ملفات وتقارير

17 شهرا من حكم السيسي.. غضب في معسكر أنصاره

تراجع كثيرون من مؤيدي السيسي عن دعمه - أ ف ب
تراجع كثيرون من مؤيدي السيسي عن دعمه - أ ف ب
يستقبل رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، اليوم ، التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، شهره الثامن عشر في حكم مصر، وسط حالة غير مسبوقة من الغضب الشعبي المتصاعد، والتحذيرات القوية من قِبل أنصاره قَبل معارضيه، من أن هناك موجات ثورية تهدد باقتلاع نظام حكمه، في وقت تزايدت فيه مطالبهم برحيله، استنادا إلى ما وصموا به حكمه من الفشل الذريع على جميع المستويات.

لقد وقف السيسي منتشيا في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، في الأول من الشهر الحالي، قائلا: "نحن نتكلم عن 17 شهرا، وليس 17 سنة، وما تحقق حتى الآن حلم.. ربنا أعاننا عليه".. لكن هل ما تحقق على يده خلال الـ17 شهرا "حلم" حقا؟

هذا التقرير ترصد فيه صحيفة "عربي21" عددا من التحولات الحديثة التي وقعت في صفوف أنصار السيسي نفسه، من الداعمين الأوائل له. وسوف يلاحظ القارئ أن غضبهم تزايد، وأن عددهم أخذ يكبر، وأن دائرتهم تتسع، وأنها تتوزع على فئات شتى ما بين صحفيين، وإذاعيين، وأدباء، وفنانين، وسياسيين.. إلخ.

على السيسي أن يفهم قبل فوات الأوان

هذه رؤية أحد أبرز دعاة انقلابه، وهو رئيس تحرير صحيفة "التحرير"، إبراهيم منصور، إذ كتب مقالا بعنوان: "صدمة السيسي وصدمة الشعب"، رسم فيه المشهد حاليا كالتالي: "عادت أركان الدولة القمعية، وشخصياتها الفاسدة، واكتظت الأقسام والسجون، وعاد الموالون والمنافقون إلى تصدر المشهد، وأصبح الغلاء متوحشا، وكرامة المصريين مهانة".

وأشار منصور إلى ازدياد الفقر، والتوجه نحو التبعية، التي وصلت بمصر للتصويت لصالح "إسرائيل"، فكانت صدمة الشعب في الرئيس، وكانت رسائل الغضب الشعبي، الذي كان على رأسه العزوف عن
المشاركة في الانتخابات، برغم دعوته لكل فئات المجتمع للنزول.

وتابع: "بالطبع وصلته (أي السيسي) الأرقام الصحيحة للمشاركة، كما وصله استياء المواطنين من غول الأسعار، وحالة الفساد والإحباط الشديد مما يشعر به الآن غالبية الناس".

واختتم منصور مقاله بالقول: "وصلت رسائل الشعب، وعلى السيسي أن يفهمها قبل فوات الأوان".
في انتظار خطاب "الآن فهمتكم".

نقطة "الفهم" هذه، التي ذكرها منصور، طالبت بها "حركة شباب 6 أبريل" السيسي، فقالت - في أحدث تدويناتها، عقب خطاب السيسي المذكور -: "كعادته دوما.. الجنرال السيسي تائه وخاو… خطابه أجوف.. جمله ناقصة، وغير مفهومة… الارتباك واضح.. هو سيد الموقف… في انتظار خطاب (الآن
فهمتكم) عما قريب"، وفق التدوينة.

رئيس تحرير الأهرام: أخطاء في سياسات داخلية

الجانب الذي نقله منصور في مقاله جعل - مع جوانب أخرى - قطاعا عريضا من أنصار السيسي يطالبه بسرعة تصحيحه أيضا.

حتى إن رئيس تحرير صحيفة "الأهرام"، محمد عبد الهادي علام، على ما هو معروف به من تأييد شديد للسيسي، وفق مراقبين، أقرَّ في مقاله بالجريدة الأحد، ولأول مرة، بأنه "بغض النظر عما جرى في لندن، فإن ما حدث في الأيام الماضية على أرض مصر، يشير إلى وجود أخطاء في سياسات داخلية تحتاج إلى تدخل سريع".

ودعا علام - على غير عادته - إلى التعامل بحسم مع تلك الأخطاء، وألا تدفن الدولة (يقصد السيسي) رأسها فى الرمال، وفق وصفه.

مذيعة التلفزيون المصري: أين خطتك ورؤيتك؟

ولأول مرة شهد متابعو التلفزيون المصري، الخميس (5 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري)، أول هجوم مباشر على السيسي، تزعمته المذيعة عزة الحناوي، التي داومت على الدفاع عنه طيلة الفترة الماضية، لكنها هاجمت - في برنامجها  "أخبار القاهرة" - السيسي، بسبب فساد المجالس المحلية.

