صحافة دولية

دير شبيغل: لماذا الأسد ليس مهتما بمحاربة تنظيم الدولة؟

تستهدف غارات روسيا والنظام السوري مواقع مدنية بعيدة عن تواجد تنظيم الدولة (سوق بدوما تعرض للقصف في آب/ أغسطس الماضي)
تستهدف غارات روسيا والنظام السوري مواقع مدنية بعيدة عن تواجد تنظيم الدولة (سوق بدوما تعرض للقصف في آب/ أغسطس الماضي)
نشرت صحيفة دير شبيغل الألمانية تقريرا؛ انتقدت فيه تفكير بعض الدول الغربية في التعاون مع النظام السوري لمحاربة تنظيم الدولة، وقالت إن بشار الأسد لا يمكن أن يكون شريكا في الحرب على الإرهاب، لأنه لا يمتلك القدرة ولا الرغبة في القضاء على هذا التنظيم.

وقالت صحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد ثلاثة أسابيع من هجمات باريس، كثفت أوروبا استعداداتها لتصعيد الحرب على تنظيم الدولة، حيث انضمت الطائرات المقاتلة البريطانية إلى الطائرات الفرنسية، في تنفيذ طلعات فوق مناطق التنظيم في سوريا، كما ستنضم إليها ألمانيا قريبا.

وستمكن الطائرات الألمانية من نوع "تورنادو"، المجهزة بتقنية التصوير عالية الدقة، من تحديد الأهداف على الأرض، كما ستقوم طائراتها "أي 310" بتزويد الطائرات الفرنسية والبريطانية بالوقود في الجو، وستقوم أيضا سفينة حربية ألمانية بتوفير الحماية لحاملة طائرات فرنسية متمركزة في البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المراقبين؛ يؤكدون أن فكرة التعاون مع الأسد أصبحت قيد الدراسة بعد أن كانت مرفوضة تماما، وهو ما يعني أن الرعب الذي زرعه تنظيم الدولة في أوروبا، خدم بشكل كبير موقف الدكتاتور السوري.

وأكدت الصحيفة أن قوات الأسد لا يمكن أن تكون شريكا في الحرب على تنظيم الدولة، لأنها تعاني انهيار معنوي ومن نقص في العداد والعتاد، إذ إن عددا كبيرا من الشباب السوري الذي كان يعيش في مناطق سيطرة النظام، فضل ركوب قوارب الموت نحو أوروبا، حتى لا يتعرض للتجنيد القسري.

وأضافت الصحيفة أن ما يؤكد ضعف قوات الأسد، هو فشل الاستراتيجية التي دخلت بها روسيا إلى سوريا، والمتمثلة في تكثيف الغارات الجوية لإجبار الفصائل المعارضة على التراجع والتخلي عن مناطقها، حتى تفسح المجال لقوات الأسد البرية لاستعادة هذه المناطق.

إذ إنه منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ عجزت قوات الأسد عن التقدم في عدة مناطق أمطرتها الطائرات الروسية بالقنابل، لأن مقاتلي المعارضة لم يهربوا من تلك المناطق، بل اختبأوا تحت الأرض وتمسكوا بمواقعهم.

وأشارت الصحيفة في المقابل إلى أن قوات المعارضة السورية تتمتع بكفاءة عالية، حيث أنها حصلت على قذائف مضادة للدبابات مصنوعة في الولايات المتحدة، وأسلحة روسية مضادة للدروع غنمتها من قوات النظام أو اشترتها من ضباطه الفاسدين، وهو ما مكنها في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي من إيقاف تقدم قوات النظام في جنوب حلب، وتفجير 20 دبابة قبل أن تنسحب البقية ويتم إلغاء الهجوم.

واعتبرت الصحيفة أن قوات الأسد ليست فقط ضعيفة، بل إنها أيضا لم يعد من الممكن اعتبارها قوات سورية، حيث أنه خلال السنتين الماضيتين تزايدت نسبة المقاتلين الأجانب في صفوفها، بعد أن انضمت إليها قوات الحرس الثوري الإيراني، والمليشيات الشيعية العراقية، وحزب الله اللبناني، وتم تعزيزها بمليشيات أخرى شيعية من طائفة الهزارا من أفغانستان، الذين يعيشون في إيران كمهاجرين غير شرعيين، ويتم تجنيدهم قسرا بعد اعتقالهم وسجنهم.

