعية.

وأضاف أن حكومة إيران لم تنكر وجود اللاجئين الأفغان بين جنودها في سوريا، وخاصة في لواء "فاطميون" الشيعي الأفغاني، لكنها اعتبرتهم جنودا أفغانا ذهبوا من تلقاء أنفسهم للدفاع عن المقدسات، كما تزعم.

ونقل الموقع عن صحفيين من أصل أفغاني، كانا يعيشان في سوريا حتى عام 2013، تأكيدهما وجود لاجئين أفغان مقيمين في إيران، يقاتلون في صفوف نظام بشار الأسد، وقولهما إن "آلاف الأفغان يشاركون في الحرب بسوريا، منذ بداية الثورة، كما أن العشرات منهم قتلوا أو جرحوا".

وتابع: "هذا ما أكّده شاه حسين مرتضوي، رئيس تحرير صحيفة يومية أفغانية، حيث قال إن الكثير من الأفغان ذهبوا للحرب في سوريا، آملين في الوعود التي قدّمتها لهم السلطات الإيرانية".

واعتبر شاه حسين أن "كثيرا منهم كانوا يأملون في الحصول على إقامة دائمة في إيران، أما البعض الآخر فكان يأمل في الحصول على مكافآت مالية ضخمة، في حين شارك آخرون بزعم دفاعهم عن المقدسات الشيعية في سوريا".

وذكر الموقع أن السلطات الإيرانية تصادر أي وثيقة تثبت تجنيد الجيش الإيراني لجنود أفغان للمشاركة في الحرب بسوريا، وبالتالي يفقد كل جندي أفغاني أي إثباتات يمكنه بها مطالبة الحكومة الإيرانية بالإيفاء بوعودها له.

وفي الختام؛ قال الموقع إن أعضاء في البرلمان الأفغاني؛ احتجوا بسبب سياسة إيران تجاه اللاجئين، متهمين حكومة طهران بـ"استغلال فقر هؤلاء؛ لتجنيدهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل".
التعليقات (0)