فقالت: "أين خطتك، أين رؤيتك؟"، متسائلة عن سبب عدم محاسبة كل من يقوم بإهانة وإذلال الشعب المصري بداية من رئيس الجمهورية، وحتى أصغر مدير إدارة، على حد وصفها.

وبحسب تعبيرها: "طول ما فيش محاسبة هتفضل سيادتك (تقصد السيسي) تتكلم وتوعد ومش هتلاقي نتيجة.. الناس زهقت، ومش هتنزل انتخابات تاني".

لكن "عزة" دفعت ثمن ما قالته سريعا، إذ أصدر رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عصام الأمير، قراره، الأحد، بوقفها عن العمل، وإحالتها إلى التحقيق أمام الشؤون القانونية في الاتحاد، بدعوى "خروجها عن النص، وإبداء رأيها ببرنامج خبري".



حتى يوسف زيدان

المفكر والروائي الدكتور يوسف زيدان، الداعم للسيسي، ولا يزال، حذر في حوار له مع صحيفة "صوت الأمة" في عددها الأخير، من موجات ثورية قادمة تصنعها وتشارك فيها الفئات المحبطة، ومنهم الشباب والفقراء والمرأة، وكلهم جماعات كبرى، ويُعد أفرادها بالملايين، وفق قوله.

وتابع زيدان: "انتظروا مناسبات تتجلى فيها مواقفهم للتعبير عن آرائهم"، مشيرا إلى أن "عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات كان تعبيرا عن غضب، وامتعاض الشعب من عدم تحقيق آماله".


وقدم زيدان خريطة للثورة على نظام السيسي، رأى فيها أنها ستكون على شكل موجات متتابعة خلال الفترة المقبلة.


فشدد على أنه لا بد من مراعاة أن حالة التموج الثوري سوف تستمر لفترة قادمة، وأنه كلما كانت مسلحة بالوعي العام، كانت أرشد، وتؤدي إلى نتائج جيدة، وكلما كانت هوجاء، وغير متعقلة، يؤهلها ذلك للوصول إلى ما وصلت إليه دول عربية أخرى من الصدام المدمر، فثارت على أوضاعها، ولم يكن لدى شعوبها من الوعي العام ما يسمح بالحفاظ على الحالة الثورية من الاصطدام المدمر لهذه المجتمعات، ومنها ليبيا وسوريا واليمن، بحسب تعبيره.


السيسي يخسر "حزب الكنبة"


السيسي خسر أيضا "حزب الكنبة"، الذي كان يسانده، وفق أنصاره أنفسهم.


وبحسب النائب الأول السابق لرئيس حزب الحركة الوطنية، يحيي قدري، فإن نسبة المشاركة الضعيفة في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية رسالة واضحة للسيسي من أهالي حزب "الكنبة" تطالبه بأن يتعامل مع الملف الداخلي وفقا لما تحتاجه الطبقات المتوسطة، ودون المتوسطة، على حد قوله.


حازم عبدالعظيم: أخشى من ثورة ثالثة


ونبقى في زمرة السياسيين.. من أنصار السيسي نفسه.

وهذا الناشط السياسي، عضو الحملة الانتخابية السابق للسيسي، حازم عبدالعظيم، يتوقع ثورة ثالثة على السيسي، فيقول - في تصريحات صحفية السبت -: "أخشى على شباب مصر من الثورة الثالثة، لأن النظام الحالي يختلف عن نظام مبارك كلية".

والد أبو النجا: تنح الآن

والأمر هكذا، تتصاعد مطالب رحيل السيسي، بين أنصاره، يوما بعد يوم.

وهذا هو الفنان خالد أبو النجا، وهو أحد أنصار 30 يونيو، يطالب السيسي بالتنحي؛ على خلفية حادث الطائرة الروسية.


خالد قال في تغريدة بثها عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر "تويتر": "#الوضع_مؤسف.. كلمتين فقط.. الرئيس الذي يسافر إلى لندن بدل شرم الشيخ لطمأنة الأهالي والسياح لا يفهم أمنيا شيئا".


وطالب أبو النجا "السيسي" بالتنحي قائلا: "تنح الآن، وأنقذ مصر من أخطاء تاريخية".
التعليقات (1)
ابو تركي
الإثنين، 09-11-2015 04:05 م
عندما يصوت الفاسدين والرويبضة للفاسد هل يتوقع عاقل ان ينتج صلاح ورفاهية، النتيجة الحتمية خراب ودمار وفساد وأنهيار آخر المطاف.