وقالت الصحيفة إن السبب الآخر الذي يمنع اعتبار الأسد شريكا في الحرب على الإرهاب، هو أن القرار السيادي السوري لم يعد بيده، إذ إن الضباط الإيرانيين هم الذين يتحكمون في مليشياتهم وفي الوحدات الأفغانية، ويقومون بوضع المخططات، ويصدرون الأوامر للقوات السورية أيضا، كما أن قادة حزب الله أيضا يقومون بعمليات خاصة دون التنسيق مع النظام السوري، والقادة العراقيون أيضا يعطون الأوامر للمليشيات العراقية، أما الروس فإنهم يفعلون ما يناسب مصالحهم دون انتظار إذن من أحد.

كما قالت الصحيفة إن هنالك مؤشرات عديدة تثير شكوكا بشأن تنسيق سري يجري بين مليشيات النظام وبين تنظيم الدولة، إذ إن بعض فصائل المعارضة تفاجأت في الفترة الأخيرة باستعمال إحدى المليشيات الشيعية للمركبات المدرعة "هامفي"، التي تعتبر من رموز الهجمات التي يقوم بها تنظيم الدولة، منذ أن قام بالاستحواذ عليها خلال تقدمه في العراق في صيف 2014. وقد أثار وصول تلك المدرعات، التي كانت موجودة فقط لدى تنظيم الدولة، إلى أيادي المليشيات الشيعية استغراب الكثيرين.

وأضافت الصحيفة في نفس السياق، أن بعض الهجمات التي تقوم بها مليشيات الأسد وتنظيم الدولة، يكون بينها تقارب زمني وجغرافي مثير للريبة، ففي مدينة تل رفعت في الشمال السوري، قام انتحاري من تنظيم الدولة بتفجير سيارته المفخخة في قاعدة تابعة للجيش السوري الحر في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنقضي، دون أن يوقع خسائر كبيرة، وبعد نصف ساعة فقط من هذا الهجوم، وصلت الطائرات الروسية وشنت أول هجوم لها على تلك القاعدة.

وأكدت الصحيفة أن عشرات الحوادث الأخرى منذ سنة 2014؛ تشير إلى أن قوات الأسد تقوم بتنسيق عملياتها ضد المعارضة المسلحة مع تنظيم الدولة، حيث تقوم طائرات النظام بالقصف ثم يقوم مقاتلو التنظيم بالتقدم على الأرض، وهو ما دفع بالإدارة الأمريكية للتصريح في بداية حزيران/ يونيو الماضي بأن "النظام السوري ليس فقط يتجنب ضرب مواقع تنظيم الدولة، بل إنه يقوم أيضا بتعزيزها".
التعليقات (3)
احمد العلي
الجمعة، 19-02-2016 05:00 ص
طيب ليش الغرب مايقضي على الأسد ونظامو وبعدين يوجه ضربات باتجاه التنظيم ما دام أن التنظيم صنيعة النظام فأكيد بس يزول النظام سيصبح سهل القضاء عليه ههههههه التنظيم يقتل الشيعة في كل مكان ويقولون مع النظام هه
نفرتيت
الخميس، 10-12-2015 06:56 م
إن الحقيقة التي يجب القول فيها هي أن تنظيم الدولة هو ليس ضد النظام ولو تظاهر بعض العناصر بالتستر بالدين هذا لذر الرماد في العيون . ولكن الواضح والجلي ان أفعال التنظيم أصبحت على المكشوف .والدليل أن التنظيم حارب الجيش الحر مدة شهرين واستطاع بعد أن قتل الكثير من المعارضة المسلحة وقتلوا منه الكثير سلم الموقع للنظام .وهناك دلائل كثيرة .
اب حلب
الخميس، 10-12-2015 05:01 م
وليش كمان ما بتجيبو سيرة الميليشات الاجنبية الارهابية القردية ولا هدول كمان سلاح بايديكون لبعدين؟